أَي على حالٍ لَيِّنةٍ ويروى على طِئَةٍ وهما بمعنىً والوَطِيءُ السَّهْلُ من الناسِ والدَّوابِّ والأماكِنِ وقد وَطُؤَ الموضعُ بالضم يَوْطُؤُ وطَاءة وَوُطُوءة وطِئةً صار وَطِيئاً ووَطَّأْتُه أَنا تَوطِئةً ولا تقل وَطَّيْته والاسم الطَّأَة مهموز مقصور قال وأَمَّا أَهل اللغة فقالوا وَطِيءٌ بَيِّنُ الطَّأَة والطِّئَةِ وقال ابن الأَعرابي دابَّةٌ وَطِيءٌ بَيِّنُ الطَّأَةِ بالفتح ونَعُوذُ باللّه من طِئةِ الذليل ولم يفسره وقال اللحياني معناه مِنْ أَن يَطَأَني ويَحْقِرَني وقال اللحياني وَطُؤَتِ الدابَّةُ وَطْأً على مثال فَعْلٍ ووَطَاءة وطِئةً حسَنةً ورجل وَطِيءُ الخُلُقِ على المثل ورجل مُوَطَّأُ الأَكْنافِ إِذا كان سَهْلاً دَمِثاً كَريماً يَنْزِلُ به الأَضيافُ فيَقْرِيهم ابن الأَعرابي الوَطِيئةُ الحَيْسةُ والوَطَاءُ والوِطَاءُ ما انْخَفَضَ من الأَرض بين النّشازِ والإِشْرافِ والمِيطَاءُ كذلك قال غَيْلانُ الرَّبَعي يصف حَلْبَةً
أَمْسَوْا فَقادُوهُنَّ نحوَ المِيطَاءْ ... بِمائَتَيْنِ بِغلاءِ الغَلاَّءْ
وقد وَطَّأَها اللّهُ ويقال هذه أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ لا رِباءَ فيها ولا وِطَاءَ أَي لا صُعُودَ فيها ولا انْخفاضَ [ ص 199 ] وواطَأَه على الأَمر مُواطأَةً وافَقَه وتَواطَأْنا عليه وتَوطَّأْنا تَوافَقْنا وفلان يُواطِئُ اسمُه اسْمِي وتَواطَؤُوا عليه تَوافَقُوا وقوله تعالى ليُواطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ هو من وَاطَأْتُ ومثلها قوله تعالى إِنّ ناشِئةَ الليلِ هِيَ أَشَدُّ وِطَاءً بالمدّ مُواطأَةً قال وهي المُواتاةُ أَي مُواتاةُ السمعِ والبصرِ ايَّاه وقُرئَ أَشَدُّ وَطْأً أَي قِياماً التهذيب قرأَ أَبو عمرو وابن عامرٍ وِطَاءً بكسر الواو وفتح الطاء والمدّ والهمز من المُواطأَةِ والمُوافقةِ وقرأَ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وَطْأً بفتح الواو ساكنة الطاء مقصورة مهموزة وقال الفرَّاءُ معنى هي أشدُّ وَطْأً يقول هي أَثْبَتُ قِياماً قال وقال بعضهم أَشَدُّ وَطْأً أَي أَشَدُّ على المُصَلِّي من صلاةِ النهار لأَنَّ الليلَ للنوم فقال هي وإِن كانت أَشَدَّ وَطْأً فهي أَقْوَمُ قِيلاً وقرأَ بعضُهم هي أَشَدُّ وِطَاءً على فِعالٍ يريد أَشَدُّ عِلاجاً ومُواطَأَةً واختار أَبو حاتم أَشَدُّ وِطاءً بكسر الواو والمدّ وحكى المنذري أَنَّ أَبا الهيثم اختار هذه القراءة وقال معناه أَنَّ سَمْعَه يُواطِئُ قَلْبَه وبَصَرَه ولِسانُه يُواطِئُ قَلْبَه وِطاءً يقال واطَأَني فلان على الأَمرِ إِذا وافَقَكَ عليه لا يشتغل القلبُ بغير ما اشْتَغَلَ به السمع هذا واطَأَ ذاكَ وذاكَ واطَأَ هذا يريد قِيامَ الليلِ والقراءة فيه وقال الزجاج هي أَشدُّ وِطاءً لقلة السمع ومنْ قَرأً وَطْأً فمعناه هي أَبْلغُ في القِيام وأَبْيَنُ في القول وفي حديثِ ليلةِ القَدْرِ أَرَى رُؤْياكم قد تَواطَتْ في العَشْرِ الأَواخِر قال ابن الأَثير هكذا روي بترك الهمز وهو من المُواطأَةِ وحقيقتُه كأَنّ كُلاً منهما وَطِئَ ما وَطِئَه الآخَرُ وتَوَطَّأْتُهُ بقَدَمِي مثل وَطِئْتُه وهذا مَوْطِئُ قَدَمِك وفي حديث عبداللّه رضي اللّه عنه لا نَتَوَضَّأُ من مَوْطَإٍ أَي ما يُوطَأُ من الأَذَى في الطريق أَراد لا نُعِيدُ الوُضوءَ منه لا أَنهم كانوا لا يَغْسِلُونه والوِطاءُ خلافُ الغِطاء والوَطِيئَةُ تَمْرٌ يُخْرَجُ نَواه ويُعْجَنُ بلَبَنٍ والوَطِيئَةُ الأَقِطُ بالسُّكَّرِ وفي الصحاح الوَطِيئَةُ ضَرْب من الطَّعام التهذيب والوَطِيئةُ طعام للعرب يُتَّخَذُ من التمر وقال شمر قال أَبو أَسْلَمَ الوَطِيئةُ التمر وهو أَن يُجْعَلَ في بُرْمةٍ ويُصَبَّ عليه الماءُ والسَّمْنُ إِن كان ولا يُخْلَطُ به أَقِطٌ ثم يُشْرَبُ كما تُشْرَبُ الحَسِيَّةُ وقال ابن شميل الوَطِيئةُ مثل الحَيْسِ تَمرٌ وأَقِطٌ يُعْجنانِ بالسمن المفضل الوَطِيءُ والوَطيئةُ
وطأ وَطِئَ الشيءَ يَطَؤُهُ وَطْأً داسَه قال سيبويه أَمّا وَطِئَ العَصِيدةُ الناعِمةُ فإِذا ثَخُنَتْ فهي النَّفِيتةُ فإِذا زادت قليلاً فهي النَّفِيثةُ بالثاءِ ( 1 )
( 1 قوله « النفيثة بالثاء » كذا في النسخ وشرح القاموس بلا ضبط ) فإِذا زادت فهي اللَّفِيتةُ فإِذا تَعَلَّكَتْ فهي العَصِيدةُ وفي حديث عبداللّه بن بُسْرٍ رضي اللّه عنه أَتَيْناهُ بوَطِيئةٍ هي طَعامٌ يُتَّخَذُ مِن التَّمْرِ كالحَيْسِ ويروى بالباءِ الموحدة وقيل هو تصحيف والوَطِيئة على فَعِيلةٍ شيءٌ كالغِرارة غيره الوَطِيئةُ الغِرارةُ يكون فيها القَدِيدُ والكَعْكُ وغيرُه وفي الحديث فأَخْرَجَ إِلينا ثلاثَ أُكَلٍ من وَطِيئةٍ أَي ثلاثَ قُرَصٍ من غِرارةٍ وفي حديث عَمَّار أَنّ رجلاً وَشَى به إِلى عُمَرَ فقال اللهم إِن كان كَذَبَ فاجعلْهُ مُوَطَّأَ العَقِب [ ص 200 ] أَي كثير الأَتْباعِ دَعا عليه بأَن يكون سُلطاناً ومُقَدَّماً أَو ذَا مالٍ فيَتْبَعُه الناسُ ويمشون وَراءَه ووَاطأَ الشاعرُ في الشِّعر وأَوْطَأَ فيه وأَوطَأَه إِذا اتَّفقت له قافِيتانِ على كلمة واحدة معناهما واحد فإِن اتَّفَق اللفظُ واخْتَلف المَعنى فليس بإِيطاءٍ وقيل واطَأَ في الشِّعْر وأَوْطَأَ فيه وأَوْطَأَه إِذا لم يُخالِفْ بين القافِيتين لفظاً ولا معنى فإِن كان الاتفاقُ باللفظ والاختلافُ بالمعنى فليس بِإِيطاءٍ وقال الأَخفش الإِيطَاءُ رَدُّ كلمة قد قَفَّيْتَ بها مرة نحو قافيةٍ على رجُلِ وأُخرى على رجُلِ في قصيدة فهذا عَيْبٌ عند العرب لا يختلفون فيه وقد يقولونه مع ذلك قال النابغة
أوْ أَضَعَ البيتَ في سَوْداءَ مُظْلِمةٍ ... تُقَيِّدُ العَيْرَ لا يَسْري بها السَّارِي
ثم قال
لا يَخْفِضُ الرِّزَّ عن أَرْضٍ أَلمَّ بها ... ولا يَضِلُّ على مِصْباحِه السَّارِي