كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

عليه وَيْحاً تقال لكل من وقع في بلية يُرْحَمُ ويُدْعى له بالتخلص منها أَلا ترى أَن الويل في القرآن لمستحقي العذاب بجرائمهم وَيْلٌ لكل هَمْزَةٍ ويْلٌ للذين لا يؤتون الزكاة ويل للمطففين وما أَشبهها ؟ ما جاءَ ويل إِلا لأَهلِ الجرائم وأَما وَيح فإِن النبي صلى الله عليه وسلم قالها لعَمَّار الفاضل كأَنه أُعْلِمَ ما يُبْتَلى به من القتل فَتَوَجَّعَ له وترحم عليه قال وأَصل وَيْح ووَيْس ووَيْل كلمة كله عندي « وَيْ » وُصِلَتْ بحاءٍ مرة وبسين مرة وبلام مرة قال سيبويه سأَلت الخليل عنها فزعم أَن كل من نَدِمَ فأَظهر ندامته قال وَيْ ومعناها التنديم والتنبيه ابن كَيْسانَ إِذا قالوا له وَيْلٌ له ووَيْحٌ له ووَيْسٌ له فالكلامُ فيهن الرفعُ على الابتداءِ واللام في موضع الخبر فإِن حذفت اللام لم يكن إِلا النصب كقوله وَيْحَه ووَيْسَه
( ويس ) وَيْسُ كلمة في موضع رأْفة واسْتِمْلاحٍ كقولك لصبي وَيْسَه ما أَمْلَحَه والوَيْح والوَيْس بمنزلة الوَيْل في المعنى وَوَيْسٌ له أَي ويل وقيل ويْسٌ تصغير وتحقير امتنعوا من استعمال الفعل من الوَيْس لأَن القياس نفاه ومنع منه وذلك أَنه لو صِّرِّف منه فعل لوجب اعتلال فائه وعدم عينه كَباعَ فَتَحامَوا استعماله لِمَا كان يُعْقِب من اجتماع إِعلالين هذا قول ابن جني وأَدخل الأَلف واللام على الوَيْس قال ابن سيده فلا أَدري أَسَمِع ذلك أَم هو منه تبسُّط وإِدْلال وقال أَبو حاتم في كتابه أَما وَيْسَك فإِنه لا يقال إِلا للصبيان وأَما وَيْلَك فكلام فيه غِلَظ وشَتْم قال اللَّه تعالى للكفار وَيْلَكُم لا تَفْتَروا على اللَّه كَذِباً وأَما وَيْح فكلام ليِّن حسن قال ويروى أَن وَيْح لأَهل الجنة ووَيْل لأَهل النار قال أَبو منصور وجاء في الحديث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ما يدل على صحة ما قال قال لعَمَّار ويْح ابن سُمَيَّة تقتله الفِئَة الباغية وذكر ابن الأَثير قال في الحديث قال لعمار وَيْسَ ابن سُمَيَّة قال وَيْس كلمة تقال لمَنْ يُرْحَم ويُرْفَق به مثل وَيْح وحكمُها حكمُها وفي حديث عائشة رضي اللَّه عنها أَنها ليلة تَبِعت النبي صلى اللَّه عليه وسلم وقد خرج من حُجْرتها لَيْلاً فنظر إِلى سوادها فَلحِقها وهو في جوف حُجْرتها فوجد لها نَفَساً عالياً فقال وَيْسها ماذا لَقِيت
( * قوله « ماذا لقيت » الذي في النهاية ما لقيت )
