كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وَوَغْرُ الجيشِ صوتهم وجَلَبَتُهُمْ قال ابن مقبل في ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقِيلُ السَّرابِ به كأَنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادينا المَرْتُ القَفْر الذي لا نبات له وعساقيل السراب قِطَعُه واحدها عُسْقُول شبه أَصوات القطا فيه بأَصوات رجال حادين والأَلف في آخره للإِطلاق وقال الراجز كأَنما زُهاؤُه لمَنْ جَهَرْ ليلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ الوَغْرُ الصوت ووَغَرُهُمْ كَوَغْرِهم ولم يحك ابن الأَعرابي في وَغْرِ الجيش إِلا الإِسكانَ فقط وصرح بأَن الفتح لا يجوز والإِيغارُ المستعمل في باب الخراج قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً غيره يقال أَوْغَرَ العاملُ الخراجَ أَي استوفاه وفي التهذيب وَغَرَ ويقال الإِيغار أَن يُوغِرَ المَلِكُ لرجلٍ الأَرضَ يجعلها له من غير خراج قال وقد يسمى ضمانُ الخراج إِيغاراً وهي لفظة مولَّدة وقيل الإِيغار أَن يُسْقِطَ الخراجَ عن صاحبه في بلد ويُحَوِّلَ مثلَه إِلى بلد آخر فيكون ساقطاً عن الأَوّل وراجعاً إِلى بيت المال وقيل سمي الإِيغارَ لأَنه يُوغِرُ صدور الذين يزاد عليهم خَراجٌ لا يلزمهم وأَوْغرْتُ صدرَه أَي أَوقدته من الغيظ وأَحميته أَبو سعيد أَوغَرْتُ فلاناً إِلى كذا أَي أَلجأْته وأَنشد وتَطاوَلَتْ بك هِمَّةٌ محطوطَةٌ قد أَوْغَرَتْكَ إِلى صِباً ومُجُونِ أَي أَلجأَتك إِلى الصبا قال واشتقاقه من إِيغار الخراج وهو أَن يؤدي الرجل خراجه إِلى السلطان الأَكبر فراراً من العمال يقال أَوْغَرَ الرجلُ خَراجَه إِذا فعل ذلك قال ابن سيده وهو بالواو لوجود أَوْغَرَ وعدم أَيْغَر والله تعالى أَعلم
( وغف ) الوَغْفُ والإيغافُ ضَعف البصر الأَزهري رأَيت بخط الإياديِّ في الوغْف قال في كتاب أَبي عمرو الشيباني لأَبي سعد المَعْني لعَيْنَيْك وَغْفٌ إذ رأَيتَ ابنَ مَرْثَدٍ يُقَسْبِرُها بفَرْقَمٍ يَتَزَبَّدُ قال هكذا قيده بفرقم يريد الحَشفةَ بالفاء والقاف إذا انْتَشَرَتْ حَسِبْتَها ذاتَ هَضْبةٍ تَرَمَّزُ في أَلغازِها وتَرَدَّدُ وروى عَرْقم قال وأَنا واقف فيه والقَسْبرة النكاح والوغْف السُّرْعة وقيل سرعة العدْو وأَنشد وأَوْغَفَتْ شَوارِعاً وأَوْغَفا وقد أَوْغَفَ إذا سار سيراً مُتْعِباً وأَوْغَفَ إذا عَمِشَ وأَوْغَفَ إذا أَكل من الطعام ما يكفيه والإيغافُ سُرعة ضَرب الجناحين والإيغاف سرعة العَدو وقال أَبو عمرو الإيغاف التحرُّك وأَوغفَتِ المرأَة إيغافاً إذا ارْتَهَزَت عند الجِماع تحت الرجل وأَنشد لرِبْعي الدُّبَيْريّ لمّا دَحاها بمِتَلٍّ كالصَّقْب وأَوْغَفَتْ لذاك إيغافَ الكلْب قالت لقد أَصبحْتَ قَرْماً ذا وَطْب لما يُديمُ الحُبَّ منه في القَلْب والوغْف قِطْعة أَدم أَو كِساء أَو شيء يُشدّ على بطن التيْس لئلاَّ يَنْزُو أَو يشرَب بوله ( وغل ) الوَغْلُ من الرجال النَّذْل والضعيف الساقط المقصِّر في الأَشياء والجمع أَوْغال وأَنشد وحاجِبٍ كَرْدَسَه في الحَبْلِ مِنَّا غُلامٌ كان غيرَ وَغْلِ حتى افتدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ والوَغْل والوَغِل المدَّعي نسَباً ليس منه والجمع أَوْغالٌ والوَغْلُ والوَغِلُ السَّيِّءُ الغِذاء وحكى سيبويه وَغِل على المضارعة والوَغْل والواغِلُ الأُولى عن كراع الذي يدخُل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أَن يَدْعُوه إِليه أَو يُنْفِق معهم مثل ما أَنفَقُوا قال الشاعر فمَتى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّو هُ وتُعْطَفْ عليه كأْسُ الساقي ويروى وتَعْطِفْ عليه كفُّ الساقي وقال امرؤ القيس فاليومَ أُسقَى غيرَ مُسْتَحْقِبٍ إِثْماً من الله ولا واغِلِ وقيل الواغِلُ الداخِل على القوم في شَرابهم وقيل هو الداخِل عليهم في طعامهم وقال يعقوب الواغِلُ في الشراب كالوارِش في الطعام وقد وَغَلَ يَغِلُ وَغَلاناً ووَغْلاً إِذا دخل على القوم في شَرابهم فشَرِب معهم من غير أَن يُدْعى إِليه واسم ذلك الشراب الوَغْلُ قال عمرو بن قَمِيئة إِن أَكُ مِسْكِيراً فلا أَشرَب ال وَغْلَ ولا يَسلَمُ مِنِّي البَعير وشُربٌ واغِلٌ على النسَب قال الجعدي فشَرِبْنا غير شُرْبٍ واغِلٍ وعَلَلْنا عَلَلاً بعد نَهَلْ وفي حديث عليّ عليه السلام المتَعَلّق بها كالواغِل المُدَفَّع الواغِلُ الذي يَهْجُم على الشُّرَّاب ليشرب معهم وليس منهم فلا يَزال مُدَفَّعاً بينهم وفي حديث المقداد فلمّا أَن وَغَلَتْ في بَطني أَي دَخَلتْ ووَغَلَ في الشيء وُغولاً دخل فيه وتوارى به وقد خُصَّ ذلك بالشجَر فقيل وَغَل الرجل يَغِل وُغولاً ووَغْلاً أَي دخل في الشجر وتَوارى فيه ووَغَل ذهَب وأَبعَد قال الراعي قالت سُلَيمى أَتَنْوي اليومَ أَمْ تَغِلُ ؟ وقد يُنَسِّيكَ بعضَ الحاجةِ العَجَلُ وكذلك أَوْغَل في البلاد ونحوها وتوَغَّل في الأَرض ذهَب فأَبعَد فيها وكذلك أَوْغَل في العِلْم وفي الحديث إِن هذا الدين مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه بِرِفقٍ يُريد سِرْ فيه برِفق وابلُغِ الغاية القُصْوى منه بالرِّفق لا على سبيل التهافُتِ والخُرْق ولا تحمِل على

الصفحة 4879