العزيز ومِن شَرِّ غاسقٍ إِذا وَقَبَ الفراء الغاسِقُ الليل إِذا وَقَبَ إِذا دخَل في كل شيء وأَظْلَمَ ورُوي عن عائشة رضي اللّه عنها أَنها قالت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما طَلَع القمرُ هذا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ فتَعَوَّذي باللّه من شَرِّه وفي حديثٍ آخر لعائشة تَعَوَّذي باللّه من هذا الغاسقِ إِذا وَقَبَ أَي الليل إِذا دخَلَ وأَقْبَلَ بظَلامِه ووَقَبَتِ الشمسُ وَقْباً ووُقُوباً غابَتْ وفي الصحاح ودخَلَتْ مَوْضِعَها قال محمد بن المكرم في قول الجوهري دخَلَتْ موضِعَها تَجَوُّزٌ في اللفظ فإِنها لا موضعَ لها تَدْخُله وفي الحديث لما رَأَى الشمسَ قد وَقَبَتْ قال هذا حِينُ حِلِّها وَقَبَتْ أَي غابَتْ وحِينُ حِلِّها أَي الوَقْتُ الذي يَحِلُّ فيه أَداؤُها يعني صلاةَ المغرب والوُقُوبُ الدُّخُولُ في كل شيء وقيل كلُّ ما غابَ فقد وَقَبَ وَقْباً ووَقَبَ الظلامُ أَقْبَلَ ودخَل على الناس قال الجوهري ومنه قوله تعالى ومن شَرِّ غاسقٍ إِذا وَقَبَ قال الحسنُ إِذا دخَل على الناس
والوَقْبُ الرجلُ الأَحمقُ مثلُ الوَغْبِ قال الأَسْوَد بنُ يَعْفُرَ
أَبَنِي نُجَيْحٍ إِنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ ( 1 )
( 1 قوله « أبني نجيح » كذا بالأصل كالصحاح والذي في التهذيب أبني لبينى )
أَكَلَتْ خَبيثَ الزادِ فاتَّخَمَتْ ... عنه وشَمَّ خِمارَها الكَلْبُ
ورجلٌ وَقْبٌ أَحمقُ والجمع أَوْقابٌ والأُنثى وَقْبة والوُقْبيُّ
المُولَعُ ( 2 )
( 2 قوله « والوقبي المولع إلخ » ضبطه المجد بضم الواو ككردي وضبطه في التكملة كالتهذيب بفتحها ) بصُحْبةِ الأَوْقابِ وهم الحَمْقَى وفي حديث الأَحْنَفِ إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ هم الحَمْقَى وقال ثعلب الوَقْبُ الدَّنِيءُ النَّذْلُ مِن قولك وَقَبَ في الشيء دخَل فكأَنه يدخُل في الدَّناءة وهذا من الاشتقاق البعيد والوَقْبُ صوتٌ يخرُج من قُنْبِ الفَرَس وهو [ ص 802 ] وِعاءُ قَضِيبِه ووَقَبَ الفرسُ يَقِبُ وقْباً ووَقيباً وهو صَوْتُ قُنْبِه وقيل هو صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الفرس في قُنْبِه ولا فِعْلَ لشيء من أَصواتِ قُنْبِ الدابةِ إِلاَّ هذا والأَوْقابُ قُماشُ البيت والمِيقابُ الرجلُ الكثيرُ الشُّرْبِ للنبيذ وقال مُبْتَكِرٌ الأَعْرابي إِنهم يسيرون سَيْرَ المِيقابِ وهو أَن يُواصِلُوا بين يوم وليلة والمِيقَبُ الوَدَعَةُ وأَوْقَبَ القومُ جاعُوا والقِبَةُ التي تكون في البَطْن شِبْهُ الفِحْثِ والقِبَةُ الإِنْفَحةُ إِذا عَظُمَتْ من الشاةِ وقال ابن الأَعرابي لا يكون ذلك في غير الشاءِ والوَقْباء موضع يمدّ ويُقْصَرُ والمَدُّ أَعْرَفُ الصحاح والوَقْبَى ماءٌ لبني مازِنٍ قال أَبو الغُول الطُّهَويُّ
هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقْبَى بضَرْبٍ ... يُؤَلِّفُ بين أَشْتاتِ المَنُون
قال ابن بري صوابُ إِنْشادِه حِمَى الوَقَبَى بفتح القاف والحِمَى المكان الممنوع يقال أَحْمَيْتُ الموضعَ إِذا جعلته حِمًى فأَما حَمَيْتُه فهو بمعنى حَفِظْته والأَشْتاتُ جمع شَتٍّ وهو المتفرّق وقوله يؤَلِّف بين أَشْتاتِ المَنُون أَراد أَن هذا الضربَ جمع بينَ مَنايا قوم متفرّقي الأَمكنة لو أَتَتْهُم مَناياهم في أَمكنتهم فلما اجتمعوا في موضع واحد أَتَتْهُم المنايا مجتمعة
( وقت ) الوَقْتُ مقدارٌ من الزمانِ وكلُّ شيء قَدَّرْتَ له حِيناً فهو مُؤَقَّتٌ وكذلك ما قَدَّرْتَ غايتَه فهو مُؤَقَتٌ ابن سيده الوَقْتُ مقدار من الدهر معروف وأَكثر ما يُستعمل في الماضي وقد اسْتُعْمِلَ في المستقبل واسْتَعْمَلَ سيبويه لفظ الوَقْتِ في المكان تشبيهاً بالوقت في الزمان لأَنه مقدار مثله فقال ويَتَعَدَّى إِلى ما كان وقتاً في المكان كمِيلٍ وفَرْسخ وبَرِيد والجمع أَوْقاتٌ وهو المِيقاتُ ووَقْتٌ مَوْقُوتٌ ومُوَقَّتٌ مَحْدُود وفي التنزيل العزيز إِنَّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً مَوْقُوتاً أَي مُؤَقَّتاً مُقَدَّراً وقيل أَي كُتِبَتْ عليهم في أَوقاتٍ مُوَقَّتة وفي الصحاح أَي مَفْروضات في الأَوْقات وقد يكون وَقَّتَ بمعنى أَوْجَبَ عليهم الإِحرامَ في الحد والصلاة عند دخول وقْتِها والمِيقاتُ الوَقْتُ المضْروبُ للفعل والموضع يقال هذا مِيقاتُ أَهلِ الشأْم للموضع الذي يُحْرِمُون منه وفي الحديث أَنه وَقَّتَ لأَهل المدينة ذا الحُلَيْفة قال ابن الأَثير وقد تكرر التَّوْقيت والمِيقاتُ قال فالتَّوْقِيتُ والتَّأْقِيتُ أَن يُجْعَل للشيءِ وَقْتٌ يختض به وهو بيانُ مقدار المُدَّة وتقول وقَّتَ الشيءَ يُوَقِّته ووَقَتَهُ يَقِتُه إِذا بَيَّنَ حَدَّه ثم اتُّسِعَ فيه فأُطْلِقَ على المكان فقيل للموضع مِيقاتٌ وهو مِفْعال منه وأَصله مِوْقاتٌ فقُلبت الواو ياء لكسرة الميم وفي حديث ابن عباس لم يَقِتْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الخمر حَدًّا أَي لم يُقَدِّرْ ولم يَحُدَّه بعدد مخصوص والمِيقاتُ مصدر الوَقْتِ والآخرةُ مِيقاتُ الخلق ومواضعُ الإِحرام مواقيتُ الحاجِّ والهلالُ ميقاتُ الشهر ونحو ذلك كذلك