كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)
وإناءٌ أَدِيٌّ صغير وسِقاءٌ أَدِيٌّ بَينَ الصغير والكبير ومالٌ أَدِيٌّ ومتاع أَدِيٌّ كلاهما قليل ورجلٌ أَدِيٌّ ومتاع أَدِيٌّ كلاهما قليل ورجلٌ أَدِيٌّ خفيف مشمِّر وقَطَع الله أَدَيْه أَي يَدَيه وثوب أَدِيٌّ ويَدِيٌّ إذا كان واسعاً وأَدَى الشيءُ كَثُر وآداهُ مالُه كَثُرَ عليه فَغلَبَه قال إذا آداكَ مالُكَ فامْتَهِنْه لِجادِيه وإنْ قَرِعَ المُراحُ وآدَى القومُ وتَآدَوْا كَثُروا بالموضع وأَخصبوا
( تفسير ) إِذْ وإِذا وإِذْنْ مُنَوَّنةً قال الليث تقول العرب إِذْ لما مضَى وإِذا لما يُسْتَقْبَل الوقتين من الزمان قال وإِذا جواب تأْكيد للشرط يُنوَّن في الاتصال ويسكن في الوقف وقال غيره العرب تضع إِذ للمستقبل وإِذا للماضي قال الله عز وجل ولو تَرَى إِذْ فَزِعُوا معناه ولو تَرى إِذْ يَفْزَعُونَ يومَ القيامة وقال الفراء إِنما جاز ذلك لأَنه كالواجب إِذْ كان لا يُشَكُّ في مجيئه والوجه فيه إِذا كما قال الله عز وجل إِذا السماءُ انْشَقَّتْ وإِذا الشمسُ كُوِّرَتْ ويأْتي إِذا بمعنى إِن الشَّرْط كقولك أُكْرِمُك إِذا أَكْرَمْتَني معناه إِن أَكرمتني وأَما إِذ الموصُولةُ بالأَوقات فإِن العرب تصلها في الكتابة بها في أَوْقات مَعْدُودة في حِينَئذ ويَومَئِذ ولَيْلَتَئِذ وغَداتَئِذ وعَشِيَّتَئِذ وساعَتَئِذ وعامَئِذٍ ولم يقولوا الآنَئِذٍ لأَن الآن أَقرب ما يكون في الحال فلما لم يتحوَّل هذا الاسمُ عن وقتِ الحالِ ولم يتباعدْ عن ساعَتِك التي أَنت فيها لم يتمكن ولذلك نُصِبت في كل وجه ولما أَرادوا أَن يُباعِدوها ويُحوِّلوها من حال إِلى حال ولم تَنْقَدْ كقولك أَن تقولوا
( * قوله « كقولك أن تقولوا إلخ » كذا بالأصل وقوله « أزمان الازمنة » كذا به أيضاً ) الآنَئِذ عكسوا ليُعْرَفَ بها وقتُ ما تَباعَدَ من الحال فقالوا حينئذ وقالوا الآن لساعَتِك في التقريب وفي البعد حينئذ ونُزِّل بمنزلتها الساعةُ وساعَتَئذ وصار في حدهما اليوم ويومئذ والحروفُ التي وصفنا على ميزان ذلك مخصوصةٌ بتوقيت لم يُخَصّ به سائر أزمان الأَزمنة نحو لَقِيته سَنةَ خَرَجَ زَيْدٌ ورأَيتُه شَهْرَ تَقَدَّم الحَجَّاجُ وكقوله في شَهْرَ يَصْطادُ الغُلامُ الدُّخَّلا فمن نصب شهراً فإِنه يجعل الإِضافة إِلى هذا الكلام أَجمع كما قالوا زَمَنَ الحَجَّاجُ أَميرٌ قال الليث فإِنَّ
( * كذا بياض بالأصل ) إِذ بكلام يكون صلة أَخرجتها من حد الإِضافة وصارت الإِضافة إِلى قولك إِذ تقول ولا تكون خبراً كقوله عَشِيَّةَ إِذْ تَقُولُ يُنَوِّلُوني كما كانت في الأَصل حيث جَعَلْتَ تَقُولُ صِلةً أَخرجتها من حد الإِضافة
( * قوله « أخرجتها من حد الاضافة إِلى قوله قال الفراء » كذا بالأصل )
