كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

الوطواط الخفاش قولهم هو أَبْصَرُ ليلاً من الوَطْواط والوَطْوَطَةُ مقاربة الكلام ورجل وَطْواط إِذا كان كلامه كذلك وقيل الوَطواط الصيّاح والأُنثى بالهاء اللحياني يقال للرجل الصيّاح وَطْواط وزعموا أَنه الذي يُقارب كلامه كأَنَّ صوته صوتُ الخَطاطِيف ويقال للمرأَة وَطْواطةٌ ويقال للرجل الضعيفِ الجَبانِ الوَطْواط قال وسمي بذلك تشبيهاً بالطائر قال العجاج وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ برَمْلِها من خاطِفٍ وعاطِ قَطَعْتُ حِينَ هَيْبةِ الوَطْواطِ والوطْواطِيُّ الضعيف ويقال الكثير الكلام وقد وَطْوَطُوا أَي ضَعُفوا وأَما قولهم أَبْصَرُ في الليل من الوَطْواط فهو الخُفّاش ( وطف ) الوطَفُ كثرة شعر الحاجبين والعينين والأَشفار مع اسْترخاء وطول وهو أَهون من الزَّبَب وقد يكون ذلك في الأُذُن رجل أَوْطَفُ بيِّن الوَطَف وامرأَة وطْفاء إذا كانا كثيري شعر أَهداب العين وفي حديث أُم معبد في صفة سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَنه كان في أَشفاره وطَفٌ المعنى أَنه كان في هُدْب أَشفار عينيه طول وفي حديث آخر أنه كان أَهْدَب الأَشْفار أَي طويلَها وقد وطِفَ يَوْطَفُ فهو أَوطَفُ وبعير أَوطَف كثير الوبَر سابغه وعين وطْفاء فاضلة الشُّفْر مُسْتَرخية النظر وظلام أَوطَفُ مُلْبِس دانٍ وأَكثر ما يقال في الشعر وسَحاب أَوطفُ في وجهه كالحِمل الثقيل وسحابة وطْفاء بيّنة الوطَف كذلك وقيل هو الذي فيه استرخاء في جوانبه لكثرة الماء أَبو زيد الوطْفاء الدِّيمة السَّحُّ الحَثيثةُ طال مطرها أَو قصُر إذا تَدلَّت ذُيُولُها قال امرؤ القيس دِيمة هَطْلاء فيها وَطَف وعامٌ أَوطَف مُخْصِب كثير الخير وعَيْش أَوطَف ناعم واسع رَخِيٌّ وخذ ما أَوطَف لك أَي ما أَشرفَ وارتفع كقولهم خذ ما طَفَّ لك ووطَف وطْفاً طَرَد الطَّرِيدة وكان في أَثرها ووطَف الشيءَ على نفسه وطْفاً عن ابن الأَعرابي ولم يفسره ( وطم ) وَطَمَ السِّتْرَ أَرْخاه ووَطِمَ الرجلُ وَطْماً ووُطِمَ احْتَبَسَ نَجْوُه وقد ذكر في الهمز في ترجمة أَطم
( وطن ) الوَطَنُ المَنْزِلُ تقيم به وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله وقد خففه رؤبة في قوله أَوْطَنْتُ وَطْناً لم يكن من وَطَني لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ بها ولم أَرْجُنْ بها في الرُّجَّنِ قال ابن بري الذي في شعر رؤبة كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكن من وَطَني وقد ذكر في موضعه والجمع أَوْطان وأَوْطانُ الغنم والبقر مَرَابِضُها وأَماكنها التي تأْوي إليها قال الأَخْطَلُ كُرُّوا إلى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا كما تَكُرُّ إلى أَوْطانها البَقَرُ ومَوَاطِنُ مكة مَوَافقها وهو من ذلك وَطَنَ بالمكان وأَوْطَنَ أَقام الأَخيرة أَعلى وأَوْطَنَهُ اتخذه وَطَناً يقال أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محلاً ومُسْكَناً يقيم فيها والمِيطانُ الموضع الذي يُوَطَّنُ لترسل منه الخيل في السِّباق وهو أَول الغاية والمِيتاء والمِيداء آخر الغاية الأَصمعي هو المَيْدانُ والمِيطانُ بفتح الميم من الأول وكسرها من الثاني وروى عمرو عن أَبيه قال المَيَاطِينُ المَيادين يقال من أَين مِيطانك أَي غايتك وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان لا يُوطِنُ الأَماكن أََي لا يتخذ لنفسه مجلساً يُعْرَفُ به والمَوْطِنُ مَفْعِلٌ منه ويسمى به المَشْهَدُ من مشَاهد الحرب وجمعه مَوَاطن والمَوْطِنُ المَشْهَدُ من مَشَاهد الحرب وفي التنزيل العزيز لقد نصَركُمُ اللهُ في مَوَاطن كثيرة وقال طَرَفَةُ على مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عنده الرَّدَى متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائصُ تُرْعَدِ وأَوطَنْتُ الأَرض ووَطَّنْتُها تَوطِيناً واسْتَوْطَنْتُها أَي اتخذتها وَطَناً وكذلك الاتِّطانُ وهو افْتِعال منه غيره أَما المَوَاطِنُ فكل مَقام قام به الإنسان لأَمر فهو مَوْطِنٌ له كقولك إذا أَتيت فوقفت في تلك المَوَاطِنِ فادْعُ الله لي ولإخواني وفي الحديث أَنه نَهَى عن نَقْرَة الغُراب وأَن يُوطِنَ الرجلُ في المكان بالمسجد كما يُوطِنُ البعيرُ قيل معناه أَن يأْلف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد مخصوصاً به يصلي فيه كالبعير لا يأْوي من عَطَنٍ إلا إلى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قد أَوْطَنَه واتخذه مُناخاً وقيل معناه أَن يَبْرُكَ على ركبتيه قبل يديه إذا أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ البعير ومنه الحديث أَنه نَهَى عن إيطان المساجد أَي اتخاذها وَطَناً وواطنَهُ على الأَمر أَضمر فعله معه فإن أَراد معنى وافقه قال واطأَه تقول واطنْتُ فلاناً على هذا الأَمر إذا جعلتما في أَنفسكما أَن تفعلاه وتَوْطِينُ النفس على الشيء كالتمهيد ابن سيده وَطَّنَ نفسَهُ على الشيء وله فتَوَطَّنَتْ حملها عليه فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ له وقيل وَطَّنَ نفسه على

الصفحة 4868