كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

ذلك كله هكذا قاله الشافعي في كتاب الصيد والذبائح وقوله أَبْقَتْ لنا وقَعاتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَةً ما هَبّتِ الرِّيحُ والدُّنيا لها وُظُف أَي دُوَل وفي التهذيب هي شبه الدُّوَل مرَّة لهؤلاء ومرّة لهؤلاء جمع الوَظِيفة ( وظم ) التهذيب ابن الأَعرابي الوَظْمةُ التُّهَمة ( وعب ) الوَعْبُ إِيعابُكَ الشيءَ في الشيءِ كأَنه يأْتي عليه كلِّه وكذلك إِذا اسْتُؤْصِلَ الشيءُ فقد اسْتُوعِبَ وعَبَ الشيءَ وَعْباً وأَوْعَبه واسْتَوْعَبه أَخَذَه أَجْمَعَ واسْتَرَطَ مَوْزَةً فأَوْعَبَها عن اللحياني أَي لم يَدَعْ منها شيئاً واسْتَوْعَبَ المكانُ والوِعاءُ الشيءَ وَسِعَه منه والإِيعابُ والاسْتِيعابُ الاسْتِئْصالُ والاستِقْصاءُ في كل شيءٍ وفي الحديث إِنَّ النِّعْمَةَ الواحدةَ تَسْتَوعِب جميعَ عَمَل العبد يوم القيامة أَي تأْتي عليه وهذا على المَثَل واسْتَوْعَبَ الجِرابُ الدقيقَ وقال حُذَيْفَة في الجُنُب يَنام قبل أَن يَغْتَسِل فهو أَوْعَبُ للغُسل يعني أَنه أَحْرَى أَن يُخْرِجَ كلَّ بَقِيَّة في ذَكرِهِ مِن الماء وهو حديث ذكره ابن الأَثير قال وفي حديث حُذَيْفَةَ نَوْمَةٌ بعد الجماع أَوْعَبُ للماء أَي أَحْرَى أَن تُخْرِجَ كلَّ ما بَقي منه في الذَّكَر وتَسْتَقْصِيَه وبيتٌ وعِيبٌ ووِعاءٌ وعِيبٌ واسعٌ يَسْتَوْعِب [ ص 800 ] كلَّ ما جُعِلَ فيه وطريقٌ وَعْبٌ واسعٌ والجمع وِعابٌ ويقال لِهَنِ المرأَة إِذا كان واسعاً وَعِيبٌ والوَعْبُ ما اتَّسَع من الأَرض والجمعُ كالجمع وأَوْعَبَ أَنْفَه قَطَعه أَجْمَعَ قال أَبو النجم يَمْدَحُ رجلاً
يَجْدَعُ مَنْ عاداه جَدْعاً مُوْعِبا ... بَكْرٌ وبَكْرٌ أَكرمُ الناسِ أَبا
وأَوْعَبه قَطَعَ لسانه أَجْمَعَ وفي الشَّتْم جَدَعه اللّهُ جَدْعاً مُوعِباً وجَدَعَه فأَوْعَبَ أَنْفَه أَي استأْصَلَهُ وفي الحديث في الأَنْفِ إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعاً الدِّيةُ أَي إِذا لم يُتْرَكْ منه شيءٌ ويروى إِذا أُوعِبَ جَدْعُه كلُّه أَي قُطِعَ جَمِيعه ومعناهما اسْتُؤْصِلَ وكلُّ شيء اصْطُلِم فلم يبق منه شيء فقد أُوعِبَ واسْتُوعِبَ فهو مُوعَبٌ وأَوْعَبَ القومُ حَشَدوا وجاؤُوا مُوعِبين أَي جَمَعوا ما اسْتَطاعوا من جَمْعٍ وأَوْعَبَ بَنو فلان جَلَوْا أَجمعون قال الأَزهري وقد أَوْعَبَ بنو فلان جَلاءً فلم يَبْقَ منهم ببلدهم أَحَدٌ ابن سيده وأَوْعَبَ بنو فلان لفلانٍ لم يَبْقَ منهم أَحدٌ إِلا جاءَه وأَوْعَبَ بنو فلانٍ لبني فلانٍ جَمَعُوا لهم جَمْعاً هذه عن اللحياني وأَوْعَبَ القومُ إِذا خَرَجُوا كلُّهم إِلى الغزْو وفي حديث عائشة كان المسلمون يُوعِبون في النَّفير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي يَخرُجُون بأَجْمعهم في الغَزْو وفي الحديث أَوْعَبَ المهاجرون والأَنصارُ مع النبي صلى اللّه عليه وسلم يومَ الفتح وفي الحديث الآخر أَوْعَبَ الأَنصارُ مع عليٍّ إِلى صِفِّين أَي لم يَتَخَلَّفْ منهم أَحدٌ عنه وقال عَبِيدُ ابنُ الأَبرصِ في إِيعاب القوم إِذا نَفَرُوا جميعاً
