كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

وبَلْدةٍ فيها زَوَرْ لكانَ في ذلك أَدَلُّ دَلِيلٍ على نُبْلِه وفَضْلِه وقد شَرَحَها ابن جني رحمه اللّه وقال في شرحها من تقريظ أَبي نُواسٍ وتَفْضِيله ووَصْفِه بمَعْرِفةِ لُغات العرب وأَيَّامِها ومآثِرِها ومَثالِبِها ووقائعِها وتفرده بفنون الشعر العشرة المحتوية على فنونه ما لم يَقُلْه في غيرِه وقال في هذا الشرح أَيضاً لولا ما غلب عليه من الهَزْل اسْتُشْهِدَ بكلامه في التفسير اللهم إِلا إِن كان الشيخ أَبو محمد قال ذلك ليبعث على زِيادةِ الأُنس بالاسْتِشْهاد به إِذا وَقع الشكُّ فيه أَنه لبعض العرب وأَبو نُواسٍ كان في نفسه وأَنْفُسِ الناسِ أَرْفَعَ من ذلك وأَصْلَفَ أَبو عمرو اليُؤْيُؤُ رأْسُ المُكْحُلةِ ( يبب ) أَرْضٌ يَبابٌ أَي خرابٌ قال الجوهري يقال خَرابٌ يَباب وليس بإِتباع التهذيب في قولهم خَرابٌ يَبابٌ اليَبابُ عند العرب الذي ليس فيه أَحد وقال ابن أَبي ربيعة
ما على الرَّسْمِ بالبُلَيَّيْنِ لو بَيّ ... يَنَ رَجْعَ السَّلامِ أَو لو أَجابا ؟
فإِلى قَصْرِ ذي العَشيرةِ فالصَّا ... لِفِ أَمْسَى من الأَنِيسِ يَبابا
معناه خالياً لا أَحد به وقال شمر اليبابُ الخالي لا شيء به يقال خَرابٌ يَبابٌ إِتباعٌ لخَرابٍ قال الكميت
بيَبابٍ من التَّنائِفِ مَرْتٍ ... - لم تُمَخَّطْ به أُنوفُ السِّخالِ
لم تُمَخَّطْ أَي لم تُمْسَحْ والتَّمْخِيطُ مَسْحُ ما على الأَنف من السَّخْلة إِذا وُلِدَتْ( يبر ) يَبْرِينُ اسم موضع يقال له رَمْلُ يَبْرِينَ وفيه لغتان يَبْرُونَ في الرفع وفي الجر والنصب يَبْرِينَ لا ينصرف للتعريف والتأْنيث فجرى إِعرابه كإِعرابه وليست يَبْرِينُ ههذ العلمية منقولةً من قولك هُنَّ يَبْرِينَ لفلانٍ أَي يُعارِضْنَه كقول أَبي النجم يَبْري لها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ يدل على أَنه ليس منقولاً منه قوله فيه يَبْرونَ وليس لك أَن تقول إِن يَبْرِينَ من بَرَيْتُ القَلَم ويَبْرونَ من بَرَوْتُه ويكون العلم منقولاً منهما فقد حكى أَبو زيد بريت القلم وبروته قال ولهذا نظائر كَقَنَيْتُ وقَنَوْتُ وكَنَيْتُ وكَنَوْتُ فيكون يَبْرونَ على هذا كَيَكْنُونَ من قولك هُنَّ يَكْنُونَ ويَبْرِينَ كَيَكْنِينَ من قولك هُنَّ يَكْنِينَ وإِنما منعك أَن تحمل يَبْرِينَ ويَبْرُونَ على بَرَيْتُ وبَرَوْتُ أَن العرب قالت هذه يَبْرِينُ فلو كانت يَبْرُونَ من بَرَوْتُ لقالوا هذه يَبْرُونَ ولم يقله أَحد من العرب أَلا ترى أَنك لو سميت رجلاً بِيَغْزُونَ فيمن جعل النون علامة الجمع لقلت هذا يَغْزُونَ ؟ قال فدل ما ذكرناه على أَن الياء والواو في يَبْرِينَ ويَبْرُونَ ليستا لامين وإِنما هما كهيئة الجمع كفَلَسْطِينَ وفَلَسْطُونَ وإِذا كانت واو جمع كانت زائدة وبعدها النون زائدة أَيضاً فحروف الاسم على ذلك ثلاثة كأَنه يَبْرِ ويَبْرُ وإِذا كانت ثلاثة فالياء فيها أَصل لا زائدة لأَن الياء إِذا طرحتها من الاسم فبقي منه أَقل من الثلاثة لم يحكم عليها بالزيادة البتة على ما أَحكمه لك سيبويه في باب عِلَلِ ما تجعله زائداً من حروف الزوائد يدلك على أَن ياءَ يَبْرِين ليست للمضارعة أَنهم قالوا أَبْرين فلو كان حرف مضارعة لم يبدلوا مكانه غيره ولم نجد ذلك في كلامهم النتة فأَما قولهم أَعْصُرُ ويَعْصُرُ اسم رجل فليس مسمى بالفعل وإِنما سمي بأَعْصُرٍ جمع عَصْرٍ الذي هو الدهر وإِنما سمي به لقوله أَنشده أَبو زيد أَخُلَيْدُ إِنَّ أَباكَ غَيَّرَ رأْسَه مَرُّ الليالِي واخْتلافُ الأَعْصُرِ وسهل ذلك في الجمع لأَن همزته ليست للمضارعة وإِنما هي لصيغة الجمع والله تعالى أَعلم ( يبس ) اليُبْس بالضم نقيض الرطوبة وهو مصدر قولك يَبِسَ الشيءُ يَيْبِسُ ويَيْبَس الأَول بالكسر نادر يَبْساً ويُبْساً وهو يابِسٌ والجمع يُبَّس قال أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا واليَبْسُ بالفتح اليابِسُ يقال حطب يَبْس قال ثعلب كأَنه خِلْفة قال علقمة تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ وقال ابن السكيت هو جمع يابِس مثل راكِب ورَكْب قال ابن سيده واليَبْس واليَبَس اسمان للجميع وتَيْبيسُ الشيء تجفيفه وقد يَبَّسْتُه فاتَّبَس وهو افْتَعَل فأُدغم وهو مُتَّبِس عن ابن السراج وشيء يَبُوسٌ كَيابسٍ قال عبيد بن الأَبرص أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها فكأَنَّها ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فحذف الموصوف واتَّبَس يَتَّبِس أَبدلوا التاء من الياء ويَأْتَبِس كله كيَبِس وأَيْبَسْتُه ومكان يَبْسٌ ويَبيس يابِسٌ كذلك وأَرض يَبْس ويَبَسٌ وقيل أَرض يَبْسٌ قد يَبِس ماؤُها وكلؤها ويَبَسَ صُلبة شديدة واليَبَس بالتحريك المكان يكون رطباً ثم يَيْبَس ومنه قوله تعالى فاضرب لهم طريقاً في البحر يَبَساً ويقال أَيضاً امرأَة يَبَسٌ لا تُنيلُ خَيراً قال الراجز إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الوجه يَبَس ويقال لكل شيء كانت النُّدُوَّة والرُّطُوبة فيه

الصفحة 4947