والوَرَاءُ الخَلْفُ والوَراءُ القُدّامُ والوَراءُ ابنُ الابْنِ وقوله عز وجل فمَنِ ابْتَغَى ورَاءَ ذلك أَي سِوَى ذلك وقول ساعِدةَ بن جُؤَيَّةَ
حَتَّى يُقالَ وَراءَ الدَّارِ مُنْتَبِذاً ... قُمْ لا أَبا لَكَ سارَ النَّاسُ فاحْتَزِمِ
قال الأَصمعي قال ورَاءَ الدَّارِ لأَنه مُلْقىً لا يُحْتاجُ إِليه مُتَنَحٍّ مع النساءِ من الكِبَرِ والهَرَمِ قال اللحياني وراءُ مُؤَنَّثة وإِن ذُكِّرت جاز قال سيبويه وقالوا وَراءَكَ إِذا قلت انْظُرْ لِما خَلْفَكَ والوراءُ ولَدُ الوَلَدِ وفي التنزيل العزيز ومِن وراءِ إِسْحقَ يَعْقُوبُ قال الشعبي الوَراءُ ولَدُ الوَلَدِ ووَرَأْتُ الرَّجلَ دَفَعْتُه ووَرَأَ من الطَّعام امْتَلأَ والوَراءُ الضَّخْمُ الغَلِيظُ الأَلواحِ عن الفارسي وما أُورِئْتُ بالشيءِ أَي لم أَشْعُرْ به قال [ ص 194 ] مِنْ حَيْثُ زارَتْني ولَمْ أُورَ بها
اضْطُرَّ فأَبْدَلَ وأَما قول لبيد
تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها ... شُعْبةَ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ ( 1 )
( 1 قوله « شعبة » ضبط بالنصب في مادة وأر من الصحاح وقع ضبطه بالرفع في مادة ورى من اللسان )
قال وقد روي لم يُورَأْ بها قال ورَيْتُه وأَوْرَأْتُه إِذا أَعْلَمْتَه وأَصله من وَرَى الزَّنْدُ إِذا ظَهَرَتْ ناره كأَنَّ ناقَته لم تُضِئْ للظَّبْيِ الكانِس ولم تَبِنْ له فيشعر بها لِسُرْعَتها حتى انْتَهَتْ إِلى كِناسِه فنَدَّ منها جافِلاً قال وقول الشاعر
دَعاني فلم أَورَأْ به فأَجَبْتُه ... فمَدَّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا غَيْرِ أَقْطَعا
أَي دَعاني ولم أَشْعُرْ به الأَصمعي اسْتَوْرَأَتِ الإِبلُ إِذا تَرابَعتْ على نِفارٍ واحد وقال أَبو زيد ذلك إِذا نَفَرَت فصَعِدَتِ الجبلَ فإِذا كان نِفارُها في السَّهْل قيل استأْوَرَتْ قال وهذا كلام بني عُقَيْلٍ
( ورب ) الوَرْبُ وِجارُ الوَحْشِيِّ والوَرْبُ العِضْوُ وقيل هو ما بين الأَصابع ( 1 )
( 1 قوله « وقيل هو ما بين الأصابع » الذي في القاموس ما بين الضلعين قال شارحه ولعله ما بين اصبعين بدليل ما في اللسان فصحف الكاتب اه لكن الذي في القاموس هو بعينه في التكملة بخط مؤلفها وكفى به حجة فإن لم يكن ما في اللسان تحريفاً فهما فائدتان ولا نصحف باللسان )
يقال عِضْوٌ مُوَرَّبٌ أَي مُوَفَّر قال أَبو منصور المعروف في كلامهم الإِرْبُ العِضْوُ قال ولا أنكر أَن يكون الوِرْبُ لغةً كما يقولون للميراث وِرْثٌ وإِرثٌ الليث المُواربةُ المُداهاةُ والمُخاتَلَةُ وقال بعض الحكماءِ مُوارَبةُ الأَريبِ جَهْلٌ وعَناءٌ لأَن الأَريبَ لا يُخْدَعُ عن عَقْله قال أَبو منصور المُوارَبة مأْخوذة من الإِرْبِ وهو الدَّهاءُ فحُوِّلت الهمزة واواً والوَرْبُ الفِتْرُ والجمع أَورابٌ والوَرْبةُ الحُفْرة التي في أَسفل الجَنْب يعني الخاصِرَةَ والوَرْبةُ الاسْتُ والوَرْبُ الفَساد ووَرِبَ جَوْفُه ورَباً فَسَدَ وعِرْقٌ وَرِبٌ فاسدٌ قال أَبو ذَرَّةَ الهذلي