أُنْبِئْتُ أَنَّ بني جَدِيلَةَ أَوعَبُوا ... نُفَراء من سَلْمَى لنا وتَكَتَّبُوا
وانْطَلَقَ القومُ فأَوْعَبُوا أَي لم يَدَعُوا منهم أَحداً وأَوْعَبَ الشيءَ في الشيءِ أَدْخَلَه فيه وأَوْعَبَ الفرسُ جُرْدانَه في ظَبْيةِ الحِجْر منه وأَوْعَبَ في ماله أَسْلَف وقيل ذَهَبَ كلَّ مَذْهَب في إِنفاقه الجوهري جاء الفرسُ برَكْضٍ وَعِيبٍ أَي بأَقْصَى ما عنده ورَكْضٌ وَعِيبٌ إِذا اسْتَفْرَغَ الحُضْرَ كلَّه وفي الشَّتْم جَدَعَه اللّه جَدْعاً مُوعِباً أَي مُسْتَأْصِلاً واللّه أَعلم( وعث ) الوَعْثُ المكان السَّهْلُ الكثير الدَّهِسُ تغيب فيه الأَقدام قال ابن سيده الوَعْثُ من الرمل ما غابت فيه الأَرجل والأَخفاف وقيل الوَعْثُ من الرمل ما ليس بكثير جداً وقيل هو المكان اللين أَنشد ثعلب ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها عِذارَيْن مِن جَرْداءَ وَعْثٍ خُصورُها رفع خصورها بِوَعْثٍ لأَنه في معنى لَيِّنٍ فكأَنه قال لين خصورها والجمعُ وُعْثٌ
( * قوله « والجمع وعث » كذا بالأصل المعول عليه بهذا الضبط )
ووُغُوثٌ وحكى الأَزهري عن خالد بن كلثوم الوَعْثاءُ ما غابت فيه الحوافِرُ والأَخفافُ من الرمل الرقيق والدَّهاسِ من الحصى الصغار وشبهه قال وقال أَبو زيد يقال طريق وَعْثٌ في طريق وَعُوثٍ ويقال الوَعَثُ رِقَّةُ التراب ورخاوة الأَرض تغيب فيه قوائم الدواب ونَقاً مُوَعَّثٌ إِذا كان كذلك وقال الأَصمعي الوَعْثُ كلُّ لَيِّنٍ سهل وحكى الفراءُ عن أَبي قَطَرِيٍّ أَرضٌ وَعْثَةٌ ووَعِثَةٌ وقد وَعُثَتْ وَعْثاً وقال غيره وُعُوثةً ووَعاثةً قال ابن سيده وَعِثَ الطريقُ وَعْثاً ووَعَثاً ووَعُثَ وُعُوثةً كلاهما لانَ فصار كالوَعْثِ وأَوْعَثَ وَقَع في الوَعْثِ وأَوْعَثُوا وقَعُوا في الوَعْثِ وأَوْعَثَ البعيرُ قال رؤْبة ليس طريقُ خَيْره بالأَوْعَثِ وامرأَة وَعْثَةٌ كثيرةُ اللحم كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فيها من لينها وكثرة لحمها قال ابن سيده ومَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف لَيِّنَتُها فأَما قول رؤْبة ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ تُميلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ فقد يكون جَمَع وَعْثاً على غير قياس وقد يكون جَمَع وَعْثاءَ على أَوْعُثٍ ثم جَمَع

الصفحة 4870