كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

والوَذَمةُ السيرُ الذي بين آذانِ الدَّلْوِ وعَراقِيها تُشَدُّ بها وقيل هو السير الذي تُشدُّ به العَراقي في العُرى وقيل هو الخيط الذي بين العُرى التي في سُعْنَتها وبين العَراقي والجمع وَذَمٌ وجمع الجمع أَوْذامٌ وَوذَّمَها جعل لها أَوْذاماً وأَوْذَمَها شَدَّ وَذَمها ودَلْوٌ مَوْذومةٌ ذات وَذَمٍ والعرب تقول للدلو إِذا انقطع سيورُ آذانِها قد وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ فإِذا شدّوها إِليها قالوا أَوْذَمْتُها ووَذِمَت الدلوُ تَوْذَمُ فهي وَذِمَةٌ انقطع وَذَمُها قال يصف الدلو أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ ما لَها أَم غالَها في بئرِها ما غالَها ؟ وقال أَرْسَلْتُ دَلْوي فأَتاني مُتْرَعا لا وَذِماً جاءَ ولا مُقَنَّعا ذكَّر على إِرادة السَّلْم أَو الغَرْب وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضي الله عنهما وأَوْذَمَ السِّقاءَ أَي شَدَّه بالوَذَمةِ وفي رواية أُخرى وأَوْذَمَ العَطِلَة تُريد الدلو التي كانت مُعَطَّلة عن الاستقاء لعدم عُراها وانقطاع سُيورِها ووَذِم الوَذَمُ نفسُه انقطع ووذَّمَ على الخَمْسينَ توْذيماً وأَوْذَمَ زادَ عليها ووَذَّمَ مالَه قطَّعه والوَذيمةُ ما وَذَّمَه منه أَي قطَّعه قال إِن لم أَكُنْ أَهْواك والقومُ بَعضهمْ غِضابٌ على بعضٍ فما لي وَذائمُ والتَّوذيمُ أَن تُوَذَّم الكلابُ بِقِلادة ووَذِيمةُ الكلب قِطعة تكون في عنُقِه عن ثعلب وروي عن أَبي هريرة أَنه سُئِل عن صَيْدِ الكلب فقال إِذا وَذَّمْتَه وأَرْسَلْتَه وذكَرْتَ اسْمَ الله فكُلْ ما أَمْسَكَ عليك ما لم يأْكلْ وتَوْذيمُ الكلب أَن يُشد في عنقه سيرٌ يُعْلَم به أَنه مُعلَّم مُؤدَّب أَراد بِتَوْذيمهِ أَن لا يَطْلُب الصيد بغير إِرسالٍ ولا تَسْميةٍ مأْخوذٌ من الوَذَمِ السُّيورِ التي تُقدُّ طِوالاً وفي الحديث أُريتُ الشَّيطانَ فوضعتُ يدي على وَذَمَتِه قال ابن الأَثير الوَذَمةُ بالتحريك سيرٌ يُقدُّ طُولاً وجمعه وِذامٌ وتُعمل منه قلادة توضع في أَعناق الكلاب لتُرْبطَ فيها فشبّه الشَّيطانَ بالكلب وأَراد تَمكُّنه منه كما يَتمكَّنُ القابضُ على قِلادة الكلب وفي حديث عمر رضي الله عنه فرَبَط كُمَّيْه بوَذَمةٍ أَي سَيْرٍ
( وذن ) التهذيب ابن الأَعرابي التَّذَوُّنُ النَّعْمةُ والتَّوَذُّنُ الضَّرْبُ
( * قوله « والتوذن الضرب » كذا بالأصل والذي في القاموس الصرف بالصاد المهملة والفاء وقال شارحه وفي بعض النسخ الضرب ) والتَّوَذُّنُ أَيضاً الإِعْجابُ والله أَعلم ( وذي ) ابن الأَعرابي هو الوَذْيُ والوَذِيُّ وقد أَوْذَى ووَذِيَ
