كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

بَيْعَتين في بَيْعَةٍ فله أَوْكَسُهما أَو الرِّبا قال الخطابي لا أَعلم أَحداً قال بظاهر هذا الحديث وصحَّحَ البيعَ بأَوْكَس الثَّمَنَين إِلا ما يحكى عن الأَوْزاعي وذلك لما يتضمنه من الغَرَر والجهالة قال فإِن كان الحديث صحيحاً فيشبه أَن يكون ذلك حكومة في شيء بعينه كأَن أَسلفه ديناراً في قَفِيز بُرٍّ إِلى أَجَل فلما حلَّ طالبه فجعله قفيزين إِلى أَمَدٍ آخر فهذا بيع ثان دخل على البيع الأَول فيُرَدَّانِ إِلى أَوْكَسِهما أَي أَنقصهما وهو الأَول فإِن تبايَعا البيع الثاني قبل أَن يتقابضا كانا مُرْبِيَيْن وقد وُكِسَ في السلعة وَكْساً وأُوكِس الرجل إِذا ذهب مالُه والوَكْس دخول القمر في نجمٍ غدوة قال هَيَّجها قَبْل ليالي الوَكْس أَبو عمرو الوَكْس منزل القمر الذي يُكْسف فيه وبَرأَت الشجَّة على وَكْسٍ إِذا بقي في جوفها شيء ويقال وُكِسَ فلانٌ في تجارته وأُوكِسَ أَيضاً على ما لم يسمِّ فاعله فيهما أَي خَسِرَ وفي الحديث أَن معاوية كتب إِلى الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنهما إِني لم أَكِسْك ولم أَخِسْك قال ابن الأَعرابي لم أَكِسْك لم أَنْقِمْك ولم أَخِسْك أَي لم أُباعِدْك مما تُحب والأَوّل من وَكَس يَكِسُ والثاني من خاسَ يَخِيس به أَي لم أَنْقُصْك حقك ولم أَنقُض عهدك
( وكظ ) وكَظَ على الشيء وواكَظَ واظَبَ قال حميد ووَكَظَ الجَهْدُ على أَكْظامِها أَي دامَ وثَبَتَ اللحياني فلان مُواكِظٌ على كذا وواكِظٌ ومُواظِبٌ وواظِبٌ ومُواكِبٌ وواكِبٌ أَي مُثابِر والمُواكَظةُ المُداومَة على الأَمر وقوله تعالى إِلا ما دُمْت عليه قائماً قال مجاهد مُواكِظاً ومَرَّ يَكِظُه إِذا مرّ يطْرُد شيئاً من خلفه أَبو عبيدة الواكِظُ الدَّافع ووَكظَه يَكِظُه وَكْظاً دَفَعه وزَبَنه فهو مَوْكوظ وتَوَكَّظ عليه أَمرُه التوى كتَعَكَّظ وتَنَكَّظ كل ذلك بمعنى واحد ( وكع ) وكعَتْه العَقْربُ بإِبرَتِها وَكْعاً ضربته ولدَغَتْه وكَوَتْه وأَنشد ابن بري للقطامي سَرَى في جَلِيدِ الليْلِ حتى كأَنَّما تَحَرَّمَ بالأَطْرافِ وكْعَ العَقارِبِ وقد يكون للأَسوَدِ من الحيّاتِ قال عروة بن مرة الهذلي ودافَعَ أُخْرى القومِ ضَرْبٌ خَرادِلٌ ورَمْيُ نِبالٍ مِثلُ وَكْعِ الأَساوِدِ
( * قوله « ودافع إلخ » في شرح القاموس ودافع اخرى القوم ضرباً خرادلاً )
