كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

ويُظهرون الصُّلْحَ والاتِّفاق وباطنهم بخلاف ذلك قال والتَّقْوى اسم وموضع التاء واو وأَصلها وَقْوَى وهي فَعْلى من وَقَيْتُ وقال في موضع آخر التَّقوى أَصلها وَقْوَى من وَقَيْتُ فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء ثم تركت التاءُ في تصريف الفعل على حالها في التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ والاتِّقاءِ قال والتُّفاةُ جمع ويجمع تُقِيّاً كالأُباةِ وتُجْمع أُبِيّاً وتَقِيٌّ كان في الأَصل وَقُويٌ على فَعُولٍ فقلبت الواو الأُولى تاء كما قالوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج قالوا والثانية قلبت ياء للياءِ الأَخيرة ثم أُدغمت في الثانية فقيل تَقِيٌّ وقيل تَقيٌّ كان في الأَصل وَقِيّاً كأَنه فَعِيل ولذلك جمع على أَتْقِياء الجوهري التَّقْوى والتُّقى واحد والواو مبدلة من الياءِ على ما ذكر في رَيّا وحكى ابن بري عن القزاز أَن تُقًى جمع تُقاة مثل طُلاةٍ وطُلًى والتُّقاةُ التَّقِيَّةُ يقال اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً قال ابن بري جعلهم هذه المصادر لاتَّقى دون تَقى يشهد لصحة قول أَبي سعيد المتقدّم إنه لم يسمع تَقى يَتْقي وإِنما سمع تَقى يَتَقي محذوفاً من اتَّقى والوِقايةُ التي للنساءِ والوَقايةُ بالفتح لغة والوِقاءُ والوَقاءُ ما وَقَيْتَ به شيئاً والأُوقِيَّةُ زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وزنة أَربعين درهماً وإن جعلتها فُعْلِيَّة فهي من غير هذا الباب وقال اللحياني هي الأُوقِيَّةُ وجمعها أَواقِيُّ والوَقِيّةُ وهي قليلة وجمعها وَقايا وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه لم يُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتي عشرة أُوقِيَّةً ونَشٍّ فسرها مجاهد فقال الأُوقِيَّة أَربعون درهماً والنَّشُّ عشرون غيره الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ قال الأَزهري واللغة أُوقِيَّةٌ وجمعها أَواقيُّ وأَواقٍ وفي حديث آخر مرفوع ليس فيما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ قال أَبو منصور خمسُ أَواقٍ مائتا دِرْهم وهذا يحقق ما قال مجاهد وقد ورد بغير هذه الرواية لا صَدَقة في أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي والجمع يشدَّد ويخفف مثل أُثْفِيَّةٍ وأَثافِيَّ وأثافٍ قال وربما يجيء في الحديث وُقِيّة وليست بالعالية وهمزتها زائدة قال وكانت الأُوقِيَّة قديماً عبارة عن أَربعين درهماً وهي في غير الحديث نصف سدس الرِّطْلِ وهو جزء من اثني عشر جزءاً وتختلف باختلاف اصطلاح البلاد قال الجوهري الأُوقيَّة في الحديث بضم الهمزة وتشديد الياء اسم لأَربعين درهماً ووزنه أُفْعولةٌ والأَلف زائدة وفي بعض الروايات وُقِية بغير أَلف وهي لغة عامية وكذلك كان فيما مضى وأَما اليوم فيما يَتعارَفُها الناس ويُقَدِّر عليه الأَطباء فالأُوقية عندهم عشرة دراهم وخمسة أَسباع درهم وهو إِسْتار وثلثا إِسْتار والجمع الأَواقي مشدداً وإِن شئت خففت الياء في الجمع والأَواقِي أَيضاً جمع واقِيةٍ وأَنشد بيت مهَلْهِلٍ لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي وقد تقدّم في صدر هذه الترجمة قال وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل إِلا أَنهم كرهوا اجتماع الواوين فقلبوا الأُولى أَلفاً وسَرْجٌ واقٍ غير مِعْقَر وفي التهذيب لم يكن مِعْقَراً وما أَوْقاه وكذلك الرَّحْل وقال اللحياني سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء مدود وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ ووَقَى من الحَفَى وَقْياً كوَجَى قال امرؤ القيس وصُمٍّ صِلابٍ ما يَقِينَ مِنَ الوَجَى كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ ويقال فرس واقٍ إِذا كان يَهابُ المشيَ من وَجَع يَجِده في حافِره وقد وَقَى يَقِي عن الأَصمعي وقيل فرس واقٍ إِذا حَفِيَ من غِلَظِ الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الموضع الغليظ قال ابن أَحمر تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها شُمِّ السّنابِك لا تَقِي بالجُدْجُدِ أَي لا تشتكي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها وفرس واقِيةٌ للتي بها ظَلْعٌ والجمع الأَواقِي وسرجٌ واقٍ إِذا لم يكن مِعْقَراً قال ابن بري والواقِيةُ والواقِي بمعنى المصدر قال أَفيون التغْلبي لَعَمْرُك ما يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي إِذا هُو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيا ويقال للشجاع مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا وَقِ على ظَلْعِك أَي الزَمْه وارْبَعْ عليه مثل ارْقَ على ظَلْعِك وقد يقال قِ على ظَلْعِك أَي أَصْلِحْ أَوَّلاً أَمْرَك فتقول قد وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً التهذيب أَبو عبيدة في باب الطِّيرَةِ والفَأْلِ الواقِي الصُّرَدُ مثل القاضِي قال مُرَقِّش ولَقَدْ غَدَوْتُ وكنتُ لا أَغْدُو على واقٍ وحاتِمْ فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ والأَيامِنُ كالأَشائِمْ قال أَبو الهيثم قيل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا يَنبَسِط في مشيه فشُبّه بالواقِي من الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ والواقِي الصُّرَدُ قال خُثَيْمُ بن عَدِيّ وقيل هو للرَّقَّاص

الصفحة 4903