إِنْ يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ ... أَهلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجٍ صَخِبْ
وإِنه لذو عِرْقٍ وَرِبٍ أَي فاسدٍ ويقال وَرِبَ العِرْقُ يَوْرَبُ أَي فَسَد وفي الحديث وإِن بايَعْتَهُم وَارَبُوكَ ابن الأَثير أَي خادَعُوكَ من الوِرْبِ وهو الفساد قال ويجوز أَن يكون من الإِرْبِ وهو الدَّهاءُ وقَلَبَ الهمزةَ واواً ويقال سَحابٌ وَرِبٌ واهٍ مُسْتَرْخ قال أَبو وَجْزَةَ صابَتْ به دَفَعاتُ اللاَّمِعِ الوَرِبِ صابَتْ تَصُوبُ وقَعَتْ التهذيب التَّوْريبُ أَن تُورِّيَ عن الشيءِ بالمُعارَضاتِ والمُباحاتِ ( ورث ) الوارث صفة من صفات الله عز وجل وهو الباقي الدائم الذي يَرِثُ الخلائقَ ويبقى بعد فنائهم والله عز وجل يرث الأَرض ومَن عليها وهو خير الوارثين أَي يبقى بعد فناء الكل ويَفْنى مَن سواه فيرجع ما كان مِلْكَ العِباد إِليه وحده لا شريك له وقوله تعالى أُولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس قال ثعلب يقال إِنه ليس في الأَرضِ إِنسانٌ إِلاّ وله منزل في الجنة فإِذا لم يدخله هو وَرِثَهُ غيره قال وهذا قول ضعيف وَرِثَهُ مالَهُ ومَجْدَهُ وَوَرِثَه عنه وِرْثاً وَرِثَةً وَوِراثَةً وإِراثَةً أَبو زيد وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُهُ وِراثَةً ومِيراثاً ومَيراثاً وأَوْرَثَ الرجلُ وَلَدَهُ مالاً إِيراثاً حَسَناً ويقال وَرِثْتُ فلاناً مالاً أَرِثُه وِرْثاً وَوَرْثاً إُذا ماتَ مُوَرِّثُكَ فصار ميراثه لك وقال الله تعالى إِخباراً عن زكريا ودعائه إِيّاه هب لي من لدنك وَلِيًّا يَرِثُني ويَرِثُ من آل يعقوب أَي يبقى بعدي فيصير له ميراثي قال ابن سيده إِنما أَراد يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة ولا يجوز أَن يكون خاف أَن يَرِثَهُ أَقرِباؤُه المالَ لقول النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّا معاشرَ الأَنبياءِ لا نُورثُ ما تركنا فهو صدقة وقوله عز جل وورث سليمان داود قال الزجاج جاء في التفسير أَنه ورَّثهُ نُبوَّتَه ومُلْكَه وروي أَنه كان لداود عليه السلام تسعة عشر ولداً فَوَرِثَه سليمانُ عليه السلام من بينهم النبوةَ والمُلكَ وتقول وَرِثْتُ أَبي وَوَرِثْتُ الشيءَ من أَبي أَرِثُه بالكسر فيهما وِرْثاً وَوِراثَةً وإِرْثاً الأَلفُ منقلبةٌ من الواو ورِثَةً الهاءُ عِوَضٌ من الواو وإِنما سقطت الواو من المستقبل لوقوعها بين ياء وكسرة وهما متجانسان والواو مضادَّتهما فحذفت لاكتنافهما إِياها