أَورده الجوهري ورَمْيِ نِبالٍ مثلِ بالخفض قال ابن بري صوابه بالرفع ووَكَعَ البعيرُ سقط عن ابن الأَعرابي وأَنشد خِرْقٌ إِذا وَكَعَ المَطِيُّ من الوَجى لَمْ يَطْوِ دُونَ رَفيقِه ذا المِزْوَدِ ورواه غيره رَكَعَ أَي انْكَبَّ وانثَنى وذا المِزْودِ يعين الطعامَ لأَنه في المزود يكون الوَكَعُ مَيْل الأَصابع قِبَلَ لسبَّابةِ حتى تصير كالعُقْفة خِلْقة أَو عَرَضاً وقد يكون في إِبهام الرجل فيُقْبِلُ الإِبهامُ على السبَّابة حتى يُرى أَصلُها خارجاً كالعُقْدةِ وَكِعَ وَكَعاً وهو أَوْكَعُ وامرأَة وَكْعاء وقال الليث الوَكَعُ مَيَلانٌ في صَدْر القدَم نحو الخِنْصِر وربما كان في إِبهام اليد وأَكثر ما يكون ذلك للإِماء اللواتي يَكْددْنَ في العمَل وقيل الوَكَعُ ركوبُ الإِبهامِ على السبابة من الرِّجْل يقال يا ابن الوَكْعاء قال ابن بري قد جمعوه في الشعرعلى وكَعَةٍ قال الشاعر أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهِمْ تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعهْ معنى أَحْصَنوا زَوَّجوا والأَوكَعُ الأَحْمَقُ الطويلُ ورجل أَوكَعُ بقول لا إِذا سئل عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي وربما قالوا عبدٌ أَوْكَعُ يريدون اللئيم وأُمةٌ وكْعاء أَي حَمْقاءُ ابن الأَعرابي في رُسْغِه وكَعٌ وكَوَع إِذا التوى كوعُه وقال أَبو زيد الوَكَعُ في الرجل انقِلابُها إِلى وَحْشِيِّها واللَّكاعةُ اللؤمُ والوَكاعةُ الشدَّةُ وفرسٌ وكِيعٌ صُلبٌ غلِيظ شديدٌ ودابّةٌ وكِيعٌ ووَكُعَ الفرسُ وَكاعةً فهو وكِيعٌ صَلُبَ إِهابُه واشتَدّ والأُنثى بالهاء وإِياها عنى الفرزدق بقوله ووَفْراءَ لَمْ تُحْرَزْ بسَيْرٍ وكِيعةٍ غَدوْتُ بها طَبّاً يَدِي بِرِشائِها ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِيًّ جُلُودُه كَنَجْمِ الثُّرَيّا أَسْفَرَتْ مِنْ عَمائِها وفْراء أَي وافرة يعني فرساً أُنثى وكِيعة وثيقة الخَلْقِ شديدة ويقال قد أَسْمَنَ القومُ وأَوْكَعُوا إِذا سمنت إِبلهم وغَلُظَتْ من الشحم واشتدّن وكلُّ وثيق شديد فهو وَكِيعٌ والوَكِيعةُ من الإِبلِ الشديدةُ المَتِينةُ وسِقاءٌ وَكِيعٌ مَتِينٌ مُحكَمُ الجِلْدِ والخَرْز شديدُ المَخارِزِ لا يَنْضَحُ واسْتوْكَعَ السقاءُ إِذا مَتُنَ واشتدَّت مَخارِزُه
( * قوله « واشتدت مخارزه » كذا في الأصل بشين معجمة وفي القاموس واشتدت قال شارحة بالسين المهملة على الصواب وفي بعض النسخ بالمعجمة وهو خطأ ) بعدما شُرِّبَ ومَزادةٌ وَكِيعةٌ قُوِّرَ ما ضَعُفَ من أَديمها وأُلقي وخُرِزَ ما صَلُب منه وبقي وفَرْوٌ وكِيعٌ مَتِينٌ وقيل كل صلب وَكِيعٌ وقيل الوَكِيعُ من كل شيء الغليظ المتين وقد وكُعَ

الصفحة 4907