كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

والمِينا مَرْفَأُ السُّفُن يُمدّ ويقصر والمد أَكثر سمي بذلك لأن السفن تَني فيه أَي تَفْتُرُ عن جَرْيِها قال كثير في المدّ فلما اسْتَقَلَّتْ مالمَناخِ جِمالُها وأَشْرَفنَ بالأَحْمالِ قلتَ سَفِينُ تَأَطَّرْنَ بالمِيناء ثمَّ جَزَعْنَه وقد لَحَّ مِن أَحْمالِهنَّ شُحُونُ
( * قوله « مالمناخ » يريد من المناخ وقوله « شحون » بالحاء هو الصواب كما أورده ابن سيده في باب الحاء ووقع في مادة أطر بالجيم خطأ )
وقال نصيب في مدّه تَيَمَّمْنَ منها ذاهِباتٍ كأَنَّه بِدِجْلَة في الميناء فُلْكٌ مُقَيَّرُ قال ابن بري وجمع المِيناء للكَلاَّءِ مَوانٍ بالتخفيف ولم يسمع فيه التشديد التهذيب المِينى مقصور يكتب بالياء موضع تُرْفأُ إِليه السُّفن الجوهري المِيناء كَلاَّءُ السفن ومَرْفَؤُها وهو مِفْعال من الوَنا وقال ثعلب المِينا يمد ويقصر وهو مِفْعَلٌ أَو مِفْعالٌ من الوَنى والمِيناء ممدود جوهر الزُّجاج الذي يُعمل منه الزجاج وحكى ابن بري عن القالي قال المِيناء لجوهر الزجاج ممدود لا غير قال وأَما ابن ولاد فجعله مقصوراً وجعل مَرْفأَ السفن ممدوداً قال وهذا خلاف ما عليه الجماعة وقال أَبو العباس الوَنى واحدته ونِيَّةٌ وهي اللُّؤْلُؤة قال أَبو منصور واحدة الونَى وناةٌ لا وَنِيّةٌ والوَنِيّةُ الدُّرَّة أَبو عمرو هي الوَنِيّةُ والوَناة للدرّة قال ابن الأَعرابي سميت وَنِيَّةً لثقبها وقال غيره جاريةٌ وناةٌ كأَنها الدُّرَّة قال والوَنِيّةُ اللؤلؤة والجمع وَنِيٌّ أَنشد ابن الأَعرابي لأوْس بن حَجَر فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ ونِيَّةُ تاجِرٍ وهَى نَظْمُها فارْفَضَّ مِنها الطَّوائِفُ شبهها في سرعتها بالدُّرَّة التي انْحَطَّتْ من نِظامها ويروى وَهِيَّةُ تاجِرٍ وهو مذكور في موضعه والوَنِيّةُ العِقدُ من الدرّ وقيل الوَنِيَّةُ الجُوالِقُ التهذيب الوَنْوةُ الاسْتِرخاء في العقل
( وهب ) في أَسماءِ اللّه تعالى الوَهَّابُ الهِبةُ العَطِيَّة الخاليةُ عن الأَعْواضِ والأَغْراضِ فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِبُها وَهَّاباً وهو من أَبنية المُبالغة غيره الوَهَّابُ من صفاتِ اللّه المُنعِمُ على العباد واللّهُ تعالى الوهَّابُ الواهِبُ وكلُّ ما وُهِبَ لك من ولَد وغيره فهو مَوهُوبٌ والوَهُوبُ الرجلُ الكثيرُ الهِباتِ ابن سيده وَهَبَ لك الشيءَ يَهَبُه وَهْباً ووَهَباً بالتحريك وهِبَةً والاسم المَوهِبُ والمَوهِبةُ بكسر الهاءِ فيهما ولا يقال وَهَبَكَه هذا قول سيبويه وحكى السيرافي عن أَبي عمرو أَنه سمع أَعرابياً يقول لآخر انْطَلِقْ معي أَهَبْكَ نَبْلاً ووَهَبْتُ له هِبةً ومَوهِبَةً ووَهْباً ووَهَباً إِذا أَعْطَيْتَهُ ووهَبَ اللّهُ له الشيءَ فهو يَهَبُ هِبةً وتَواهَبَ الناسُ بينهم وفي حديث الأَحْنَفِ ولا التَّواهُبُ فيما بينَهم ضَعَةٌ يعني أَنهم لا يَهَبُونَ مُكْرَهِينَ ورجلٌ واهِبٌ ووَهَّابٌ ووَهُوبٌ ووَهَّابةٌ أَي كثيرُ الهِبة لأَمْواله والهاء للمبالغة والمَوهُوبُ الولدُ صفة غالبة وتَواهَبَ الناسُ وَهَبَ بَعْضُهم لبعض والاسْتِيهابُ سُؤَالُ الهِبَةِ واتَّهَبَ قَبِلَ الهِبَةَ واتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً افْتَعَلْتُ من الهِبَةِ والاتِّهابُ قَبُولُ الهِبة وفي الحديث لقد هَمَمْتُ أَن لا أَتَّهِبَ إِلاَّ من قُرَشِيٍّ أَو أَنصارِيٍّ أَو ثَقَفِيٍّ أَي لا أَقبلُ هبةً إِلاَّ من هؤُلاء لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ وقُرًى وهم أَعْرَفُ بمكارم الأَخلاق قال أَبو عبيد رأَى النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم جَفاءً في أَخلاقِ البادية وذَهاباً عن المُروءة وطَلباً للزيادة على ما وَهَبُوا فخَصَّ أَهلَ القُرى العربيةِ خاصَّةً بقَبولِ الهَدِيَّةِ منهم دون أَهل البادية لغلبة الجَفاء على أَخلاقهم وبُعْدِهم من ذوي النُّهَى والعُقُولِ وأَصلُه اوْتَهَب فقلبت الواو تاء وأُدغمت في تاء الافتعالِ مثل [ ص 804 ] اتَّزَن واتَّعَدَ من الوَزْنِ والوَعْدِ والمَوْهِبةُ الهِبةُ بكسر الهاءِ وجمعُها مواهبُ وواهَبَه فَوَهَبَه يَهَبُهُ ويَهِبُهُ كان أَكثر هِبَةً منه والمَوْهِبةُ العطيَّةُ ويقال للشيء إِذا كان مُعَدّاً عند الرَّجُل مثل الطعام هو مُوهَبٌ بفتح الهاء وأَصْبَحَ فلان مُوهِباً بكسر الهاء أَي مُعِدّاً قادراً وأَوهَبَ لك الشيءَ أَعدَّه وأَوْهَبَ لك الشيءُ دامَ قال أَبو زيد وغيره أَوهَبَ الشيءُ إِذا دام وأَوهَبَ الشيءُ إِذا كان مُعَدّاً عند الرجل فهو مُوهِب وأَنشد
عَظِيمُ القَفا ضَخْمُ الخَواصِرِ أَوهَبَتْ ... له عَجْوَةٌ مَسْمُونةٌ وخَمِيرُ ( 1 )
( 1 قوله « ضخم الخواصر » كذا بالمحكم والتهذيب والذي في الصحاح رخو الخواصر )
وأَوهَبَ لك الشيءُ أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه وتَنالهُ عن ابن الأَعرابي
وحده قال ولم يقولوا أَوهَبْتُه لك والمَوهَبة والمَوهِبَةُ غديرُ
ماءٍ صغيرٌ وقيل نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماءُ وفي التهذيب وأَما النُّقْرةُ في الصَّخْرة فمَوْهَبَة بفتح الهاء جاء نادراً قال
ولَفُوكِ أَطْيَبُ إِن بَذَلْتِ لنا ... مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ على خَمْر

الصفحة 4929