إِذا صار زِيَماً وهو شدّة اكتنازه وانضمام بعضه إلى بعض وقال سلامة بن جندل يصف فرساً رَقاقُها ضَرِمٌ وجَرْيُها خَذِمٌ ولحمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقبوبُ وناقةٌ وزْماءُ كثيرة اللحم قال قيس بن الخَطيم مَن لا يَزالُ يَكُبُّ كلَّ ثَقيلةٍ وَزْماءَ غيرَ مُحاوِل الإِتْرافِ والمتَوَزِّم الشديدُ الوَطء والوَزْمُ من الأُمور الذي يأْتي في حِينهِ وقد تقدم مع ذكر الجَزْم الذي هو الأَمرُ الآتي قبل حِينهِ ووُزِمَ فلانٌ وَزْمةً في ماله إِذا ذهب شيء من ماله عن اللحياني ( وزن ) الوَزْنُ رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ الليث الوَزْنُ ثَقْلُ شيء بشيء مثلِه كأَوزان الدراهم ومثله الرَّزْنُ وَزَنَ الشيءَ وَزْناً وزِنَةً قال سيبويه اتَّزَنَ يكون على الاتخاذ وعلى المُطاوعة وإِنه لحَسَنُ الوِزْنَةِ أَي الوَزْنِ جاؤوا به على الأَصل ولم يُعِلُّوه لأَنه ليس بمصدر إِنما هو هيئة الحال وقالوا هذا درهم وَزْناً ووَزْنٌ النصب على المصدر الموضوع في موضع الحال والرفع على الصفة كأَنك قلت موزون أَو وازِنٌ قال أَبو منصور ورأَيت العرب يسمون الأَوْزانَ التي يُوزَنُ بها التمر وغيره المُسَوَّاةَ من ا لحجارة والحديد المَوَازِينَ واحدها مِيزان وهي المَثَاقِيلُ واحدها مِثْقال ويقال للآلة التي يُوزَنُ بها الأَشياء مِيزانٌ أَيضاً قال الجوهري أَصله مِوْزانٌ انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها وجمعه مَوَازين وجائز أَن تقول للمِيزانِ الواحد بأَوْزانِه مَوازِينُ قال الله تعالى ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ يريد نَضَعُ المِيزانَ القِسْطَ وفي التنزيل العزيز والوَزْنُ يومئِذٍ الحَقُّ فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه فأُولئك هم المفلحون وقوله تعالى فأَمّا من ثَقُلَتْ مَوَازِينُه وأَما مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُه قال ثعلب إِنما أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه فوضع الاسم الذي هو الميزان موضع المصدر قال الزجاج اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة فجاء في التفسير أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ وأَن المِيزانَ أُنزل في الدنيا ليتعامل الناس بالعَدْل وتُوزَنَ به الأَعمالُ وروى جُوَيْبر عن الضَّحَّاك أَن الميزان العَدْلُ قال وذهب إِلى قوله هذا وَزْنُ هذا وإِن لم يكن ما يُوزَنُ وتأْويله أَنه قد قام في النفس مساوياً لغيره كما يقوم الوَزْنُ في مَرْآةِ العين وقال بعضهم الميزانُ الكتاب الذي فيه أَعمال الخَلْق قال ابن سيده وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغٌ إِلا أَن الأَولى أَن يُتَّبَعَ ما جاء بالأَسانيد الصحاح فإِن جاء في الخبر أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ من حيث يَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة فينبغي أَن يُقْبل ذلك وقوله تعالى فلا نُقِيمُ لهم يوم القيامة وَزْناً قال أَبو العباس قال ابن الأَعرابي العرب تقول ما لفلان عندي وَزْنٌ أَي قَدْرٌ لخسته وقال غيره معناه خِفّةُ مَوَازينهم من الحَسَنات ويقال وَزَنَ فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بالميزان وإِذا كاله فقد وَزَنَه أَيضاً ويقال وَزَنَ الشيء إِذا قدَّره ووزن ثمر النخل إِذا خَرَصَه وفي حديث ابن عباس وسئل عن السلف في النخل فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ النخل حتى يؤكل منه وحتى يُوزَنَ قلت وما يُوزَنُ ؟ فقال رجل عنده حتى يُحْزَرَ قال أَبو منصور جعل الحَزْر وَزْناً لأَنه تقدير وخَرْصٌ وفي طريق أُخرى نهى عن بيع الثمار قبل أَن توزن وفي رواية حتى تُوزَنَ أَي تُحْزَرَ وتُخْرَصَ قال ابن الأَثير سماه وَزْناً لأَن الخارص يَحْزُرُها ويُقَدِّرُها فيكون كالوزن لها قال ووجه النهي أَمران أَحدهما تحصين الأَموال
( * قوله « تحصين الأموال » وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الادراك وذلك أوان الخرص ) والثاني أَنه إِذا باعها قبل ظهور الصَّلاح بشرط القطع وقبل الخَرْص سقط حقوق الفقراء منها لأَن الله تعالى أَوجب إِخراجها وقت الحصاد والله أَعلم وقوله تعالى وإِذا كالُوهُمْ أَو وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ المعنى وإِذا كالوا لهم أَو وَزَنُوا لهم يقال وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان وهذا يَزِنُ درهماً ودرهمٌ وازِنٌ وقال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب مثْل العَصافير أَحْلاماً ومَقْدُرَةً لو يُوزَنُون بِزِفّ الرِيش ما وَزَنُوا جَهْلاً علينا وجُبْناً عن عَدُوِّهِم لبِئْست الخَلَّتانِ الجَهْلُ والجُبُنُ قال ابن بري الذي في شعره شبه العصافير ووازَنْتُ بين الشيئين مُوَازَنَةً ووِزاناً وهذا يُوازِنُ هذا إِذا كان على زِنَتِه أَو كان مُحاذِيَهُ ويقال وَزَنع المُعْطِي واتَّزَنَ الآخِذُ كما تقول نَقَدَ المُعْطِي وانْتَقَد الآخذُ وهو افتعل قلبوا الواو تاء فأَدغموا وقوله عز وجل وأَنبتنا فيها من كل شيء مَوْزونٍ جرى على وَزَنَ مَنْ قَدّر اللهُ لا يجاوز ما قدَّره الله عليه لا يستطيع خَلْقٌ زيادةٌ فيه ولا نقصاناً وقيل من كل شيء مَوْزونٍ أَي من كل شيء يوزن نحو الحديد والرَّصاص والنحاس والزِّرْنيخ هذا قول الزجاج وفي النهاية فَسَّرَ المَوْزونَ على وجهين أَحدهما أَن هذه الجواهر كلَّها مما يوزَنُ مثل الرصاص والحديد والنُّحاس والثَّمَنَيْنِ أَعني الذهب والفضة كأَنه قصد كل شيء يُوزَنُ ولا يكال وقيل معنى قوله من كل شيء مَوْزُونٍ أَنه القَدْرُ المعلوم وَزْنُه وقَدْرُه عند الله تعالى