كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

الأَنصاريون رضي الله عنهم والجمع أَوْداء وأَوْدِيةٌ وأَوْدايةٌ قال وأَقْطَع الأَبْحُر والأَوْدايَهْ قال ابن سيده وفي بعض النسخ والأَوادية قال وهو تصحيف لأَن قبله أَما تَرَيْنِي رَجُلاً دِعْكايَهْ ووَدَيْتُ الأَمْرَ وَدْياً قَرَّبْتُه وأَوْدَى الرجلُ هَلَكَ فهو مُودٍ قال عَتَّاب بن وَرْقاء أَوْدَى بِلُقْمانَ وقد نالَ المُنَى في العُمْرِ حتى ذاقَ مِنه ما اتَّقَى وأَوْدَى به المَنُون أَي أَهْلَكه واسم الهَلاكِ من ذلك الوَدَى قال وقلَّما يُستعمل والمصدر الحقيقي الإِيداء ويقال أَوْدَى بالشيء ذهَب به قال الأَسود بن يعفر أَوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بِصِرْمَتِه إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسى حَيَّةَ الوادِي ويقال أَوْدَى به العُمْرُ أَي ذهَب به وطالَ قال المَرَّار بن سعيد وإِنَّما لِيَ يَوْمٌ لَسْتُ سابِقَه حتى يجيءَ وإِنْ أَوْدَى به العُمُرُ وفي حديث ابن عوف وأَوْدَى سَمْعُه إِلا نِدايا أَوْدَى أَي هلَك ويريد به صَمَمَه وذَهابَ سَمْعِه وأَوْدَى به الموتُ ذهَب قال الأَعشى فإِمَّا تَرَيْنِي ولِي لِمَّةٌ فإِنَّ الحَوادِثَ أَوْدَى بها أَراد أَوْدَتْ بها فذكَّر على إِرادة الحيوان
( * قوله « الحيوان » كذا بالأصل )
والوَدَى مقصور الهَلاكُ وقد ذكر في الهمز والوَدِيُّ على فَعِيل فَسِيلُ النخل وصِغاره واحدتها ودِيَّة وقيل تجمع الوَدِيَّةُ وَدايا قال الأَنصاري نَحْنُ بِغَرْسِ الوَدِيِّ أَعْلَمُنا مِنَّا برَكْضِ الجِيادِ في السُّلَفِ وفي حديث طَهْفَة ماتَ الوَدِيُّ أَي يَبِسَ من شِدَّةِ الجَدْب والقَحْط وفي حديث أَبي هريرة لم يَشْغَلْنِي عن النبي صلى الله عليه وسلم غَرْسُ الوَدِيِّ والتَّوادِي الخَشَباتُ التي تُصَرُّ بها أَطْباءُ الناقة وتُشَدُّ على أَخْلافِها إِذا صُرَّت لئلا يَرْضَعها الفَصِيل قال جرير وأَطْرافُ التَّوادِي كُرومُها وقال الراجز يَحْمِلْنَ في سَحْقٍ مِنَ الخِفافِ تَوادِياً شُوبِهْنَ مِنْ خِلافِ
( * قوله « شوبهن » كذا في الأصل وتقدم في مادة خلف سوّين من التسوية )
واحدتها تَوْدِيةٌ وهو اسم كالتَّنْهِيةِ قال الشاعر فإِنْ أَوْدَى ثُعالةُ ذاتَ يَوْمٍ بِتَوْدِيةٍ أُعِدّ لَه ذِيارا وقد وَدَيْتُ الناقةَ بتَوْدِيَتَينِ أَي صَرَرْتُ أَخلافها بهما وقد شددت عليها التَّوْدية قال ابن بري قال بعضهم أَوْدَى إِذا كان كامِل السِّلاح وأَنشد لرؤبة مُودِينَ يَحْمُونَ السَّبِيلَ السَّابِلا قال ابن بري وهو غلط وليس من أَوْدَى وإِنما هو من آدَى إِذا كان ذا أَداةٍ وقُوَّة من السلاح
( وذأ ) الوَذْءُ المكروه من الكلام شَتْماً كان أَو غيره ووذَأَه يَذَؤُه وَذْءاً عابَه وزَجَرَه وحَقَرَه وقد اتَّذَأَ وأَنشد أَبو زيد لأَبي سلمة المُحارِبيِّ
ثَمَمْتُ حوائِجي ووَذَأْتُ بِشْراً ... فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغابِ
ثَمَمْتُ أَصْلَحْتُ قال ابن بَرِّي وفي هذا البيت شاهد على أَنَّ حَوائجَ جمع حاجةٍ ومنهم من يقول جمع حائجةٍ لغة في الحاجةِ وفي حديث عثمان أَنه بينما هو يَخْطُبُ ذاتَ يوم فقام رجل ونال منه ووَذَأَه ابن سَلامٍ فاتَّذَأَ فقال له رجل لا يَمنَعَنَّكَ مَكانُ ابن سَلامٍ أَن تَسُبَّه فإِنه من شِيعتِه قال الأُموي يقال وذَأْتُ الرجُلَ إِذا زَجَرْتَه فاتَّذَأَ أَي انْزَجَر قال أَبو عبيد وذَأَه أَي زَجَرَه وذَمَّه قال وهو في [ ص 193 ] الأَصل العَيْبُ والحَقارة وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّة
أَنِدُّ منَ القِلَى وأَصُونُ عِرْضِي ... ولا أَذَأُ الصَّدِيقَ بما أَقولُ
وقال أَبو مالك ما به وَذْأَةٌ ولا ظَبْظَابٌ أَي لا عِلَّةَ به بالهمز وقال الأَصمعي ما به وَذْيةٌ وسنذكره في المعتل ( وذب ) الوِذابُ خُرَبُ المَزادةِ وقيل هي الأَكراشُ التي يُجْعَلُ فيها اللبن ثم تُقْطَعُ قال ابن سيده ولم أَسمع لها بواحد قال الأَفْوَهُ الأَوْديّ
وَوَلَّوْا هارِبينَ بكُلِّ فَجٍّ ... كأَنَّ خُصاهُمُ قِطَعُ الوِذابِ
( وذح ) الوَذَحُ ما تعلق بأَصواف الغنم من البَعَرِ والبول وقال ثعلب هو ما يتعلق من القَذَر بأَلية الكبش الواحدة منه وَذَحة وقد وَذِحَتْ وَذَحاً والجمع وُذْحٌ مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ قال جرير والتَّغْلَبِيَّةُ في أَفواهِ عَوْرَتِها وُذْحٌ كثيرٌ وفي أَكتافِها الوَضَرُ ويقال منه وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذَحُ وتَيْذَحُ وَذَحاً الأَزهري أَبو عمرو ما أَغنى عنه وَدَحةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً وقال في ترجمة وذح ما أَغنى عني وَتَحَةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى شيئاً أَبو عبيدة الوَذَحُ ما يتعلق بالأَصواف من أَبعار الغنم فيَجِفّ عليه وقال الأَعشى

الصفحة 4804