كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

مُخْتَلِفَيْنِ بعضُها بثمن وبعضُها بثمن آخر وقال الفراء باعَ فلان غنَمه اليدانِ
( * قوله « باع فلان غنمه اليدان » رسم في الأصل اليدان بالألف تبعاً للتهذيب ) وهو أَن يُسلِمها بيد ويأْخُذَ ثمنها بيد ولَقِيتُه أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّلَ شيء وحكى اللحياني أَمّا أَوَّلَ ذات يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ اللهَ وذهب القومُ أَيدي سَبا أَي متفرّقين في كل وجه وذهبوا أَيادِيَ سَبا وهما اسمان جُعلا واحداً وقيل اليَدُ الطَّريقُ ههنا يقال أَخذ فلان يَدَ بَحْرٍ إِذا أَخذ طريق البحر وفي حديث الهجرة فأَخَذَ بهم يَدَ البحر أَي طريق الساحل وأَهلُ سبا لما مُزِّقوا في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ أَخذوا طُرُقاً شتَّى فصاروا أَمثالاً لمن يتفرقون آخذين طُرُقاً مختلفة رأَيت حاشية بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال قال أَبو العلاء المَعري قالت العرب افْتَرَقوا أَيادِيَ سبا فلم يهمزوا لأَنهم جعلوه مع ما قبله بمنزلة الشيء الواحد وأَكثرهم لا ينوّن سبا في هذا الموضع وبعضهم ينوِّن قال ذو الرمة فَيَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهلُها أَيادِي سَباً عنها وطالَ انْتِقالُها والمعنى أَن نِعَمَ سبا افترقت في كل أَوْبٍ فقيل تفرَّقوا أَيادِيَ سبا أي في كل وجه قال ابن بري قولهم أَيادِي سبا يُراد به نِعَمُهم واليَدُ النِّعْمة لأَنَّ نِعَمَهُم وأَموالَهم تفرَّقَتْ بتفرقهم وقيل اليَدُ هنا كناية عن الفِرْقة يقال أَتاني يَدٌ من الناس وعينٌ من الناس فمعناه تفرَّقوا تفرُّقَ جَماعاتِ سَبا وقيل إِن أَهل سبا كانت يدُهم واحدة فلما فَرَّقهم الله صارت يدُهم أَياديَ قال وقيل اليدُ هنا الطريق يقال أَخذ فلان يدَ بحر أَي طريق بَحرٍ لأَن أَهل سبا لمَّا مَزَّقَهم الله أَخَذوا طُرُقاً شتَّى وفي الحديث اجْعَلِ الفُسَّاقَ يَداً يَداً ورِجْلاً رجْلاً فإِنهم إِذا اجتمعوا وَسْوَسَ الشيطانُ بينهم في الشر قال ابن الأَثير أَي فَرِّقْ بينهم ومنه قولهم تَفَرَّقوا أَيْدِي سَبا أَي تفرَّقوا في البلاد ويقال جاءَ فلان بما أَدت يَدٌ إِلى يَدٍ عنذ تأْكيد الإِخْفاق وهو الخَيْبةُ ويقال للرجل يُدْعى عليه بالسوء لليَدَيْنِ وللفَمِ أَي يَسْقُط على يَدَيْهِ وفَمِه
( يرج ) اليارَجُ من حَلْيِ اليدين فارسي وفي التهذيب اليارَجانُ كأَنه فارسي وهو من حَلْيِ اليدين غيره الإِيارَجَةُ دواء وهو معروف
