كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)
فعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسَبُ أَنَّه مَوْلى المَخافةِ خَلْفَها وأَمامَها فيريد أَنه أَولى موضع أَن تكون فيه الحَرب وقوله : فعدت تم الكلام كأَنه قال : فعدت هذه البقرة وقطع الكلام ثم ابتدأَ كأَنه قال تحسب أَنَّ كِلا الفَرْجَيْنِ مَوْلى المَخافة . وقد أَوْلَيْتُه الأَمرَ و وَلَّيْتُه إِياه . و وَلَّتْه الخمسون ذَنَبَها عن ابن الأَعرابي أَي جعلت ذنبها يَلِيه و وَلاَّها ذَنَباً كذلك . و تَوَلَّى الشَّيءَ : لَزِمه . و الوَلِيَّةُ : البَرْذَعَةُ والجمع الوَلايا وإِنما تسمى بذلك إِذا كانت على ظهر البعير لأَنها حينئذ تَلِيه وقيل : الولية التي تحت البرذعة وقيل : كلُّ ما وَلِيَ الظهر من كِساءٍ أَو غيره فهو وَلِيَّة وقال ابن الأَعرابي في قول النمر بن تولب : عن ذاتِ أَوْلِيةٍ أَساوِدَ رَيُّها وكأَنَّ لَوْنَ المِلْحِ فَوْقَ شِفارِها قال : الأَوْلِيةُ جمع الوَلِيَّةِ وهي البَرْذَعَةُ شُبِّه ما عليها من الشَّحْم وتَراكُمِه بالوَلايا وهي البَراذِعُ وقال الأَزهري : قال الأَصمعي نحوه قال ابن السكيت : وقد قال بعضهم في قوله عن ذات أَوْلِيَةٍ يريد أَنها أَكلت وَلِيّاً بعد وَلِيَ من المطر أَي رعت ما نبت عنها فسَمِنت . قال أَبو منصور : و الوَلايا إِذا جعلتها جمع الوَلِيَّةِ وهي البرذعة التي تكون تحت الرَّحْلِ فهي أَعرف وأَكثر ومنه قوله : كالبَلايا رُؤُوسُها في الوَلايامانِحاتِ السَّمُومِ حُرَّ الخُدُودِ قال الجوهري : وقوله : كالبَلايا رُؤُوسُها في الولايا يعني الناقة التي كانت تُعْكَسُ على قبر صاحبها ثم تطرح الوَلِيَّةُ على رأْسها إِلى أَن تموت وجمعها وَلِي أَيضاً قال كثير : بِعَيْساءَ في دَأْياتِها ودُفُوفها وحارِكها تحتَ الوَليِّ نُهودُ وفي الحديث : أَنه نَهى أَن يَجلِس الرَّجل على الوَلايا هي البَراذِعُ قيل : نهى عنها لأَنها إِذا بُسِطت وافْتُرِشَتْ تعلَّق بها الشَّوك والتراب وغير ذلك مما يَضرُّ الدَّوابَّ ولأَن الجالس عليها ربما أَصابه من وَسَخها ونَتْنِها ودَمِ عَقْرِها . وفي حديث ابن الزبير رضي الله عنهما : أَنه بات بقَفْر فلما قام لِيَرْحَل وجد رجلاً طُوله شِبرانَ عَظِيمَ اللِّحية على الوَلِيَّةِ فنَفَضها فوقع . و الوَليُّ : الصَّدِيق والنَّصِير . ابن الأَعرابي : الوَلِيُّ التابع المحب وقال أَبو العباس في قوله : مَنْ كنتُ مَوْلاه فعليّ مولاه أَي من أَحَبَّني و تَولاَّني فَلْيَتَوَلَّه . و المُوالاةُ : ضِدّ المُعاداة و الوَلِيُّ : ضدّ العدوّ ويقال منه تَوَلاَّه . وقوله عزَّ وجل : { فتكون للشَّيطان وَلِيّاً } قال ثعلب : كلُّ مَن عَبَد شيئاً مِنْ دون الله فقد اتَّخذه وِليّاً . وقوله عز وجل : { الله وَليُّ الذين آمنوا } قال أَبو إِسحق : الله وليهم في حجاجهم وهِدايتهم وإِقامة البُرهان لهم لأَنه يزيدهم بإِيمانهم هِدايةً كما قال عز وجل : { والذين اهتَدَوا زادَهم هُدى } و وَلِيُّهم أَيضاً في نَصرهم على عدوّهم وإِظهارِ دينهم على دين مُخالِفِيهم وقيل : وَلِيُّهم أَي يَتَوَلَّى ثوابهم ومجازاتَهم بحسن أَعمالهم . و الوَلاءُ : المِلْكُ . و المَوْلى : المالِكُ والعَبد والأُنثى بالهاء . وفيه مَوْلَوِيَّةٌ إِذا كان شبيهاً بالمَوالي . وهو يَتَمَوْلى علينا أَي يتشبّه بالمَوالي وما كنتَ بمَوْلىً وقد تَمَوْلَيْتَ والاسم الوَلاءُ . و المَوْلى : الصاحِبُ والقَريبُ كابن العم وشبهه . وقال ابن الأَعرابي : المَوْلى الجارُ والحَلِيفُ والشريك وابن الأُخت . و الوَلِيّ : المَوْلى . و تَوَلاَّه : اتَّخذه وَلِيّاً وإِنه لَبَيِّنُ الوِلاةِ 1 و الوَلْية و التَّوَلِّي و الوَلاء و الولاية و الوَلايةِ . و الوَلْيُ : القُرْبُ والدُّنُوُّ وأَنشد أَبو عبيد : وشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إِنَّ النَّوَى قَذَفٌ تَيَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدَّارِ أَحيانا ويقال : تَبَاعَدْنا بعد وَلْيٍ ويقال منه : وَلِيَه يَلِيه بالكسر فيهما وهو شاذ و أَوْلَيْته الشيء فَوَلِيَه وكذلك وَلِيَ الوالي البلَد و وَلِيَ الرَّجل البيع وِلاية فيهما و أَولَيته معروفاً . ويقال في التعجب : ما أَولاه للمعروف وهو شاذّ قال ابن بري : شذوذه كونه رباعيَّاً والتعجب إِنما يكون من الأَفعال الثلاثية . وتقول : فلان وَلِيَ وَ وُلِيَ عليه كما تقول ساسَ وسِيس عليه . و وَلاَّهالأَميرُ عَملَ كذا و وَلاَّه بيعَ الشيءِ و تَوَلَّى العَمَل أَي تَقَلَّد . وكُلْ مِما يَلِيكَ أَي مما يُقارِبك وقال ساعدة : هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ مَن يَتَجَنَّبُ وعَدَتْ عَوادٍ دونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ ودارٌ وَلْيةٌ : قَرِيبة . وقوله عز وجل : { أَوْلَى لك فأَوْلَى } معناه التَّوعُّد والتَّهَدُّد أَي الشَّرُّ أَقربُ إِليك وقال ثعلب : معناه دَنَوْتَ من الهَلَكة وكذلك قوله تعالى : { فأَوْلى لهم } أَي وَلِيَهم المَكروه وهو اسم لِدَنَوْتُ أَو قارَبْتُ وقال الأَصمعي : أَوْلَى لك قارَبَكَ ما تَكْرَه أَي نَزَلَ بك يا أَبا جهل ما تكره وأَنشد الأَصمعي فَعادَى بَيْنَ هادِيَتَيْنِ منها وأَوْلَى أَن يَزِيدَ على الثَّلاثِ أَي قارَبَ أَن يزيد قال ثعلب : ولم يقل أَحد في أَوْلَى لك أَحْسَنَ مما قال الأَصمعي وقال غيرهما : أَوْلَى يقولها الرجل لآخر يُحَسِّره على ما فاته ويقول له : يا محروم أَي شيء فاتك وقال
الصفحة 4923
4980