كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

لأَنه مَعْلَمٌ لهم وتوَسَّم فيه الشيءَ تَخَيَّلَه يقال توَسَّمْتُ في فلان خيراً أي رأَيت فيه أَثراً منه وتوَسَّمْتُ فيه الخير أي تَفَرَّسْتُ مأْخذه من الوَسْمِ أي عرَفْت فيه سِمَتَه وعلامتَه والوَسْمةُ أهل الحجاز يُثَقِّلونها وغيرهم يُخَفِّفُها كلاهم شجرٌ له ورقٌ يُخْتَضَبُ به وقيل هو العِظْلِمُ الليث الوَسْمُ والوَسْمةُ شجرةٌ ورقها خِضابٌ قال أَبو منصور كلام العرب الوَسِمةُ بكسر السين قاله الفراء وغيره من النحويين الجوهري الوَسِمةُ بكسر السين العِظْلِمُ يُخْتَضَب به وتسكينها لغة قال ولا تقل وُسْمةٌ بضم الواو وإذا أَمرْت منه قلت توَسَّم وفي حديث الحسن والحسين عليهما السلام أَنهما كنا يَخْضِبان بالوَسْمة قيل هي نبتٌ وقيل شجرٌ باليمن يُخْتَضَبُ بوَرقه الشعرُ أَسودُ والمِيسَمُ والوَسامةُ أَثر الحُسْنِ وقال ابن كُلْثوم خَلَطْنَ بمِيسَمٍ حَسَباً ودينا ابن الأَعرابي الوسيمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قد وُسِمَ وفي الحديث تُنْكَح المرأَة لمِيسَمها أَي لحُسْنها من الوَسامةِ وقد وَسُم فهو وَسِيم والمرأَةُ وَسِيمةٌ قال وحكمها في البناء حكم مِيساعٍ فهي مِفْعَلٌ من الوَسامةِ والمِيسمُ الجمالُ يقال امرأَة ذات مِيسَمٍ إذا كان عليها أثرُ الجمال وفلانٌ وَسِيمٌ أَي حَسَنُ الوجه والسِّيما وقومٌ وِسامٌ ونسوةٌ وِسامٌ أَيضاً مثل ظَريفةً وظِرافٍ وصَبيحةٍ وصِباحٍ ووَسُمَ الرجلُ بالضم وَسامةً ووَساماً بحذف الهاء مثل جمُل جَمالاً فهو وَسِيمٌ قال الكميت يمدح الحُسين بن علي عليهما السلام وتُطِيلُ المُرَزَّآتُ المَقالِي تُ إليه القُعودَ بعد القيام يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وَجْهٍ عليه عِقْبةُ السَّرْوِ ظاهِراً والوِسام والوِسامُ معطوفٌ على السَّرْوِ وفي صفته صلى الله عليه وسلم وَسيمٌ قَسِيمٌ الوَسامةُ الحُسْنُ الوَضيءُ الثابتُ والأُنثئ وَسيمةٌ قال لهِنّك مِنْ عَبْسِيّةٍ لَوَسِيمةٌ على هَنواتٍ كاذبٍ مَن يقولها أراد
( * بياض بالأصل بقد خمس كلمات ) وواسَمْتُ فلاناً فوَسَمْتُه إذا غَلبْتَه بالحُسن وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لِحَفْصة لا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كانت جارتُك أوْسَمَ مِنْكِ أي أَحْسَنَ يَعني عائشة والضَّرَّةُ تسمى جارة وأَسماءُ اسمُ امرأَةٍ مستقٌّ من الوَسامةِ وهمزته مبدلة من واوٍ قال ابن سيده وإنما قالوا ذلك أَن سيبويه ذكر أَسماء في الترخيم مع فَعْلانَ كسَكْران مُعْتَدّاً بها فَعْلاء فقال أَبو العباس لم يكن