قال ابن جني ووجْهُ اسْتِقْباحِ العرب الإِيطَاءَ أَنه دالٌّ عندهم على قِلّة مادّة الشاعر ونزَارة ما عنده حتى يُضْطَرّ إِلى إِعادةِ القافيةِ الواحدة في القصيدة بلفظها ومعناها فيَجْري هذا عندهم لِما ذكرناه مَجْرَى العِيِّ والحَصَرِ وأَصله أَن يَطَأَ الإِنسان في طَريقه على أَثَرِ وَطْءٍ قبله فيُعِيد الوَطْءَ على ذلِك الموضع وكذلك إِعادةُ القافيةِ هِيَ مِن هذا وقد أَوطَأَ ووَطَّأَ وأَطَّأَ فأَطَّأَ على بدل الهمزة من الواو كَوناةٍ وأَناةٍ وآطَأَ على إِبدال الأَلف من الواو كَياجَلُ في يَوْجَلُ وغيرُ ذلك لا نظر فيه قال أَبو عمرو بن العلاء الإِيطاءُ ليس بعَيْبٍ في الشِّعر عند العرب وهو إِعادة القافيةِ مَرَّتين قال الليث أُخِذ من المُواطَأَةِ وهي المُوافَقةُ على شيءٍ واحد وروي عن ابن سَلام الجُمَحِيِّ أَنه قال إِذا كثُر الإِيطاءُ في قصيدة مَرَّاتِ فهوعَيْبٌ عندهم أَبو زيد إِيتَطَأَ الشَّهْرُ وذلك قبل النِّصف بيوم وبعده بيوم بوزن إِيتَطَعَ
( وطب ) الوَطْبُ سِقاءُ اللبنِ وفي الصحاح سِقَاءُ اللَّبنِ خاصَّة وهو جِلْدُ الجَذَعِ فما فوقه والجمع أَوْطُبٌ وأَوْطابٌ ووِطابٌ قال امرؤ القيس
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَريضاً ... ولو أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ
وأَواطِبُ جمع أَوْطُبٍ كأَكالِبٍ في جمع أَكْلُبٍ أَنشد سيبويه تُحْلَبُ منها سِتَّةُ الأَواطِبِ ولأَفُشَّنَّ وَطْبَكَ أَي لأَذْهَبَنَّ بِتِيهِكَ وكِبْرِك وهو على المَثَل وامرأَة وَطْباءُ كبيرة الثَّدْيَيْنِ يُشَبَّهانِ بالوَطْبِ كأَنها تَحمِلُ وَطْباً من اللبن ويقال للرجل إِذا ماتَ أَو قُتِلَ صَفِرَتْ وِطابُه أَي فَرَغَتْ وخَلَتْ وقيل إِنهم يَعْنُون بذلك [ ص 798 ] 111111 خُروجَ دَمِه من جَسَدِه وأَنشد بيت امرئ القيس ولو أَدركتُه صَفِرَ الوِطابُ وقيل معنى صَفِرَ الوِطابُ خَلا لساقيه من الأَلْبان التي يُحقَنُ فيها لأَنَّ نَعَمَه أُغِيرَ عليها فلم يَبقَ له حَلُوبة وعِلباءُ في هذا البيت اسم رجل والجَرِيضُ غُصَصُ الموت يقال أَفْلَتَ جَرِيضاً ولم يمُتْ بَعْدُ ومعنى صَفِرَ وِطابُه أَي مات جَعَلَ رُوحَه بمنزلة اللبن الذي في الوِطَابِ وجعل الوَطْب بمنزلة الجَسَد فصار خُلُوُّ الجَسَدِ من الرُّوح كخُلُوِّ الوَطْبِ من اللَّبَن ومنه قول تأَبط شرّاً
أَقُولُ لجِنَّانٍ وقد صَفِرَتْ لهم ... وِطابي ويَوْمِي ضَيِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ
