كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

نُبِّئْتُ أَن بَنِي جَدِيلَةَ أَوْعَبُوا نُفَرَاءَ من سَلْمَى لنا وتَكَتَّبُوا وصف قوماً خرجوا من عُقْرِ دارهم لحرب بني أَسد فاستقبلهم هذا التيس الأَعْضَبُ وهو المكسور أَحد قرنيه فلم يَتَعَيَّفُوا أَي لم يَزْجُروا فيعلموا أَن الدائرة عليهم لأَن التيس الأَعضب أَتاهم من خلفهم يسوقهم ويطردهم وشبه هذا التيس أَعني تيس الظباء بعرق شجرة لضُمْره وأَوعَبوا جمعوا والنُّفَراء جمع نَفِير والوَشائِجُ عروق الأُذنين واحدتها وَشِيجَةٌ والوَشِيجَةُ لِيفٌ يُفْتَلُ ثم يُشْبَكُ بين خشبتين ينقل بهما البُرُّ المَحْصود وكذلك ما أَشبهها من شبكة بين خشبتين فهي وشيجة مثل الكَسِيح ونحوه النضر وَشَجَ مَحْمِلَه إِذا شَبكه بِقِدٍّ أَو شَريط لئلا يسقط منه شيء وفي حديث عليّ وتمكنتْ من سُوَيْداءِ قُلُوبهم وَشِيجَةٌ خَيْفيَّة الوشيجة عرق الشجرة وليف يفتل ثم يشدّ به ما يُحْمَلُ ووَشِجَتِ العُرُوق والأَغصان اشتبكت ومنه حديث عليّ ووَشَّجَ بينها وبين أَزواجها أَي خَلَطَ وأَلَّفَ يقال وَشَّجَ الله بينهم تَوْشِيجاً ورَحِمٌ واشِجةٌ ووَشِيجَةٌ مشتبكة متصلة الأَخيرة عن يعقوب وأَنشد تَمُتُّ بأَرْحامٍ إِليكَ وَشِيجَةٍ ولا قُرْبَ بالأَرْحامِ ما لم تُقَرَّب وقد وَشَجَتْ بك قرابةُ فلان والاسم الوَشِيجُ وقد وَشَّجَها الله تَوْشِيجاً والواشِجة الرَّحِمُ المشتبكة المتصلة وقال الكسائي لهم وَشِيجةٌ في قومهم ووَلِيجَة أَي حَشْوٌ وأَمر مُوَشَّجٌ مُداخَلٌ بعضُه في بعض مشتبِكٌ قال الشاعر حالاً بحالٍ يَصْرِفُ المُوَشَّجا ولقد وَشَجَتْ في قلبه أُمورٌ وهُمُومٌ وعليه أَوشاجُ غُزُولٍ أَي أَلوان داخلة بعضها في بعض يعني البرود فيها أَلوان الغُزُول والوَشيجُ ضَرْبٌ من النبات وهو من الجَنْبَةِ قال رؤبة وملَّ مَرْعاها الوَشِيجَ البَرْوَقا ( وشح ) الوِشاحُ والإِشاحُ على البدل كما يقال وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ كله حَلْيُ النساءِ كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به ومنه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه والجمع أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ قال ابن سيده وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاء قال كثير عَزَّةَ كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا نِيطَتْ عليها الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هي أَي لبسته وتَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه وبسيفه وقد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ الجوهري الوِشاحُ يُنْسَجُ من أَديم عريضاً ويرَصَّعُ بالجواهر وتَشُدُّه المرأَة بين عاتقيها وكَشْحَيْها وقولُ دَهْلَب بن قُرَيْع يخاطب ابناً له أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِّ يعني الوُشاحَ وإِنما يزيدون هذه النون المشدّدة في ضرورة الشعر وأَورده الأَزهري وموضعَ الإِزارِ والقَفَنَّ وقال فإِنه زاد نوناً في الوُشُح والقفا ابن سيده والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره وقد أَشَّحَه الثوبَ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهذلي أَبا مَعْقِلٍ إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً أَبا مَعْقِلٍ فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِي قال أَبو منصور التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط والاضطباع وهو أَن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلْقِيَه على مَنْكِبه الأَيسر كما يفعل المُحْرِمُ وكذلك الرجل يَتَوَشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة ومنه قول لبيد في تَوَشُّحِه بلجامه ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرُطٌ وِشاحِي إِذ غَدَوْتُ لِجامُها أَخبر أَنه يخرج رَبِيئَةً أَي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إِليها فرسَه وتَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها وركبها تَحَوُّزاً من العدوّ وغاوَلهم إِلى الحيّ مُنْذِراً وفي الحديث أَنه كان يَتَوَشَّحُ بثوبه أَي يَتَغَشَّى به والأَصل فيه من الوشاح ومنه حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَشَّحُني ويَنالُ من رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني وفي حديث آخر لا عَدِمْتَ رجلاً وَشَّحَك هذا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هذه الضربة في موضع الوُشاحِ ومنه حديث المرأَة السَّوْداء ويومُ الوِشاحِ من تَعاجِيبِ رَبِّنا أَلا إِنه من بلدة الكفر نجاني
( * قوله « ألا إِنه من بلدة » كذا بالأصل والذي في النهاية على أنه من دارة )
قال ابن الأَثير كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به وكانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم وفيه كان للنبي صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ تسمى ذاتَ الوِشاحِ ابن سيده والوِشاحُ والوِشاحةُ السيف مثل إِزار وإِزارة قال أَبو كبير الهذلي مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ القوسُ والمُوَشَّحةُ من الظباء والشاء والطير التي لها طرّتان من جانبيها قال

الصفحة 4841