قال فمن جاءه وعظ من ربه وقد وَعَظه وَعْظاً وعِظة واتَّعَظَ هو قَبِل الموعظة حين يُذكر الخبر ونحوه وفي الحديث وعلى رأْس السّراط واعظُ اللّه في قلب كل مسلم يعني حُجَجه التي تَنْهاه عن الدُّخول فيما منعه اللّه منه وحرَّمه عليه والبصائر التي جعلها فيه وفي الحديث أَيضاً يأْتي على الناسِ زَمان يُسْتَحَلُّ فيه الرّبا بالبيع والقَتلُ بالموعظة قال هو أَن يُقتل البَريءُ ليتَّعِظَ به المُرِيب كما قال الحجاج في خطبته وأَقْتلُ البريء بالسَّقِيم ويقال السَّعِيدُ من وُعِظ بغيره والشقيُّ من اتَّعَظ به غيره قال ومن أَمثالهم المعروفة لا تَعِظيني وتَعَظْعَظِي أَي اتَّعِظي ولا تَعِظيني قال الأَزهري وقوله وتعظعظي وإِن كان كمكرّر المضاعف فأَصله من الوعظ كما قالوا خَضْخَضَ الشيءَ في الماء وأَصله من خَضَّ
( وعع ) خطِيبٌ وَعْوَعٌ مُحْسِنٌ قالت الخَنساءُ هو القَرْمُ والَّسِنُ الوَعْوَعُ وربما سمي الجَبانُ وَعْوَعاً قال الأَزهري تقول خَطِيبٌ وَعْوَعٌ نَعْت حسَن ورجلٌ مِهْذارٌ وَعْواعٌ نعت قبيح قال نِكْسٌ من القوْمِ ووَعْواعٌ وَعَيُّ والوَعْوعةُ من أَصواتِ الكلابِ وبنات آوى ووَعْوَع الكلبُ والذئبُ وَعْوَعةً ووَعْواعاً عَوَى وصَوَّتَ ولا يجوز كسر الواو في وَعْواعٍ كَراهِيةً للكسرة فيها وقد يقال ذلك في غير الكلب والذئب وحكى الأَزهريّ عن الليث قال يُضاعَفُ في الحكاية فيقال وَعْوَعَ الكلبُ وَعْوَعةً والمصدر الوَعْوَعة والوَعْواعُ قال ولا يُكْسَرُ واوُ الوَعْواع كما يُكْسَر الزاي من الزِّلْزالِ ونحوه كراهيةَ الكسر في الواو قال وكذلك حكايةُ اليَعْيَعةِ واليَعْياعِ من فِعالِ الصبيان إِذا رمى أَحدُهم الشيءَ إِلى صبيّ آخر لأَن الياء خِلْقَتُها الكسر فيَسْتَقْبِحُون الواوَ بين كسرتين والواوُ خلقتها الضم فيستقبحون التقاء كسرة وضمة فلا تجدهما في كلام العرب أَصل البناء والوَعْواعُ الصوتُ والجَلَبةُ قال الشاعر تسْمَعُ للمَرْءِ وَعْواعا وقال المسيب يأْتي على القوْمِ الكَثيرِ سِلاحُهُمْ فيَبِيتُ منه القوْمُ في وَعْواعِ والوَعْواعُ الدَّيْدَبانُ يكون واحداً وجمعاً الأَصمعي الدَّيْدَبانُ يقال له الوَعْوَعُ والوَعاوِعُ الأَشِدّاءُ وأَوّلُ مَنْ يُغِيثُ قال ابن سيده والوَعْواعُ أَوّلُ من يُغِيثُ من المُقاتِلةِ وقيل الوَعْواعُ الجماعة من الناس قال أَبو زُبَيْد يصف الأَسد وعاثَ في كَبّةِ الوَعْواعِ والعيرِ ونسب الأَزهري هذا الشعر لأَبي ذؤيب وفي حديث علي وأَنتم تَنْفرُون عنه نُفُور المِعْزَى من وَعْوَعة الأَسَدِ أَي صوْتِه ووَعْواعُ الناس ضَجَّتُهم الأَزهريُّ الوَعاوِعُ الأَجْرِياءُ قال أَبو كبير لا يُجُفِلُونَ عن المُضافِ إِذا رَأَوْا أُولى الوَعاوِع كالغَطاطِ المُقْبِلِ قال ابن سيده أَراد وَعاوِيعَ فحذف الياء للضرورة كقوله قد أَنْكَرَتْ ساداتُها الرَّوائِسا والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا والوَعْوعُ الرجل الضعيفُ وحكى ابن سيده عن الأَصمعي الوَعاوِعُ أَصواتُ الناسِ إِذا حملوا ويقال للقوم ِذا وَعْوَعُوا وَعاوِعُ أَيضاً وقال ساعدة الهُذَليّ ستَنْصُرُ أَفناءُ عَمْرٍو وكاهِلٍ إِذا غَزَا منهم غَزِيٌّ وَعاوِعُ قوله « ستنصر إلخ » كذا بالأصل وبهامشه صواب انشاده
ستنصرني عمرو وأفناء كاهل ... إذا ما غزا منهم مطيّ وعاوع
والوَعْوَعُ والوَعْواعُ ابن آوَى والوَعْواعُ موضعٌ
( وعف ) ابن الأَعرابي الوُعُوف بالعين ضعف البصر قال الأَزهري جاء به في باب العين وذكر معه العُوُوف وأَما أَبو عبيد فإنه ذكر عن أَصحابه الوَغْف بالغين ضَعْف البصر وقال ابن الأَعرابي في باب آخر أَوعَف الرجل إذا ضعُف بصره وكأَنهما لغتان بالعين والغين والوَعْفُ موضع غليظ وقيل مَنْقَعُ ماء فيه غِلَظ والجمع وِعافٌ( وعق ) رجل وَعُقة لَعْقة نَكِد لئيم الخلق ويقال وَعِقة أيضاً وقد تَوَعَّق واسْتَوعق والإسم الوَعْق والوَعْقة ورجل وَعِقٌ لَعِقٌ حريص جاهل وقيل فيه حرص ووقوع في الأَمر بالجهل وقيل رجل وَعِقٌ بكسر العين أَي عسر وبه وَعْقة قال الجوهري وهي الشراسة وشدة الخلق وقد وعَّقَه الطمع والجهلُ ووَعَّقه نسبه إلى ذلك قال رؤبة مَخافة الله وأَن يُوَعَّقا على امْرِئٍ ضَلَّ الهُدَى وأَوْبقا أَي أَن ينسب إلى ذلك ويقال له إنك لَوَعِقٌ وأَوْبقا أَي أَوْبَقَ نفسه ابن الأَعرابي الوَعِقُ السيِّء الخلق الضيق وأَنشد قول الأَخطل مُوَطَّأ البيتِ مَحْمود شَمائِلُهُ عند الحَمالة لا كَزّ ولا وَعِق