( * قوله « ووذي » كذا ضبط في الأصل بكسر الذال ولعله بفتحها كنظائره وهو المَنْيُ والمَنِيُّ وفي الحديث أَوحَى الله تعالى إِلى موسى عليه السلام وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم أَمِنْ أَجل دُنْيا دَنِيَّةٍ وشَهْوةٍ وَذِيَّة قوله وذِيَّة أَي حقيرة قال ابن السكيت سمعت غير واحد من الكلابيين يقول أَصْبَحَتْ وليس بها وَحْصةٌ وليس بها وَذْيةٌ أَي بَرْدٌ يعني البلاد والأَيام المحكم ما به وَذْيةٌ إِذا بَرأَ من مرضه أَي ما به داء التهذيب ابن الأَعرابي ما به وَذيةٌ بالتسكين وهو مثل حَزَّة وقيل ما به وَذْيةٌ أَي ما به عِلَّةٌ وقيل أَي ما به عَيْبٌ وقال الوُذِيُّ هي الخُدُوش ابن السكيت قالت العامرية ما به وَذْيةٌ أَي ليس به جِراحٌ ( ورأ ) ورَاءُ والوَرَاءُ جميعاً يكون خَلْفَ وقُدَّامَ وتصغيرها عند سيبويه وُرَيِّئةٌ والهمزة عنده أَصلية غير منقلبة عن ياء قال ابن بَرِّي وقد ذكرها الجوهري في المعتل وجعل همزتها منقلبة عن ياء قال وهذا مذهب الكوفيين وتصغيرها عندهم وُرَيَّةٌ بغير همز وقال ثعلب الوَراءُ الخَلْفُ ولكن إِذا كان مما تَمُرُّ عليه فهو قُدَام هكذا حكاه الوَرَاءُ بالأَلِف واللام من كلامه أُخذ وفي التنزيل مِن وَرائِه جَهَنَّمُ أَي بين يديه وقال الزجاج ورَاءُ يكونُ لخَلْفٍ ولقُدّامٍ ومعناها ما تَوارَى عنك أَي ما اسْتَتَر عَنْكَ قال وليس من الاضداد كما زَعَم بعضُ أَهل اللغة وأَما أَمام فلا يكون إِلاَّ قُدَّام أَبداً وقوله تعالى وكان وَراءَهُم مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينةٍ غَصْباً قال ابن عبَّاس رضي اللّه عنهما كان أَمامهم قال لبيد
أَلَيْسَ وَرائي إِنْ تَراخَتْ مَنِيَّتي ... لُزُومُ العصَا تُحْنَى عليها الأَصابِعُ
ابن السكِّيت الوَراءُ الخَلْفُ قال ووَراءُ وأَمامٌ وقُدامٌ يُؤَنَّثْنَ ويُذَكَّرْن ويُصَغَّر أَمام فيقال أُمَيِّمُ ذلك وأُمَيِّمةُ ذلك وقُدَيْدِمُ ذلك وقُدَيْدِمةُ ذلك وهو وُرَيِّئَ الحائطِ ووُرَيِّئَةَ الحائطِ قال أَبو الهيثم الوَرَاءُ ممدود الخَلْفُ ويكون الأَمامَ وقال الفرَّاءُ لا يجوزُ أَن يقال لرجل ورَاءَكَ هو بين يَدَيْكَ ولا لرجل بينَ يدَيْكَ هو وَراءَكَ إِنما يجوز ذلك في المَواقِيتِ من الليَّالي والأَيَّام والدَّهْرِ تقول وَراءَكَ بَرْدٌ شَدِيدٌ وبين يديك بَرْد شديد لأَنك أَنْتَ وَرَاءَه فجاز لأَنه شيءٌ يأْتي فكأَنه إِذا لَحِقَك صار مِن وَرائِكَ وكأَنه إِذا بَلَغْتَه كان بين يديك فلذلك جاز الوَجْهانِ من ذلك قوله عز وجل وكان وَرَاءَهُم مَلِكٌ أَي أَمامَهمْ وكان كقوله من وَرائِه جَهَنَّمْ أَي انها بين يديه ابن الأَعرابي في قوله عز وجل بما وَراءَه وهو الحَقُّ أَي بما سِواه

الصفحة 4807