الأَرض الشَّرَفُ يُوفَى عليه قال كثير وإنْ طُوِيَتْ من دونه الأَرضُ وانْبَرَى لِنُكْبِ الرِّياحِ وَفْيُها وحَفِيرُها والمِيفَى والمِيفاةُ مقصوران كذلك التهذيب والميفاةُ الموضع الذي يُوفِي فَوقه البازِي لإِيناس الطير أَو غيره قال رؤْبة ميفاء رؤوس فوره
( * قوله « قال رؤبة إلخ » كذا بالأصل )
والمِيفَى طَبَق التَّنُّور قال رجل من العرب لطباخه خَلِّبْ مِيفاكَ حتى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ قال خَلِّبْ أَي طَبِّقْ والرَّوْدَقُ الشِّواء وقال أَبو الخطاب البيت الذي يطبخ فيه الآجُرُّ يقال له المِيفَى روي ذلك عن ابن شميل وأَوْفَى على الخمسين زادَ وكان الأَصمعي يُنكره ثم عَرَفه والوَفاةُ المَنِيَّةُ والوفاةُ الموت وتُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه وفي الصحاح إذا قَبَضَ رُوحَه وقال غيره تَوَفِّي الميتِ اسْتِيفاء مُدَّتِه التي وُفِيتْ له وعَدَد أَيامِه وشُهوره وأَعْوامه في الدنيا وتَوَفَّيْتُ المالَ منه واسْتوْفَيته إذا أَخذته كله وتَوَفَّيْتُ عَدَد القومِ إذا عَدَدْتهم كُلَّهم وأَنشد أَبو عبيدة لمنظور الوَبْرِي إنَّ بني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ ولا تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ في العددْ أَي لا تجعلهم قريش تَمام عددهم ولا تَسْتَوفي بهم عدَدَهم ومن ذلك قوله عز وجل الله يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِها أَي يَسْتَوفي مُدَد آجالهم في الدنيا وقيل يَسْتَوْفي تَمام عدَدِهم إِلى يوم القيامة وأَمّا تَوَفِّي النائم فهو اسْتِيفاء وقْت عَقْله وتمييزه إِلى أَن نامَ وقال الزجاج في قوله قل يَتَوَفَّاكم مَلَكُ الموت قال هو من تَوْفِية العدد تأْويله أَن يَقْبِضَ أَرْواحَكم أَجمعين فلا ينقُص واحد منكم كما تقول قد اسْتَوْفَيْتُ من فلان وتَوَفَّيت منه ما لي عليه تأْويله أَن لم يَبْقَ عليه شيء وقوله عز وجل حتى إذا جاءتهم رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهم قال الزجاج فيه والله أَعلم وجهان يكون حتى إذا جاءتهم ملائكةُ الموت يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عند المُعايَنة فيعترفون عند موتهم أَنهم كانوا كافرين لأَنهم قالوا لهم أَين ما كنتم تدعُون من دون الله ؟ قالوا ضَلُّوا عنا أَي بطلوا وذهبوا ويجوز أَن يكون والله أَعلم حتى إذا جاءتهم ملائكة العذابِ يتوفونهم فيكون يتوفونهم في هذا الموضع على ضربين أَحدهما يَتَوَفَّوْنَهم عذاباً وهذا كما تقول قد قَتَلْتُ فلاناً بالعذاب وإن لم يمت ودليل هذا القول قوله تعالى ويأْتِيه الموتُ من كلِّ مَكانٍ وما هو بمَيِّت قال ويجوز أَن يكون يَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم وهو أَضعف الوجهين والله أعلم وقد وافاه حِمامُه وقوله أَنشده ابن جني ليتَ القِيامةَ يَوْمَ تُوفي مُصْعَبٌ قامتْ على مُضَرٍ وحُقَّ قِيامُها أَرادَ وُوفيَ فأَبدل الواو تاء كقولهم تالله وتَوْلجٌ وتَوْراةٌ فيمن جعلها فَوْعَلة التهذيب وأَما المُوافاة التي يكتبها كُتَّابُ دَواوين الخَراج في حِساباتِهم فهي مأْخوذة من قولك أَوْفَيْتُه حَقَّه ووَفَّيْتُه حَقَّه ووافَيْته حَقَّه كل ذلك بمعنى أَتْمَمْتُ له حَقَّه قال وقد جاء فاعَلْتُ بمعنى أَفْعلْت وفَعَّلت في حروف بمعنى واحد يقال جاريةٌ مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ وضاعَفْتُ الشيء وأَضْعَفْتُه وضَعَّفْتُه بمعنى وتَعاهَدْتُ الشيء وتعَهَّدْته وباعَدْته وبَعَّدته وأَبْعَدْتُه وقارَبْتُ الصبي وقَرَّبْتُه وهو يُعاطِيني الشيء ويُعطِيني قال بشر بن أبي خازم كأَن الأَتْحَمِيَّةَ قامَ فيها لحُسنِ دَلالِها رَشأٌ مُوافي قال الباهلي مُوافي مثلُ مفاجي وأَنشد وكأَنما وافاكَ يومَ لقِيتَها من وَحْش وَجّرةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ وقيل موافي قد وافى جِسْمُه جِسمَ أُمه أَي صار مثلها والوَفاء موضع قال ابن حِلِّزةَ فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا قُ قَنانٍ فَعاذِبٌ فالوَفاء وأَوْفى اسم رجل
( وقب ) الأَوْقابُ الكُوَى واحدُها وَقْبٌ والوَقْبُ في الجبَل نُقْرة يجتمع فيها الماء والوَقْبةُ كُوَّة عظيمة فيها ظِلٌّ والوَقْبُ والوَقْبةُ نَقْرٌ في الصَّخْرة يجتمع فيه الماءُ وقيل هي نحوُ البئر في الصَّفَا تكون قامة أَو قامتين يَسْتَنْقِع فيها ماءُ السماء وكلُّ نَقْرٍ في الجَسدِ وَقْبٌ كنَقْرِ العين والكَتِفِ ووَقْبُ العَيْن نُقْرَتُها تقول وَقَبَتْ عَيْناه غارَتَا وفي حديث جَيْشِ الخَبَطِ فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَيْنه بالقِلالِ الدُّهْنَ الوَقْبُ هو النُّقْرة التي تكون فيها العين والوَقْبانِ من الفَرس هَزْمتانِ فوق عَيْنَيْه والجمع من كل ذلك وُقوبٌ ووِقابٌ ووَقْبُ المحالةِ الثَّقْبُ الذي يدخُل فيه المِحْوَرُ ووَقْبةُ الثَّريد والمُدْهُنِ اُنْقُوعَتُه الليث الوَقْبُ كلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرة كقَلْتٍ في فِهْر وكوَقْبِ المُدْهُنةِ وأَنشد في وَقْبِ خَوْصاءَ كوَقْبِ المُدْهُنِ الفراء الإِيقابُ إِدْخالُ الشيءِ في الوَقْبةِ ووَقَبَ الشيءُ يَقِبُ وَقْباً دَخَلَ وقيل دَخَل في الوَقْبِ وأَوْقَبَ الشيءَ أَدْخَلَه في الوَقْبِ ورَكِيَّةٌ وَقْباءُ غائرةُ الماء وامرأَة مِيقابٌ واسعةُ الفَرْج وبنُو المِيقابِ نُسِبُوا إِلى أُمِّهم يريدون سَبَّهم بذلك ووَقَبَ القمرُ وُقُوباً دخَل في الظِّلِّ الصَّنَوبَريّ الذي يَكْسِفُه وفي التنزيل