وصارت الإِضافة إِذ تقول جملة قال الفراء ومن العرب من يقول كان كذا وكذا وهو إِذْ صَبِيٌّ أَي هُو إِذْ ذاك صبي وقال أَبو ذؤيب نَهَيْتُك عن طِلابِكَ أُمَّ عَمْرٍو بِعافِيَةٍ وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ قال وقد جاء أَوانَئِذٍ في كلام هذيل وأَنشد دَلَفْتُ لها أَوانَئِذٍ بسَهْمٍ نَحِيضٍ لم تُخَوِّنْه الشُّرُوجُ قال ابن الأَنباري في إِذْ وإِذا إِنما جاز للماضي أَن يكون بمعنى المستقبل إِذا وقع الماضي صِلَةً لِمُبْهَم غير مُؤَقت فجَرى مَجْرى قوله إِنَّ الذين كَفَروا ويَصُدُّون عن سبيل الله معناه إِنَّ الذين يكفرون ويَصُدُّون عن سبيل الله وكذلك قوله إِلا الذين تابوا مِنْ قَبْل أَنْ تَقْدِرُوا عليهم معناه إِلا الذين يتوبون قال ويقال لا تَضْرِب إِلا الذي ضَرَبَك إِذا سلمت عليه فتَجِيء بإِذا لأَنَّ الذي غير مُوَقت فلو وَقَّته فقال اضْرِبْ هذا الذي ضَرَبَك إِذ سلَّمْتَ عليه لم يجز إِذا في هذا اللفظ لأَن توقيت الذي أَبطل أَن يكون الماضي في معنى المستقبل وتقول العرب ما هَلَكَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَه فإِذا جاؤوا بإِذا قالوا ما هَلَكَ إِذا عَرَفَ قَدْرَه لأَن الفِعل حَدَثٌ عن منكور يراد به الجنس كأَنَّ المتكلم يريد ما يَهْلِكُ كل امْرِئٍ إِذا عَرَف قَدْرَه ومتى عَرَف قدره ولو قال إذ عرف قدره لوجب توقيت الخبر عنه وأَن يقال ما هَلَك امْرُؤٌ إِذْ عرَف قدره ولذلك يقال قد كنتُ صابراً إِذا ضَرَبْتَ وقد كنتُ صابراً إِذ ضَربتَ تَذهب بإِذا إِلى ترْدِيد الفعل تُريد قد كنتُ صابراً كلَّما ضَرَبْتَ والذي يقول إِذْ ضَرَبْتَ يَذْهَبُ إِلى وقت واحد وإِلى ضرب معلوم معروف وقال غيره إِذا وَلِيَ فِعْلاً أَو اسماً ليس فيه أَلف ولام إِن كان الفعل ماضياً أَو حرفاً متحركاً فالذال منها ساكنة فإِذا وَلِيَتِ اسماً بالأَلف واللام جُرَّت الذال كقولك إِذِ القوم كانوا نازِلينَ بكاظِمةَ وإِذِ الناس مَن عَزَّ بَزَّ وأَما إِذا فإِنها إِذا اتصلت باسم مُعرَّف بالأَلف واللام فإِن ذالها تُفتح إِذا كان مستقبلاً كقول الله عزَّ وجل إِذا الشمسُ كُوِّرَتْ وإِذا النُّجوم انْكَدَرَتْ لأَنَّ معناها إِذا قال ابن الأَنباري إِذا السماء انشقَّت بفتح الذال وما أَشبهها أَي تَنْشَقُّ وكذلك ما أَشبهها وإِذا انكسرت الذال فمعناها إذ التي للماضي غير أَنَّ إِذْ تُوقَع مَوْقع إِذا وإِذا موقع إِذْ قال الليث في قوله تعالى ولَوْ تَرَى إِذ الظَّالِمُون في غَمَراتِ الموت معناه إِذا الظالمون لأَن هذا الأمر مُنْتَظَر لم يَقَع قال أَوس في إِذا بمعنى إِذْ الحافِظُو الناسِ في تَحُوطَ إِذا لم يُرْسِلُوا تَحْتَ عائِذٍ رُبَعا أَي إِذْ لم يُرْسِلُوا وقال على أَثره
الصفحة 49
4980