وفي حديث أُم زرع خَرَجَ أَبو زَرْعٍ والأَوْطابُ تُمْخَضُ لِيَخْرُجَ زُبْدُها الصحاح يقال لجِلْدِ الرَّضِيعِ الذي يُجْعَلُ فيه اللَّبنُ شَكْوَةٌ ولِجِلْدِ الفَطِيم بَدْرَةٌ ويقال لمثل الشَّكْوَةِ مما يكون فيه السمنُ عُكَّةٌ ولمِثل البَدْرَةِ المِسْأَد وفي الحديث أَنه أُتِيَ بوَطْبٍ فيه لَبَنٌ الوَطْبُ الزِّقُّ الذي يكون فيه السَّمْنُ واللَّبَنُ والوَطْبُ الرجلُ الجَافي والوَطْبَاءُ المرأَةُ العظيمة الثَّدْيِ كأَنها ذَاتُ وَطْبٍ والطِّبَةُ القِطْعَةُ المرتفعة أَو المستديرة من الأَدَم لغة في الطِّبَّة قال ابن سيده لا أَدري أَهو محذوف الفاء أَم محذوف اللام فإِن كان محذوفَ الفاء فهو من الوَطْبِ وإِن كان محذوف اللام فهو من طَبَيْتُ وطَبَوْتُ أَي دَعَوْتُ والمعروف الطِّبَّةُ بتشديد الباءِ وهو مذكور في موضعه وفي حديث عبداللّه بن بُسْرٍ نَزَلَ رسُول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على أَبي فقرَّبْنا إِليه طعاماً وجاءه بوَطْبَةٍ فأَكل منها قال ابن الأَثير روى الحُميديُّ هذا الحديثَ في كتابه فقَرَّبنا إِليه طعاماً ورُطَبَةً فأَكلَ منها وقال هكذا جاءَ فيما رأَينا من نسخ كتاب مسلم رُطبَة بالراءِ فأَكل قال وهو تصحيف من الراوي وإِنما هو بالواو قال وذكره أَبو مسعود الدِّمَشْقِيُّ وأَبو بكر البَرْقانيُّ في كتابيهما بالواو وفي آخره قال النَّضْرُ الوَطْبة الحَيْسُ يجمَعُ بين التمر والأَقِطِ والسمن ونقله عن شعبة على الصحة بالواو قال ابن الأَثير والذي قرأْته في كتاب مسلم وَطْبة بالواو قال ولعل نسخ الحميدي قد كانت بالراءِ كما ذكره وفي رواية في حديث عبداللّه بن بُسْرٍ أَتَيْناه بوَطِيئة في باب الهمز وقال هي طعام يُتَّخَذُ من التمر كالحَيْس ويُروى بالباءِ الموحدة وقيل هو تصحيف ( وطث ) الوَطْثُ الضَّرْبُ الشديدُ بالخُفِّ قال تَطْوي المَوامي وتَصُكُّ الْوَعْثا بِجَبْهَةِ المِرْداسِ وَطْثاً وَطْثا الجوهري الوَطْثُ الضرب الشديد بالرِّجْلِ على الأَرض لغة في الوَطْسِ أَو لُثْغَةٌ وزعم يعقوب أَني ثاءَ وَطْثٍ بدل من سين وَطْسٍ وهو الكسر الأَزهري الوَطْثُ والوَطْسُ الكَسْر يقال وَطَثَه يَطِثُه وَطْثاً فهو مَوْطُوثٌ ووَطَسَه فهو موطوس إِذا تَوَطَّأَه حتى يكسره( وطح ) الوَطَحُ وفي التهذيب الوَطْحُ بجزم الطاء ما تعلق بالأَظلاف ومخالب الطير من العُرَّة والطين وأَشباه ذلك واحدته وَطْحة بجزم الطاء والوَطْح الدفع باليدين في عُنْف وتَواطَحَ القومُ تَداوَلُوا الشرَّ بينهم قال الحَكَمُ الحَضْرَميّ