كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

لأَن التين إِنما يكون بالأَرياف وهناك تأْكله الإِوَزُّ وقال بعضهم إِن قال قائل ما بالُهم قالوا في جمع إِوَزَّة إِوَزُّونَ بالواو والنون وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَة وثُبَةٍ وليست إِوَزَّةٌ مما حذف شيء من أُصوله ولا هو بمنزلة أَرض في أَنه بغير هاءٍ فالجواب أَن الأَصل في إِوَزَّة إِوْزَزَة إِفْعَلَة ثم إِنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد فأَسكنوا الأَول منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده فلما دخل الكلمةَ هذا الإِعلالُ والتوهين عوَّضوها منه أَي جمعوها بالواو والنون فقالوا إِوَزّونَ وأَنشد الفارسي كأَنَّ خَزًّا تَحْتَها وَقَزَّا وفُرُشاً مَحْشُوَّةً إِوَزَّا إِما أَن يكون أَراد محشوة ريش إِوَزٍّ وإِما أَن يكون أَراد الإِوَزَّ بأَعيانها وجماعة شخوصها والأَول أَولى وأَرض مَوَزَّةٌ كثيرة الوَزِّ الليث الإِوَزُّ طير الماء الواحدة إِوَزَّة بوزن فِعَلَّة وينبغي أَن يكون المَفْعَلَةُ منها مَأْوَزَةً ولكن من العرب من يحذف الهمزة منها فيصيرها وَزَّة كأَنها فَعْلَة ومَفْعَلَةٌ منها أَرض مَوَزَّة ويقال هو البَطُّ الجوهري الوَزُّ لغة في الإِوَزِّ وهو من طير الماء ورجل إِوَزّ قصير غليظ والأُنثى إِوَزَّة وقيل هو الغليظ اللَّحِيم في غير طُول وأَنشد المفضل أَمْشِي الإِوَزَّى ومعي رُمْحٌ سَلِبْ قال وهو مشي الرجل مُتَوَقِّصاً في جانبيه ومَشْيُ الفرس النشيط وقيل الإِوَزُّ المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الناس والخيل والإِبل أَنشد ابن الأَعرابي إِن كنتَ ذا بَزٍّ فإِنَّ بَزِّي سابِغَةٌ فوقَ وأًى إِوَزِّ
( وزع ) الوَزْعُ كَفُّ النفْسِ عن هَواها وزَعَه وبه يَزَعُ ويَزِعُ وزْعاً كفَّه فاتَّزَعَ هو أَي كَفَّ وكذلك ورِعْتُه والوازِعُ في الحرْبِ المُوَكَّلُ بالصُّفُوفِ يَزَعُ من تقدَّم منهم بغير أَمره ويقال وزَعْتُ الجَيْشَ إِذا حَبَسْتَ أَوَّلَهم على آخرهم وفي الحديث أَن إِبليس رأَى جبريلَ عليه السلام يوم بَدْرٍ يَزَعُ الملائكةَ أَي يُرتِّبُهم ويُسَوِّيهِم ويَصُفُّهم للحربِ فكأَنه يَكُفُّهم عن التفَرُّقِ والانْتِشارِ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنّ المُغِيرَةَ رَجُلٌ وازِعٌ يريد أَنه صالح للتقدّم على الجيش وتدبيرِ أَمرهم وترتيبهم في قتالهم وفي التنزيل فهم يُوزَعُونَ أَي يُحْبَسُ أَوّلُهم على آخِرهم وقيل يُكَفُّونَ وفي الحديث مَن يَزَعُ السلطانُ أَكثرُ ممن يَزَعُ القرآنُ معناه أَنّ مَن يَكُفُّ عن ارتِكابِ العَظائِم مَخافةَ السلطانِ أَكثرُ ممن تَكُفُّه مخافةُ القرآنِ واللهِ تعالى فمن يكفُّه السلطانُ عن المعاصي أَكثر ممن يكفه القرآنُ بالأَمْرِ والنهيِ والإِنذار وقول خصيب الضَّمْرِيّ لما رأَيتُ بَني عَمْرٍو وَيازِعَهُم أَيْقَنْتُ أَنِّي لهم في هذه قَوَدُ أَراد وازِعَهم فقلب الواو ياء طلباً للخفة وأَيضاً فتَنَكَّبَ الجمع بين واوين واو العطف وياء الفاعل