( يرر ) اليَرَرُ مصدر قولهم حَجَرٌ أَيَرُّ أَي صَلْد صُلب الليث اليَرَرُ مصدر الأَيَرِّ يقال صخرة يَرَّاءُ وحَجَرٌ أَيَرُّ وفي حديث لقمان عليه السلام إِنه ليُبْصِرُ أَثَرَ الذَّرّ في الحجر الأَيَرِّ قال العجاج يصف جيشاً فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ سَنابِكُ الخيلِ يُصَدِّعنَ الأَيَرّْ قال أَبو عمرو الأَيَرُّ الصَّفا الشديد الصلابة وقال بعده من الصفا القاسي ويَدْهَسْنَ الغَدَرْ عَزازَةً ويَهْتَمِرْنَ ما انْهَمَرْ يدهس الغَدَرَ أَي يَدَعْنَ الجِرْفَةَ وما تَعادَى من الأَرضِ دَهاساً وقال بعده من سَهْلَةٍ ويَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ يعني الخيل وضربها الأَرضَ العَزازَ بحوافرها والجمع يُرٌّ وحَجَرٌ يَارٌّ وأَيَرُّ على مثال الأَصَمِّ شديدٌ صُلْبٌ يَرَّ يَيَرُّ يَرّاً وصخرة يَرَّاءُ وقال الأَحمر اليَهْيَرُّ الصلب وحارٌّ يارٌّ إِتباع وقد يَرَّ يَرّاً ويَرَراً واليَرَّةُ النار وقال أَبو الدُّقَيْش إِنه لحارٌّ يارٌّ عنى رَغيفاً أُخرج من التنور وكذلك إِذا حميت الشمس على حَجَر أَو شيء غيره صُلْبٍ فلزمته حرارة شديدة يقال إِنه لحارٌّ يارٌّ ولا يقال لماءٍ ولا طين إِلا لشيءٍ صلب قال والفعل يَرَّ يَيَرُّ يَرَراً وتقول الحَرُّ لم يَيَر ولا يوصف به على نعت أَفعل وفعلاء إِلا الصَّخر والصفا يقال صفاة يَرَّاءُ وصَفاً أَيَرُّ ولا يقال إِلا مَلَّةٌ حارَّة يارَّة وكل شيءٍ من نحو ذلك إِذا ذكروا اليارَّ لم يذكروه إِلا وقبله حارٌّ وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر الشُّبْرُمَ فقال إِنه حارٌّ يارٌّ وقال أَبو عبيد قال الكسائي حارٌّ يارٌّ وقال بعضهم حارٌّ جارٌّ وحَرَّانُ يَرَّانُ إِتباع ولم يَخُصَّ شيئاً دون شيء ( يرع ) اليَرَعُ أَوْلادُ بقر الوحش واليَراعُ القَصَبُ واحدته يَراعةٌ واليَراعةُ مِزْمارُ الرّاعي واليَراعةُ الأَجَمةُ قال أَبو ذؤيب يَصِفُ مزماراً شبَّه حَنِينَه بصوته سَبيٌّ من يَراعَتِه نَفاهُ أَتيٌّ مَدّه صُحَرٌ ولُوبُ سَبيٌّ مَسْبيٌّ يعني مزماراً قَصَبَتُه من أَرض غريبةٍ اقتلعتها السُّيُولُ فأَتت بها من مكان بعيد فكأَنه لذلك سبيّ وصُحَرٌ جمع صُحْرة وهي جَوْبةٌ تَنْجابُ وسْطَ الحرّة ويقال إِنه أَراد باليَراعةِ الأَجَمَةَ قال الأَزهريّ القَصبة التي يَنْفُخ فيها الراعي تسمى اليَراعةَ وأَنشد أَحِنُّ إِلى لَيْل وإِن شَطَّتِ النَّوى بِلَيْلى كما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ وفي حديث ابن عمر كنتُ مع رسولِ لله صلى الله عليه وسلم فسمع صوتَ يَراعٍ أَي قَصَبَةٍ كان يُزْمَرُ بها واليَراعةُ واليَراعُ الجبانُ الذي لا عَقْلَ له ولا رَأْيَ مشتقّ من القصب أَنشد ابن بري لكعب الأمثال ولا تَكْ من أَخْدانِ كلّ يَراعةٍ هَواءً كَسَقْبِ البانِ جُوفٌ مَكاسِرُهْ وفي حديث خُزَيْمةَ وعادَ لَها اليَراعُ مُجْرَنْثِماً اليراع الضِّعافُ من الغَنَمِ

الصفحة 4955