كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

بفتح الواو وكسرها فمن فتح جعلها من النصرة والنسب قال : والوِلايةُ التي بمنزلة الإِمارة مكسورة ليفصل بين المعنيين وقد يجوز كسر الولاية لأَن في تولي بعض القوم بعضاً جنساً من الصِّناعة والعمل وكل ما كان من جنس الصِّناعة نحو القِصارة والخِياطة فهي مكسورة . قال : و الوِلايةُ على الإِيمان واجبة { المؤمنون بعضُهم أَولياء بعض } وَليٌّ بيِّن الوَلاية و وَالٍ بيِّن الوِلاية . و الوَلِيُّ : وليُّ اليتيم الذي يلي أَمرَه ويقوم بكِفايته . ووَليُّ المرأَةِ : الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يَدَعُها تسْتَبِدُّ بعقد النكاح دونه . وفي الحديث : أَيُّما امرأَة نكحت بغير إِذن مولاها فنِكاحُها باطل وفي رواية : وَلِيِّها أَي مُتَوَلِّي أَمرِها . وفي الحديث : أَسأَلُك غِنايَ وغِنى مولاي . وفي الحديث : من أَسْلم على يده رجل فهو مولاه أَي يَرِثه كما يَرِث من أَعتقه . وفي الحديث : أَنه سئل عن رجل مُشْرِك يُسْلِم على يد رجل من المسلمين فقال : هو أَولى الناس بمَحْياه ومماته أَي أَحَقُّ به من غيره قال ابن الأَثير : ذهب قوم إِلى العمل بهذا الحديث واشترط آخرون أَن يُضِيف إِلى الإِسلام على يده المُعاقَدة والمُوالاة وذهب أَكثر الفقهاء إِلى خلاف ذلك وجعلوا هذا الحديث بمعنى البِرِّ والصِّلة ورَعْي الذِّمام ومنهم من ضعَّف الحديث . وفي الحديث : أَلحِقُوا المالَ بالفَرائضِ فما أَبقت السِّهام فلأَوْلى رجل ذكَر أَي أَدنى وأَقرب في النسب إِلى الموروث . ويقال : فلان أَولى بهذا الأَمر من فلان أَي أَحق به . وهما الأَولَيانِ الأَحَقَّانِ . قال الله تعالى : { من الذين اسْتَحَقَّ عليهم الأَوْلَيانِ } قرأَ بها علي عليه السلام وبها قرأَ أَبو عمرو ونافع وكثير وقال الفراء : من قرأَ الأَوْلَيانِ أَراد وَلِيّي الموْروث وقال الزجاج : الأَوْلَيانِ في قول أَكثر البصريين يرتفعان على البدل مما في يقومان المعنى : فليَقُم الأَوْليانِ بالميت مَقام هذين الجائيين ومن قرأَ الأَوَّلِين ردَّه على الذين وكأَن المعنى من الذين استحق عليهم أَيضاً الأَوَّلِين قال : وهي قراءة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وبها قرأَ الكوفيون واحتجوا بأَن قال ابن عباس أَرأَيت إِن كان الأَوْلَيانِ صغيرين . وفلان أَولى بكذا أَي أَحْرى به وأَجْدَرُ . يقال : هو الأَولى وهم الأَوالي و الأَوْلَوْنَ على مثال الأَعلى والأَعالي والأَعْلَوْنَ . وتقول في المرأَة : هي الوُلْيا وهما الوُلْيَيانِ وهُنَّ الوُلى وإِن شئت الوُلْيَياتُ مثل الكُبْرى والكُبْرَيانِ والكُبَرُ والكُبْرَيات . وقوله عز وجل : { وإِني خِفْتُ المَواليَ من ورائي } قال الفراء : المَوالي ورثَةُ الرجل وبنو عمِّه قال : و الوَلِيُّ و المَوْلى واحد في كلام العرب . قال أَبو منصور : ومن هذا قول سيدنا رسولُا أَيُّما امرأَةٍ نَكَحَتْ بغير إِذن مَوْلاها ورواه بعضهم : بغير إِذن وَلِيِّها لأَنهما بمعنى واحد . وروى ابن سلام عن يونس قال : المَوْلى له مواضع في كلام العرب : منها المَوْلى في الدِّين وهو الوَلِيُّ وذلك قوله تعالى : { ذلك بأَنَّ الله مَوْلى الذين آمنوا وأَنَّ الكافرين لا مَوْلى لهم } أَي لا وَلِيَّ لهم ومنه قول سيدنا رسولُا : مَنْ كنتُ مَولاه فعليٌّ مَولاه أَي مَن كنتُ وَلِيَّه قال : وقوله عليه السلام مُزَيْنَة وجُهَيْنَةُ وأَسْلَمُ وغِفارُ مَوالي الله ورسوله أَي أَوْلِياء ا قال : و المَوْلى العَصَبةُ ومن ذلك قوله تعالى : { وإِني خِفْتُ الموالي مِن ورائي } وقال اللِّهْبِيُّ يخاطب بني أُمية : مَهْلاً بَني عَمِّنا مَهْلاً مَوالِينا إِمْشُوا رُوَيْداً كما كُنْتُم تَكُونونا قال : و المَوْلى الحَلِيفُ وهو من انْضَمَّ إِليك فعَزَّ بعِزِّك وامتنع بمَنَعَتك قال عامر الخَصَفِي من بني خَصَفَةَ : همُ المَوْلى وإِنْ جَنَفُوا عَلَيْناوإِنَّا مِنْ لِقائِهم لَزُورُ قال أَبو عبيدة : يعني المَوالِي أَي بني العم وهو كقوله تعالى : { ثم يخرجكم طِفْلاً } و المَوْلى : المُعْتَقُ انتسب بنسبك ولهذا قيل للمُعْتَقِين المَوالي قال : وقال أَبو الهيثم المَوْلى على ستة أَوجه : المَوْلى ابن العم والعمُّ والأَخُ والابنُ والعَصباتُ كلهم و المَوْلى الناصر و المولى الولي الذي يَلِي عليك أَمرك قال : ورجل وَلاء وقوم وَلاء في معنى وَلِيَّ و أَوْلِياء لأَن الوَلاء مصدر و المَوْلى مَوْلى المُوالاة وهو الذي يُسْلِمُ على يدك و يُواليك و المَوْلى مَوْلى النِّعْمة وهو المُعْتِقُ أَنعم على عبده بعتقِه و المَوْلى المُعْتَقُ لأَنه ينزل منزلة ابن العم يجب عليك أَن تنصره وترثه إِنْ مات ولا وارث له فهذه ستة أَوجه . وقال الفراء في قوله تعالى : { لا يَنهاكم الله عن الذين لم يُقاتِلوكم في الدِّين } قال : هؤلاء خُزاعةُ كانوا عاقَدُوا النبي أَن لا يُقاتِلوه ولا يُخرجوه فأُمِر النبي بالبِرِّ والوَفاء إِلى مدَّة أَجلهم ثم قال : { إِنما يَنهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأَخرجوكم من دِياركم وظَاهروا على إخراجكُم } 1 أَن تَولَّوْهم أَي تَنْصُروهم يعني أَهل مكة قال أَبو منصور : جعل التولي ههنا بمعنى النَّصْر من الوَلِيّ و المَوْلى وهو الناصر . وروي أَن النبي قال : من تَوَلاَّني فلْيَتَوَلَّ عَلِيَّاً معناه من نَصَرَني

الصفحة 4921