( * قوله « وياء الفاعل » كذا بالأصل ) وقال السكري لغتهم جعل الواو ياء قال النابغة على حِينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ على الصِّبا وقلتُ أَلَمّا أَصْحُ والشَّيبُ وازِعُف وفي حديث الحَسَنِ لما وَليَ القضاءَ قال لا بد للناس من وَزَعةٍ أَي أَعْوانٍ يَكُفُّونهم عن التعدي والشرِّ والفَسادِ وفي رواية من وازِعٍ أَي من سلطانٍ يَكُفُّهم ويَزَعُ بعضَهم عن بعضهم يعين السلطانَ وأَصحابَه وفي حديث جابر أَردت أَن أَكْشِفَ عن وجْهِ أَبي لمّا قُتِلَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم ينظر إِلي فلا يَزَعُني أَي لا يَزْجُرُني ولا يَنْهاني ووازِعٌ وابنُ وازِعٍ كلاهما الكلب لأَنه يَزَعُ الذئب عن الغنم أَي يكُفُّه والوازِعُ الحابِسُ العسكرِ المُوَكَّلُ بالصفوفِ يتقدَّم الصف فيصلحه ويقدِّم ويؤَخر والجمع وزَعةٌ ووُزّاعٌ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه وقد شُكِيَ إِليه بعضُ عُمّالِه لِيَقْتَصَّ منه فقال أَنا أُقِيدُ من وزَعةِ اللهِ وهو جمع وازِعٍ أَراد أُقِيدُ من الذين يكفَّونَ الناسَ عن الإِقْدام على الشر وفي رواية أَن عمر قال لأَبي بكر أَقِصَّ هذا من هذا بأَنْفِه فقال أَنا لا أُقِصُّ من وزَعَةِ الله فأَمْسَكَ والوَزِيعُ اسم للجمْعِ كالغَزيِّ وأَوْزَعْتُه بالشيء أَغْرَيْتُه فأُوزِعَ به فهو مُوزَعٌ به أَي مُغْرًى به ومنه قول النابغة فَهابَ ضُمْرانُ منه حيثُ يُوزِعُه طَعْنَ المُعارِكِ عند المَحْجِرِ النَّجُدِ أَي يُغْرِيه وفاعل يُوزِعُه مضمر يعود على صاحبه أَي يُغْرِيه صاحبُه وطَعْنَ منصوب بهابَ والنَّجُدُ نعت المُعارِكِ ومعناه الشجاعُ وإِن جعلته نعتاً للمَحْجِر فهو من النَّجَدِ وهو العَرَقُ والاسم والمصدرُ جميعاً الوَزُوعُ بالفتح وفي الحديث أَنه كان مُوزَعاً بالسِّواكِ أَي مُولَعاً به وقد أُوزِعَ بالشيء يُوزَعُ إِذا اعتادَه وأَكثر منه وأُلْهِمَ والوَزُوعُ الوَلُوعُ وقد أُوزِعَ به وَزُوعاً وقد أُوزِعَ به وَزُوعاً كأُولِعَ به وُلُوعاً وحكى اللحياني إِنه لَوَلُوعٌ وَزُوعٌ قال وهو من الإتباع وأَوْزَعَه الشيءَ أَلْهَمه إِياه وفي التنزيل ربِّ أَوْزِعْني أَن أَشكر نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عليّ ومعنى أَوْزِعْني أَلْهِمْني وأَولِعْني به وتأْويلُه في اللغة كُفَّني عن الأَشياء إلا عن شكر نعمتك وكُفَّني عما يُباعِدُني عنك وحكى اللحياني لِتُوزَعْ بتقوى الله أَي لِتُلْهَمْ بتقوى الله قال ابن سيده هذا نص لفظه وعندي أَن معنى قولهم لِتُوزَعْ بتقوى الله من الوَزُوع الذي هو

الصفحة 4825