خروج كقوله عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها والثاني أَن لا يكون بعده خروجٌ كقوله أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ وأَرَّقَني أَن لا حَليلٌ أُلاعِبُهْ قال الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل ولا يكون إِلا ياءً أَو واواً أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة في الشعر المُطْلَق قال ويكون الوَصْل أَيضاً هاءً الإِضْمار وذلك هاءُ التأْنيث التي في حَمْزة ونحوها وهاءُ للمُذكَّر والمؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه وغُلامِها والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة نحو عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ وادْعُهُ يريد عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ فأُدخلت الهاء لتُبَيَّن بها حركة الحروف قال ابن جني فقول الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل لا يريد به أَنه لا بُدَّ مع كل رَويّ أَن يَتْبَعه الوَصْل أَلا ترى أَن قول العجاج قد جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ لا وَصْل معه وأَن قول الآخر يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا إِنما فيه وَصْل لا غير ولكن الأَخفش إِنما يريد أَنه مما يجوز أَن يأْتي بعد الرَّوِيٍّ فإِذا أَتَى لَزِم فلم يكن منه بُدٌّ فأَجْمَل القَوْلَ وهو يعتقد تفصِيله وجمعه ابن جني على وُصُول وقياسُه أَن لا يُجْمَع والصِّلةُ كالوَصْل الذي هو الحرف الذي بعد الرَّوِيّ وقد وَصَل به وليلة الوَصْل آخر ليلة من الشهر لاتِّصالها بالشهر الآخَرَ والمَوْصِل أَرض بين العِراق والجزيرة وفي التهذيب ومَوْصِل كُورة معروفة وقول الشاعر وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا والعِراقُ لنا والمَوْصِلانِ ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ يريد المَوْصِل والجزيرة والمَوْصولُ دابَّة على شكل الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع الناسَ والمَوْصول من الدوابّ الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غيرُ أَبيه عن ابن الأَعرابي وأَنشد هذا فَصِيلٌ ليس بالمَوْصولِ لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِيلِ ووَاصِل اسم رجل والجمع أَواصِل بقلْب الواو همزة كراهة اجتماع الواوين ومَوْصول اسم رجل أَنشد ابن الأَعرابي أَغَرَّكَ يا مَوْصولُ منها ثُمالةٌ وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ ؟ أَراد تُؤام فأَبدل واليَأْصُول الأَصْلُ قال أَبو وجزة يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ يريد أَصْلٌ وأَصْلٌ
( وصم ) الوَصْمُ الصَّدْعُ في العُود من غير بَيْنونةٍ يقال بهذه القَناة وَصْمٌ وقد وَصَمْتُ الشيءَ إذا شَدَدته بسرعة وَصَمه وَصْماً صَدَعه والوَصْمُ العيب في الحَسَب وجمعه وُصومٌ قال أرى المالَ يَغْشى ذا الوُصومِ فلا تُرى ويُدْعى من الأَشْراف أن كان غانيا ورجل مَوْصومُ الحسَبِ إذا كان مَعيباً ووَصَمَ الشيء عابه والوَصْمةُ العيب في الكلام ومنه قول خالد بن صفوان لرجل رَحِم اللهُ أَباك فما رأَيت رجلاً أَسْكَنَ فَوْراً ولا أَبعَد غَوْراً ولا آخَذَ بذَنَبِ حُجّةٍ ولا أَعلمَ بوَصمْةٍ ولا أُبْنةٍ في كلام منه الأُبْنة العيب في الكلام كالوَصْمة وهو مذكور في موضعه والوَصَمُ المرَضُ أَبو عبيد الوَصْمُ العيب يكون في الإنسان وفي كل شيء والوَصْمُ العيب والعار يقال ما في فلانٍ وَصمْة أي عيبٌ قال الشاعر فإنْ تكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْمٍ فإنما دَلَفْنا إلى جَرْمٍ بأَلأَمَ مِن جَرْمِ الفراء الوَصْم العيب وقَناةٌ فيها وَصْمٌ أي صَدع في أُنبوبها والوَصْمةُ الفَتْرة في الجسد ووَصَّمَتْه الحُمَّى فتوَصَّم آلَمَتْه فتأَلَّم أَنشد ثعلب لأَبي محمد الفقعسي لم يَلْقَ بُؤْساً لحمُه ولا دَمُهْ ولم تَبِتْ حُمَّى به تُوَصِّمُهْ ولم يُجَشَّئْ عن طعامٍ يُبْشِمُهْ تَدُقُّ مِدْماكَ الطَّوِيِّ قَدَمُهْ ووصَّمَه فتَّره وكسَّله قال لبيد وإذا رُمْتَ رَحِيلاً فارْتَحِلْ واعْصِ ما يأْمرُ تَوْصيمُ الكَسِلْ الجوهري التَّوْصِيمُ في الجسد كالتَّكْسير والفَتْرة والكسَل وفي الحديث وإن نامَ حتى يُصْبِحَ أصبَح ثقيلاً مُوَصَّماً الوَصْمُ الفَترة والكسَل والتواني وفي حديث فارِعة أُخت أُميَّة قالت له هل تجدُ شيئاً ؟ قال لا إلا تَوْصيماً في جسدي ويروى إلا توْصيباً بالباء وقد تقدم ذكره وفي كتاب وائل بن حُجْر لا تَوْصِيم في الدِّين أي لا تَفْتُروا في إقامةِ الحُدود ولا تُحابوا فيها
( وصن ) ابن الأَعرابي الوَصْنَةُ الخِرْقَةُ الصغيرة والصِّنْوةُ الفَسِيلَةُ والصَّوْنَةُ العَتِيدةُ والله أَعلم( وصي ) أَوْصى الرجلَ ووَصَّاه عَهِدَ إِليه قال رؤبة وَصَّانيَ العجاجُ فيما وَصَّني أَراد فيما وَصَّاني فحذف اللام للقافية وأَوْصَيْتُ له بشيءٍ وأَوْصَيْتُ إِليه إِذا جعلتَه وَصِيَّكَ وأَوْصَيْتُه ووَصَّيْته إِيصاء وتَوْصِيةً بمعنى وتَواصي القومُ أَي أَوْصى بعضهم بعضاً وفي الحديث اسْتَوْصُوا بالنساءِ خيراً فإِنَّهن عندكم عَوانٍ والاسم الوَصاةُ والوَصايةُ والوِصايةُ والوصِيَّةُ أَيضاً ما أَوْصَيْتَ به والوَصِيُّ الذي يُوصي والذي يُوصى