كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وتَوَقَّمْت الصيدَ قَتَلْتُه وفلانٌ يَتَوَقَّمُ كلامي أي يَتَحَفَّظُه ويَعِيه وواقِمٌ أُطُمٌ من آطامِ المدينة وحَرَّةُ واقِمٍ معروفةٌ مضافة إليه وقد ورد ذكرُها في الحديث قال الشاعر لَوَ انَّ الرَّدى يَزْوَرُّ عن ذي مَهابةٍ لَهابَ خُضَيْراً يومَ أَغْلَقَ واقِما وهو رجل من خَرْوج يقال له خُضَير الكتائب قال ابن بري وذكر بعضهم أَنه حُضَير بالحاء المهملة لا غير ورأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبيّ النحويّ رحمه الله قال ليس حُضَير من الخزرج وإنما هو أَوْسِيّ أَشْهَليّ وحاؤه في أَوله مهملة قال لا أَعلم فيها خلافاً والله أَعلم
( وقن ) التهذيب أَبو عبيد الأُقْنَةُ والوُقْنَةُ موضع الطائر في الجَبَلِ والجمع الأُقْناتُ والوُقْنات والوُكْنات ابن بري وُقْنة الطائر مَحْضِنُه ابن الأَعرابي أَوْقَنَ الرجلُ إذا اصطاد الطير من وُقْنَتِه وهي مَحْضِنُه وكذلك تَوَقَّنَ إذا اصطاد الحمام من مَحَاضِنِها في رؤوس الجبال والتَّوَقُّنُ التَّوَقُّل في الجبل وهو الصُعود فيه ( وقه ) الوَقْهُ الطاعة مقلوب عن الْقاهِ وقد وَقِهْتُ وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ ويروى واسْتَيْقَهُوا للمُحَلِّمِ قال ابن بري الصواب عندي أَن القاه مقلوب من الوَقْه بدلالة قولهم وَقِهْتُ واسْتَيْقَهْتُ ومثل الوَقْهِ والْقاهِ الوجهُ والجاهُ في القلب وروى الأَزهري عن عمرو بن دينار قال في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأَهل نجران لا يُحَرَّكُ راهبٌ عن رَهْبانِيَّتهِ ولا واقِهٌ عن وَقاهِيَتِه ولا أُسْقُفٌّ عن أُسْقُفِّيَّتِهِ شهد أَبو سفيان بنُ حَرْبٍ والأَقرعُ بن حابِسٍ قال الأَزهري هكذا رواه لنا أَبو زيد بالقاف والصواب وافِهٌ عن وَفْهِيَّتهِ كذلك قال ابن بُزُرْج بالفاء ورواه ابن الأَعرابي و اهِفٌ وكأَنه مقلوب ( وقي ) وقاهُ اللهُ وَقْياً وَوِقايةً وواقِيةً صانَه قال أَبو مَعْقِل الهُذليّ فَعادَ عليكِ إنَّ لكُنَّ حَظّاً وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ وفي الحديث فَوقَى أَحَدُكم وجْهَه النارَ وَقَيْتُ الشيء أَقِيه إذا صُنْتَه وسَتَرْتَه عن الأَذى وهذا اللفظ خبر أُريد به الأمر أي لِيَقِ أَحدُكم وجهَه النارَ بالطاعة والصَّدَقة وقوله في حديث معاذ وتَوَقَّ كَرائَمَ أَموالِهم أَي تَجَنَّبْها ولا تأْخُذْها في الصدَقة لأَنها تَكرْمُ على أَصْحابها وتَعِزُّ فخذ الوسَطَ لا العالي ولا التَّازِلَ وتَوقَّى واتَّقى بمعنى ومنه الحديث تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ أَي اسْتَبْقِ نَفْسك ولا تُعَرِّضْها للتَّلَف وتَحَرَّزْ من الآفات واتَّقِها وقول مُهَلْهِل ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وقالت يا عَدِيًّا لقد وَقَتْكَ الأَواقي
( * قوله « ضربت إلخ » هذا البيت نسبه الجوهري وابن سيده إلى مهلهل وفي التكملة وليس البيت لمهلهل وإنما هو لأخيه عدي يرثي مهلهلاً وقيل البيت ظبية من ظباء وجرة تعطو بيديها في ناضر الاوراق أراد بها امرأته شبهها بالظباء فأجرى عليها أوصاف الظباء )
إِنما أراد الواو في جمع واقِيةٍ فهمز الواو الأُولى ووقاهُ صانَه ووقاه ما يَكْرَه ووقَّاه حَماهُ منه والتخفيف أَعلى وفي التنزيل العزيز فوقاهُمُ الله شَرَّ ذلك اليومِ والوِقاءُ والوَقاء والوِقايةُ والوَقايةُ والوُقايةُ والواقِيةُ كلُّ ما وقَيْتَ به شيئاً وقال اللحياني كلُّ ذلك مصدرُ وَقَيْتُه الشيء وفي الحديث من عَصى الله لم يَقِه منه واقِيةٌ إِلا بإِحْداث تَوْبةٍ وأَنشد الباهليُّ وغيره للمُتَنَخِّل الهُذَلي لا تَقِه الموتَ وقِيَّاتُه خُطَّ له ذلك في المَهْبِلِ قال وقِيَّاتُه ما تَوَقَّى به من ماله والمَهْبِلُ المُسْتَوْدَعُ ويقال وقاكَ اللهُ شَرَّ فلان وِقايةً وفي التنزيل العزيز ما لهم من الله من واقٍ أَي من دافِعٍ ووقاه اللهُ وِقاية بالكسر أَي حَفِظَه والتَّوْقِيةُ الكلاءة والحِفْظُ قال إِنَّ المُوَقَّى مِثلُ ما وقَّيْتُ وتَوَقَّى واتَّقى بمعنى وقد توَقَّيْتُ واتَّقَيْتُ الشيء وتَقَيْتُه أَتَّقِيه وأَتْقِيه تُقًى وتَقِيَّةً وتِقاء حَذِرْتُه الأَخيرة عن اللحياني والاسم التَّقْوى التاء بدل من الواو والواو بدل من الياء وفي التنزيل العزيز وآتاهم تَقْواهم أَي جزاء تَقْواهم وقيل معناه أَلهَمَهُم تَقْواهم وقوله تعالى هو أَهلُ التَّقْوى وأَهلُ المَغْفِرة أَي هو أَهلٌ أَن يُتَّقَى عِقابه وأَهلٌ أَن يُعمَلَ بما يؤدّي إِلى مَغْفِرته وقوله تعالى يا أَيها النبيُّ اتَّقِ الله معناه اثْبُت على تَقْوى اللهِ ودُمْ عليه
( * قوله « ودم عليه » هو في الأصل كالمحكم بتذكير الضمير ) وقوله تعالى إِلا أَن تتقوا منهم تُقاةً يجوز أَن يكون مصدراً وأَن يكون جمعاً والمصدر أَجود لأَن في القراءة الأُخرى إِلا أَن تَتَّقُوا منهم تَقِيَّةً التعليل للفارسي التهذيب وقرأَ حميد تَقِيَّة وهو وجه إِلا أَن الأُولى أَشهر في العربية والتُّقى يكتب

الصفحة 4901