كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

لا تَدَّخِري وتَشُدِّي ما عندك وتمنعي ما في يدك فتنقطع مادّة الرزق عنك وأَوْكَى فمه سدّه وفلان يُوكِي فلاناً يأْمره أَن يَسُدَّ فاه ويسكت وفي حديث الزبير أَنه كان يُوكي بين الصَّفا والمَرْوة سَعْياً أَي يَملأَ ما بينهما سَعْياً كما يُوكى السِّقاء بعد المَلْء وقيل كان يسكت قال أَبو عبيد هو عندي من الإِمساك عن الكلام أَي لا يتكلَّم كأَنه يُوكي فاه فلا يتكلَّم ويروى عن أَعرابي أَنه سمع رجلاً يَتكلَّم فقال أَوْكِ حَلْقك أَي سُدَّ فَمَك واسكت قال أَبو منصور وفيه وجه آخر قال وهو أَصح عندي مما ذهب إِليه أَبو عبيد وذلك لأَن الإِيكاء في كلام العرب يكون بمعنى السَّعْي الشديد ومما يدل عليه قوله في حديث الزبير إِنه كان يُوكي ما بينهما سَعْياً قال وقرأَت في نوادر الأَعراب المحفوظة عنهم الزُّوازِية المُوكي الذي يتَشددُ في مَشْيِه فمعنى المُوكي الذي يتشدد في مشيه وروي عن أَحمد بن صالح أَنه قال في حديث الزبير إِنه كان إِذا طاف بالبيت أَوكى الثَّلاثَ سَعْياً يقول جعله كله سعياً قال أَبو عبيد بعد أَن ذكر في تفسير حديث الزبير ما ذكرنا قال إِن صح أَنه كان يُوكي ما بين الصفا والمروة سعياً فإِن وجهه أَن يملأَ ما بينهما سعياً لا يمشي على هينته في شيء من ذلك قال وهذا مشبَّه بالسقاء أَو غيره يُملأ ماء ثم يُوكى عليه حيث انتهى الامْتِلاء قال الأَزهري وإِنما قيل للذي يشتد عَدْوُه مُوكٍ لأَنه كأَنه قد ملأَ ما بين خَواءِ رجليه عَدْواً وأَوْكى عليه والعرب تقول ملأَ الفَرسُ فُروجَ دَوارِجه عَدْواً إِذا اشتدَّ حُضْره والسِّقاء إِنما يوكى على مَلْئِه ابن شميل اسْتَوْكى بطن الإِنسان وهو أَن لا يخرج منه نَجْوُه ويقال للسقاء ونحوه إِذا امْتلأَ قد اسْتَوْكى ووَكَّى الفرسُ المَيْدانَ شَدًّا مَلأَه وهو من هذا ويقال اسْتَوْكَتِ الناقة واستوكتِ الإِبل اسْتِيكاء إِذا امتلأَت سِمَناً ويقال فلان مُوكي الغُلْمة ومُزِكُّ الغُلْمة ومُشِطُّ الغُلْمة إِذا كانت به حاجة شديدة إِلى الخلاط ( ولب ) وَلَبَ في البيتِ والوجهِ دخَل والوالِبةُ فِراخُ الزَّرْعِ لأَنها تَلِبُ في أُصُول أُمَّهاتِه وقيل الوالِبةُ الزَّرْعةُ تَنْبُتُ من عُروق الزَّرعة الأُولى تَخْرُجُ الوُسْطَى فهي الأُمُّ وتَخْرُجُ الأَوالِبُ بعد ذلك فَتَلاحَقُ ووَالبةُ القوم أَولادُهم ونَسْلُهُم أَبو العباس سمعَ ابن الأَعرابي يقول الوالبةُ نَسْلُ الإِبل والغَنَم والقَومِ ووَالبةُ الإِبلِ نَسْلُها وأَوْلادُها قال الشَّيْباني الوالِبُ الذاهِبُ في الشيءِ الداخلُ فيه وقال عُبَيْدٌ القُشَيْرِيّ
رأَيتُ عُمَيراً والِباً في دِيارِهِمْ ... وبئس الفَتى إِن نابَ دَهْرٌ بِمُعْظَمِ
وفي رواية أَبي عمرو رأَيتُ جُرَيّاً ووَلَبَ إِليه الشيءُ يَلِبُ وُلوباً وَصَلَ إِليه كائناً ما كان ووالبةُ اسْمُ مَوضِع قالت خِرْنِقُ مَنَتْ لَهُمُ بوالِبَةَ المَنايا ووالبةُ اسمُ رجلٍ ( ولت ) ولَتَه حَقَّه وَلْتاً نَقَصَه وفي حديث الشُّورَى وتُولِتُوا أَعْمالكم أَي تَنْقُصوها يقال لاتَ يَلِيتُ وأَلَتَ يَأْلِتُ وهو في الحديث من أَوْلَتَ يُولِتُ أَو من آلَتَ يُؤْلِتُ إِن كان مهموزاً قال القتيبي ولم أَسمع هذه اللغة إِلا من هذا الحديث ( ولث ) الوَلْثُ عَقْدُ العَهْدِ بين القوم وقيل هو ضَعْفُ العُقْدَة يقال وَلَثَ لي وَلْثاً لم يُحْكِمْه أَي عاهدني يقال وَلْثَ من عهد أَي شَيْءٌ قيل والوَلْثُ عَقْدٌ ليس بمحكَم ولا مؤكد وهو الضعيف ومنه وَلْثُ السحاب وهو النَّدَى اليسيرُ وقيل الوَلْثُ العهد المحكم وقيل الوَلْثُ الشيء اليسير من العهد وفي حديث ابن سيرين أَنه كان يكره شراء سَبْيِ زابَلٍ وقال إِن عثمان وَلَثَ لهم وَلْثاً أَي أَعطاهم شيئاَ من العهد ويقال وَلَثْتُ لكَ أَلِث وَلْثاً أَي وَعَدْتك عِدَّةً ضعيفة ويقال لهم وَلْثٌ ضعيف وَوَلْثٌ مُحْكَم وقال المسيب بن عَلسٍ في الوَلْثِ المحكَم كما امْتَنَعَتْ أَولادُ يَقْدمَ مِنْكُمُ وكان لها وَلْثٌ من العَقْدِ مُحْكَمُ الجوهري الوَلْثُ العهدُ بين القوم يقع من غير قصد ويكون غير مؤكد يقال وَلَثَ له عَقْداً والوَلْثُ اليسير من الضرب والوجع وقيل البقية منه وقد وَلَثَ ولْثاً وَوَلِثَ وَلَثاً وقيل الوَلْثُ كلُّ يسير من كثير عن ابن الأَعرابي وبه فسر قول عمر رضي الله عنه لرأْس الجالوت وفي رواية الجاثَلِيقِ لولا وَلْثٌ لك من عهد لضربتُ عُنُقَك أَي طَرَفٌ من عَقْدٍ أَو يسيرٌ منه وأَما ثعلب فقال الوَلْثُ الضعيف من العهود أَبو مرة القشيري الوَلْثُ من الضرب الذي ليس فيه جراحة فوقَ الثياب قال وطَرَقَ رجلٌ قوماً يطلب امرأَةً وعَدَتْهُ فوقع على رجل فصاح به فاجتمع الحيُّ عليه فوَلَثُوه ثم أُفْلِتَ والوَلْثُ بَقِيَّةُ العجين في الدَّسِيعَةِ وبقية الماء في المُشَقَّرِ والفَضْلَةُ من النبيذ

الصفحة 4912