الليلة ؟ ولقي فلان وَيْساً أَي ما يريد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَيْسَا ولَقِيَتْ مِنَ النِّكاحِ وَيْسَا قال معناه أَنها لقيت منه ما شاءت فالوَيْس على هذا هو الكثير وقال مرَّة لَقِي فلانٌ وَيْساً أَي ما لا يريد وفسر به هذا البيت أَيضاً قال أَبو تراب سمعت أَبا السَّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة إِنها بمعنى واحد وقال ابن السكيت في الأَلفاظ إِن صحَّ له يقال وَيْسٌ له فَقْرٌ له والوَيْسُ الفقر يقال أُسْه أَوساً أَي شُدَّ فَقْره
( ويط ) الواطةُ من لُجَج الماء ( ويل ) وَيْلٌ كلمة مثل وَيْحٍ إِلاَّ أَنها كلمة عَذاب يقال وَيْلَهُ ووَيْلَكَ ووَيْلي وفي النُّدْبةِ وَيْلاهُ قال الأَعشى قالتْ هُرَيْرَةُ لمّا جئتُ زائرَها وَيْلي عليكَ ووَيْلي منكَ يا رَجُلُ وقد تدخل عليه الهاء فيقال وَيْلة قال مالك بن جَعْدة التغلبي لأُمِّك وَيْلةٌ وعليك أُخْرَى فلا شاةٌ تُنِيلُ ولا بَعِيرُ والوَيْل حُلولُ الشرِّ والوَيْلةُ الفضيحة والبَلِيَّة وقيل هو تَفَجُّع وإِذا قال القائل واوَيْلَتاه فإِنما يعني وافَضِيحَتاه وكذلك تفسير قوله تعالى يا وَيْلَتَنا ما لهذا الكتاب قال وقد تجمَع العرب الوَيْل بالوَيْلات ووَيَّلَه ووَيَّل له أَكثر من ذكْر الوَيْل وهما يَتوايَلان ووَيَّلَ هو دَعا بالوَيْل لما نزَل به قال النابغة الجعدي على مَوْطِنٍ أُغْشِي هَوازِن كلَّها أَخا الموت كَظًّا رَهْبةً وتوَيُّلا وقالوا له وَيْلٌ وئِلٌ ووَيْلٌ وئِيلٌ هَمَزوه على غير قياس قال ابن سيده وأَراها ليست بصحيحة ووَيْلٌ وائلٌ على النسَب والمُبالغة لأَنه لم يستعمَل منه فِعْل قال ابن جني امتنعوا من استعمال أَفعال الوَيْل والوَيْسِ والوَيْحِ والوَيْبِ لأَنَّ القياس نفَاه ومَنَع منه وذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلالُ فائه وعَيْنِه كوَعَد وباعَ فتَحامَوا استعماله لما كان يُعْقِب من اجتماع إِعْلالين قال ابن سيده قال سيبويه وَيْلٌ له ووَيْلاً له أَي قُبْحاً الرفع على الاسم والنصب على المصدر ولا فِعْل له وحكى ثعلب وَيْل به وأَنشد وَيْل بِزَيْد فَتَى شيخ أَلُوذُ به فلا أُعشِّي لَدَى زيد ولا أَرِدُ أَراد فلا أُعشِّي إِبلي وقيل أَراد فلا أَتَعَشَّى قال الجوهري تقول وَيْلٌ لزيدٍ ووَيْلاً لزيد فالنصب على إِضمار الفعل والرفع على الابتداء هذا إِذا لم تضِفْه فأَما إِذا أَضفْت فليس إِلا النصْب لأَنك لو رفعته لم يكن له خبر قال ابن بري شاهد الرفع قوله عز وجل وَيْلٌ لِلْممُطَفِّفِينَ وشاهد النصب قول جرير كَسَا اللُّؤْمُ تَيْماً خُضْرةً في جُلودِها فَوَيْلاً لِتَيْمٍ من سَرابِيلِها الخُضْرِ وفي حديث أَبي هريرة إِذا قرأَ ابنُ آدمُ السَّجْدةَ فسَجَدَ اعْتزَلَ الشيطانُ يَبْكي يقول يا وَيْلَه الوَيْلُ الحُزْن والهَلاك والمشقَّة

الصفحة 4938