كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

نفسك وتكلِّفها ما لا تُطيقه فتَعجِزَ وتَترُك الدين والعَمل وفي حديث عِكْرمة مَن لم يغتسِل يوم الجمعة فَلْيَسْتَوْغِل أَي فَليغْسِل مَغابِنَه ومَعاطِفَ جسده وهو اسْتِفْعال من الوُغُول الدُّخول وكلُّ داخِل فهو واغِل وكلُّ داخِل في شيء دُخولَ مستعجِلٍ فقد أَوْغَل فيه قال أَبو زيد غَلَّ في البلاد وأَوغَل بمعنى واحد إِذا ذهب فيها أَوْغَل القومُ وتَوَغَّلوا إِذا أَمْعَنوا في السّير والوُغول الدخول في الشيء والإِيغالُ السَّير السريعُ وقيل الشديد والإِمْعانُ في السير قال الأَعشى مَرِحَتْ حُرَّة كقَنْطَرَةِ الرُّو مِيِّ تَفْرِي الهَجِير بالإِرْقال تقطَعُ الأَمعَزَ المُكَوكِب وخداً بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغال وأَوْغَل القوم إِذا أَمْعَنوا في سَيرِهم داخِلين بين ظَهْراني الجِبال أَو في أَرض العدُوِّ وكذلك توغَّلوا وتغَلْغَلوا وأَما الوُغول فإِنه الدُّخول في الشيء وإِن لم يُبعَد فيه وأَوْغَلَتْه الحاجةُ قال المتنخل الهذلي حتى يَجِيء وجُنْحُ الليل يُوغِلُه والشَّوْكُ في وَضحِ الرِّجْلين مَركوزُ وما لكَ عن ذلك وَغْلٌ أَي بُدٌّ وقيل أَي مَلجَأٌ والمعروف وَعْلٌ وقد تقدم وزعم يعقوب أَن غَيْنه بدَل من عين وَعْل وزعم الأَصمعي أَن الواغِل الذي هو الداخِلُ على القوم في شَرابهم ولم يُدْعَ إِنما اشتقَّ من هذا أَي ليس له مكان يلجَأُ إِليه قال ابن سيده فإِن كان هذا فخَليقٌ أَن لا يكون بدَلاً لأَنَّ المُبْدل لا يبلغ من القوة أَن يصرَّف هذا التصريف والوَغْلُ الشجر الملتفُّ أَنشد أَبو حنيفة فلمَّا رأَى أَنْ ليس دون سَوادِها ضَراءٌ ولا وَغْلٌ من الحَرَجات واسْتَوْغَل الرجلُ غَسَل مَغابِنَه وبَواطِن أَعضائه والله أَعلم
( وغم ) الوَغْمُ القَهْرُ والوَغْمُ الذَّحْلُ والتِّرَة والأوْغامُ التِّراتُ وأَنشد ابن بري لخَديج بن حَبيب ويا ملِكٌ يُِسابِقُنا بوَغْمٍ إذا مَلِكٌ طلَبْناه بوَتْرِ وقال رؤبة يَمْطُو بنا من يَطْلُبُ الوُغوما وفي حديث عليّ وإنّ بني تميم لم يُسْبَقُوا بوَغْمٍ في جاهليةٍ ولا إسْلامٍ الوَغْمُ التَّرَةُ والوَغْمُ الحِذْدُ الثابتُ في الصدورِ وجَمعه أَوْغامٌ قال لا تَكُ نَوّاماً على الأَوْغامِ والوَغْمُ الشِّحْناء والسَّخيمةُ ووَغِمَ عليه بالكسر أي حَقَدَ وقد وَغِمَ صدرُه يَوْغَمُ وَغْماً ووَغَماً ووَغَمَ وأَوْغَمه هو ورجلٌ وَغْمٌ حَقُودٌ وتوغَّم إذا اغتاظ والوَغْمُ القِتالُ وتوغَّم القومُ وتَواغموا تَقاتَلوا وقيل تَناظروا شَزْراً في القتال وتَوَغَّمَت الأَبطالُ في الحرْب إذا تَناظَرت شَزْراً ووَغَم به وَغْماً أَخْبَره بخَبرٍ لم يُحَقِّقْه ووَغَمْتُ بالخبَر أَغِمُ وَغْماً إذا أَخْبَرْت به من غير أن تَسْتَيْقِنَه أَيضاً مثل لَغَمْتُه بالغين معجمة التهذيب عن أَبي زيد الوَغْمُ أن تُخْبِرَ عن الإنسان بالخَبر من وَراء وَراء لا تَحُقُّه الكسائي إذا جَهِلَ الخبرَ قال غَبَيْتُ عنه فإن أَخْبَره بشيء لا يستيقنه قال وَغَمْتُ أَغِمُ وَغْماً ووَغم إلى الشيء ذهَب وَهْمُه إليه كوَهَم وذهب إليه وَغْمي أي وَهْمي كلُّ ذلك عن ابن الأَعرابي ابن نجدة عن أَبي زيد الوَغْمُ النَّفَسُ قال أَبو تراب سمعت أَبا الجَهْم الجعفريّ يقول سمعت منه نَغْمةً ووَغْمةً عَرَفْتُها قال والوَغْمُ النَّغْمةُ وأَنشد سمِعْتُ وَغْماً منْكَ يا با الهَيْثَمِ فقلتُ لَبَّيْهِ ولم أَهْتَمِ قال لم أَهْتَمْ ولم أَعْتَمْ أي لم أُبطئ وقوله في الحديث كلُوا الوَغْمَ واطرَحوا الفَغْمَ قال ابن الأثير الوَغْم ما تَساقَط من الطعام وقيل ما أَخرجَه الخِلال والفَغْمُ ما أَخْرَجْتَه بطرفِ لسانِك من أَسنانك وهو مذكور في موضعه ( وغن ) ابن الأَعرابي التَّوَغنُ الإقْدامُ في الحرب والوَغْنَةُ الجُبُّ الواسع قال والتَّغَوُّنْ الإصرار على المعاصي
( وغي ) الوَغَى الصَّوْتُ وقيل الوَغَى الأَصوات في الحرب مثل الوَعَى ثم كثر ذلك حتى سَمَّوُا الحَرب وَغًى والوَغَى غَمْغَمةُ الأَبطال في حَوْمةِ الحَرْب والوَغى الحَرْبُ نَفْسُها والواغِيةُ كالوَغَى اسم مَحْض والوغَى أَصْواتُ النَّحْلِ والبَعُوض ونحو ذلك إذا اجتمعت قال المتنخل الهذلي كأَنّ وغَى الخَمُوش بجانبيه وغَى رَكْبٍ أُمَيْمَ ذَوِي هِياطِ وهذا البيت أَورده الجوهري
( * قوله « أورده الجوهري » وكذا الازهري أيضاً في خ م ش واعترض الصاغاني على الجوهري كما اعترضه ابن بري )
كأَن وغى الخَموش بجانبيه مَآتِمُ يَلْتَدِمْنَ على قَتِيلِ قال ابن بري البيت على غير هذا الإنشاد وأَنشده كما أَوردناه وغى ركب أُمَيمَ ذَوي هياط قال وقبله وماء قد وَرَدْتُ أُمَيْمَ طامٍ على أَرْجائِه زَجَلُ الغَطاط ومنه قيل للحرب وَغًى لما فيها من الصوت والجلبة ابن الأَعرابي الوَغَى الخَموش الكَثير الطَّنينِ يعني البَقَّ والأَواغِي

الصفحة 4880