يجب أَن يذكر هذا الاسم مع سكْران من حيثُ كان وزْنه أَفْعالاً لأَنه جمعُ اسمٍ قال وإنما مُنِع الصَّرْف في العلم المذكر من حيثُ غلَبت عليه تسمية المؤنث له فلحِق عنهد بباب سُعادَ وزَيْنَب فقوَّى أَبو بكر قول سيبويه إنه في الأصل وَسْماء ثم قلبت واوه همزة وإن كانت مفتوحة حَمْلاً على باب أحدٍ وأَناةٍ وإنما شَجُع أبو بكر على ارتكاب هذا القول لأَن سيبويه شرع له ذلك وذلك أَنه لما رآه قد جعله فَعْلاء وعدم تركيب « ي س م » تَطَلَّب لذلك وَجْهاً فذهب إلى البلد وقياسُ قولِ سيبويه أن لا ينصرفَ وأَسماءُ نكرةٌ لا معرفة لأنه عنده فَعْلاء وأما على غير مذهب سيبويه فإنها تَنصرفُ نكرةً ومعرفةً لأنها أَفعال كأَثمار ومذهبُ سيبويه وأَبي بكر فيها أَشبَهُ بمعنى أَسماء النساء وذلك لأَنها عندهما من الوَسامةِ وهي الحُسْنُ فهذا أَشبَهُ في تسميةِ النساء من معنى كونها جمعَ اسمٍ قال وينبغي لسيبويه أن يعتقِدَ مَذهبَ أبي بكر إذا ليس معنى هذا التركيب على ظاهره وإن كان سيبويه يتأَوّل عَيْنَ سيّد على أَنها ياء وإن عُدم هذا التركيب لأَنه « س ي د » فكذلك يتوهم أسماء من « أ س م » وإن عدم هذا التركيب إلا ههنا والوسْمُ الورَعُ والشين لغة قال ابن سيده ولست منها على ثقة
( وسن ) قال الله تعالى لا تأْخذه سِنَةٌ ولا نوم أَي لا يأْخذه نُعاسٌ ولا نوم وتأْويله أَنه لا يَغْفُل عن تدبير أَمر الخلق تعالى وتَقَدَّسَ والسِّنَةُ النُّعَاس من غير نوم ورجل وَسْنانُ ونَعْسانُ بمعنى واحد والسِّنَةُ نُعاسً يبدأْ في الرأْس فإِذا صار إِلى القلب فهو نوم وفي الحديث وتُوقِظ الوَسْنانَ أَي النائم الذي ليس بمُسْتَغْرِقٍ في نومه والوَسَنُ أَول النوم والهاء في السِّنَةِ عوض من الواو المحذوف ابن سيده السِّنَةُ والوَسْنَةُ والوَسَنُ ثَقْلَةُ النوم وقيل النُّعاس وهو أَول النوم وَسِنَ يَوْسَنُ وَسَناً فهو وَسِنٌ ووَسْنانُ ومِيسانٌ والأَنثى وَسِنَةٌ ووَسْنَى ومِيسانٌ قال الطِّرْمَّاحُ كلّ مِكْسالٍ رَقُودِ الضُّحَى وَعْثةٍ مِيسانِ ليلِ التِّمام واستْتَوْسَنَ مثله وامرأَة مِيسان بكسر الميم كأَن بها سِنَةً من رَزَانَتِها ووَسِنَ فلان إِذا أَخذته سِنَةُ النُّعاس ووَسِنَ الرجلُ فهو وَسِنٌ أَي غُشِيَ عليه من نَتْنِ البئر مثل أَسِنَ وأَوْسَنته البئرُ وهي رَكِيَّةٌ مُوسِنَةٌ عن أَبي زيد يَوْسَنُ فيها الإِنسانُ وَسَناً وهو غَشْيٌ يأْخذه وامرأَة وَسْنَى ووَسْنانةٌ فاترة الطَّرْفِ شبهت بالمرأَة الوَسْنَى من النوم وقال ابن الرِّقاعِ وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرنَّقَتْ في عَيْنهِ سِنَةٌ وليس بنائِمِ

الصفحة 4839