كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وأَنشد لَوْ أَنَّ عَمْراً هَمَّ أَن يَرْقُودا فانْهَضْ فشُدَّ المِئْزَرَ المَعْقُودا أَراد أَن يَرْقُدَ فأَشْبَعَ الضمةَ ووصَلَها بالواو ونَصَب يَرْقُود على ما يُنْصَبُ به الفعلُ وأَنشد اللهُ يَعْلَم أَنَّا في تَلفُّتِنا يومَ الفِراقِ إِلى إِخوانِنا صُورُ وأَنَّني حَيْثُما يَثْني الهَوَى بَصَري من حَيْثُما سَلَكُوا أَدْنُو فأَنْظُورُ أَراد فأَنْظُر ومنها واو التَّعايي كقولك هذا عمْرُو فيَسْتَمِدُّ ثم يقولُ مُنْطَلِقٌ وقد مَضى بعضُ أَخواتِها في ترجمة آ في الأَلِفات وستأْتي بَقِيَّةُ أَخَواتها في ترجمة يا ومنها مَدُّ الاسم بالنِّداء كقولك أَيا قُورْط يريد قُرْطاً فمدّوا ضمة القاف بالواو ليَمْتَدَّ الصَّوتُ بالنداء ومنها الواو المُحَوَّلةُ نحو طُوبى أَصلها طُيْبى فقُلِبت الياء واواً لانضمام الطاءِ قبلها وهي من طاب يَطيبُ ومنها واو المُوقنين والمُوسِرين أَصلها المُيْقِنين من أَيْقَنْتُ والمُيْسِرين من أَيْسَرْتُ ومنها واوُ الجَزْمِ المُرْسَلِ مثلُ قوله تعالى ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كبيراً فأُسْقِطَ الواو لالتقاء الساكنين لأَن قبْلَها ضَمَّةً تَخْلُفها ومنها جَزْمُ الواو
( * قوله « جزم الواو » وعبارة التكملة واو الجزم وهي أنسب ) المنبسط كقوله تعالى لَتُبْلَوُنَّ في أَموالكم فلم يُسْقِطِ الواو وحَرّكها لأَن قبلها فتحة لا تكون عِوضاً منها هكذا رواه المنذري عن أَبي طالب النحوي وقال إِنما يَسْقُط أَحَدُ الساكنين إِذا كان الأَوّل من الجَزم المُرْسَل واواً قبلها ضمة أَو ياء قبلها كسرة أَو أَلفاً قبلها فتحة فالأَلف كقولك للاثنين اضْرِبا الرجل سقطت الأَلف عنه لالتقاء الساكنين لأَن قبلها فتحة فهي خَلَفٌ منها وسنذكر الياء في ترجمتها ومنها واواتُ الأَبْنِية مثل الجَوْرَبِ والتَّوْرَبِ للتراب والجَدْوَلِ والحَشْوَرِ وما أَشبهها ومنها واو الهمز في الخط واللفظ فأَما الخط فقولك هذِه شاؤُك ونِساؤُك صُوِّرَتِ الهمزة واواً لضمتها وأَما اللفظ فقولك حَمْراوانِ وسَوْداوان ومثل قولك أُعِيذُ بأَسْماوات الله وأَبْناواتِ سَعْدٍ ومثل السَّمَواتِ وما أَشْبهها ومنها واو النِّداء وَواوُ النُّدْبة فأَما النِّداء فقولك وازَيْد وأَما النُّدبة فكقولك أَو كقول النَّادِبة وازَيْداهْ والَهْفاهْ واغُرْبَتاهْ ويا زَيداه ومنها واواتُ الحال كقولك أَتَيْتُه والشمسُ طالِعةٌ أَي في حال طُلُوعها قال الله تعالى إِذْ نادى وهوَ مَكْظُوم ومنها واوُ الوَقْتِ كقولك اعْمَل وأَنتَ صَحِيحٌ أَي في وقْتِ صِحَّتِك والآنَ وأَنت فارِغٌ فهذه واوُ الوقت وهي قَريبة من واو الحال ومنها واوُ الصَّرْفِ قال الفراء الصَّرْفُ أَنْ تأْتي الواوُ مَعْطُوفةً على كلام في أَوّله حادِثةٌ لا تَسْتَقِيمُ إِعادَتُها على ما عُطِفَ عليها كقوله لا تَنْهَ عَنْ خُلْقٍ وتَأْتيَ مِثْلَه عارٌ عَلَيْكَ إِذا فَعَلْتَ عَظِيمُ أَلا ترى أَنه لا يجوز إِعادة لا على وتَأْتيَ مِثْلَه فلذلك سُميَ صَرْفاً إِذْ كان معطوفاً ولم يَسْتَقِم أَن يُعادَ فيه الحادثُ الذي فيما قَبْلَه ومنها الواواتُ التي تدخلُ في الأَجْوِبةِ فتكون جواباً مع الجَوابِ ولو حُذِفت كان الجوابُ مُكْتَفِياً بنفسه أَنشد الفراء حتى إِذا قَمِلَتْ بُطُونُكُمُ ورَأَيْتُمُ أَبْناءَكُمْ شَبُّوا وقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لنا إِنَّ اللَّئِيمَ العاجِزُ الخَبُّ أَراد قَلَبْتُم ومثله في الكلام لمَّا أَتاني وأَثِبُ عليه كأَنه قال وَثَبْتُ عليه وهذا لا يجوز إِلاَّ مع لَمَّا حتى إِذا
( * قوله « حتى إذا » كذا هو في الأصل بدون حرف العطف ) قال ابن السكيت قال الأَصمعي قلت لأَبي عَمْرو بن العَلاء رَبَّنا ولكَ الحَمْدُ ما هذه الواوُ ؟ فقال يقول الرَّجُل للرَّجُل بِعْني هذا الثَّوْبَ فيقول وهو لك أَظُنُّه أَراد هُوَ لكَ وقال أَبو كبير الهذلي فإِذا وذلِكَ ليْسَ إِلاَّ حِينَه وإِذا مَضَى شيءٌ كأَنْ لم يُفْعَلِ أَراد فإِذا ذلكَ يعني شَبابَه وما مَضَى مِن أَيّام تَمَتُّعه ومنها واو النِّسبة روي عن أَبي عَمرو بن العَلاء أَنه كان يقول يُنْسَبُ إِلى أَخٍ أَخَويٌّ بفتح الهمزة والخاء وكسر الواو وإِلى الرِّبا رِبَوِيٌّ وإِلى أُخْتٍ أُخَويٌّ بضم الهمزة وإِلى ابْن بَنَوِيٌّ وإِلى عالِيةِ الحِجاز عُلْوِيٌّ وإِلى عَشِيَّة عَشَوِيٌّ وإِلى أَبٍ أَبَوِيٌّ ومنها الواوُ الدَّائمةُ وهي كل واوٍ تُلابِسُ الجَزاء ومعناها الدَّوامُ كقولك زٌرْني وأَزُورَكَ وأَزُورُكَ بالنصب والرفع فالنَّصْبُ على المُجازاةِ ومَن رفع فمعناه زيارَتَكَ عليَّ واجبةٌ أُدِيمُها لك على كلِّ حالٍ ومنها الواو الفارِقةُ وهي كلُّ واوٍ دَخَلت في أَحَدِ الحَرْفين المُشْتَبِهين ليُفْرَقَ بينَه وبين المُشْبهِ له في الخَطِّ مثل واوِ أُولئِك وواو أُولو قال الله عز وجل غَيْرُ أُولي الضَّرَرِ وغَيْرِ أُولي الإِرْبةِ زيدت فيها الواو في الخط لتَفْرُق بينَها وبينَ ما شاكَلَها في الصُّورةِ مِثْل إِلى وإِلَيْك ومنها واو عَمْرو فإِنها زيدَتْ لِتَفْرُقَ بينَ عَمْروٍ وعُمَرَ وزيدتْ في عَمْرٍو دونَ عُمَرَ لأَن عُمَرَ أَثقَلُ من عَمْرٍو وأَنشد ابن السكيت

الصفحة 4943