كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

الإيمان بدا من مكة لأَنها مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة ويقال إن مكة من أَرض تِهامَةَ وتِهامَةُ من أَرض اليَمن ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية ولهذا سمي ما وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ فمكة على هذا التفسير يَمَانية فقال الإيمانُ يَمَانٍ على هذا وفيه وجه آخر أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك ومكّةُ والمدينةُ بينه وبين اليَمن فأَشار إلى ناحية اليَمن وهو يريد مكة والمدينة أَي هو من هذه الناحية ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل من قيس وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي وذلك أَنه كان مما يلي اليمن وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها ولهذا قالوا سُهَيْلٌ اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ قال أَبو عبيد وذهب بعضهم إلى أَنه صلى الله عليه وسلم عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم قال وهو أَحسن الوجوه قال ومما يبين ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً وأَرَقُّ أَفْئِدَة الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ وقولهم رجلٌ يمانٍ منسوب إلى اليمن كان في الأَصل يَمَنِيّ فزادوا أَلفاً وحذفوا ياء النسبة وكذلك قالوا رجل شَآمٍ كان في الأَصل شأْمِيّ فزادوا أَلفاً وحذفوا ياء النسبة وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً وقالوا تَهامٍ قال الأَزهري وهذا قول الخليل وسيبويه قال الجوهري اليَمَنُ بلادٌ للعرب والنسبة إليها يَمَنِيٌّ ويَمانٍ مخففة والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه وبعضهم يقول يمانيّ بالتشديد قال أُميَّة ابن خَلَفٍ يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ وقال آخر ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ وقوم يَمانية ويَمانُون مثل ثمانية وثمانون وامرأَة يَمانية أَيضاً وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ وكذلك إذا أَخذ في سيره يميناً يقال يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً ولا تقل تَيامَنْ بهم والعامة تقوله وتَيَمَّنَ تنَسَّبَ إلى اليمن ويامَنَ القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن قال ابن الأَنباري العامة تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه وليس كذلك معناه عند العرب إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية الشأْم ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌغُدَيْقَةٌ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ الشأْم ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ ويَمَنٌ وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ والتِّيمَنِيُّ أَبو اليَمن
( * قوله « والتيمني أبو اليمن » هكذا بالأصل بكسر التاء وفي الصحاح والقاموس والتَّيمني أفق اليمن ا ه أي بفتحها )
وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ وأَيْمُنُ إسم رجل وأُمُّ أَيْمَن امرأة أَعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حاضنةُ أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة وأَيْمَنُ موضع قال المُسَيَّبُ أَو غيره شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ تَجْمَعُه في طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ ( ينبت ) التهذيب في الرباعي أَبو زيد ومن العِضِّ اليَنْبُوت والواحدة يَنْبوتة وهي شجرة شاكة ذاتُ غِصَنَةٍ ووَرَقٍ وثمرُها جَرْوٌ والجَرْوُ وِعاء بَذْرِ الكَعابير التي في رؤوس العيدان ولا يكون في غير الرؤوس إِلا في مُحَقَّراتِ الشجر وإِنما سمي جَرْواً لأَنه مُدَحْرَجٌ وهو من الشِّرْسِ والعِضِّ وليس من العِضاهِ
( ينبيث ) التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي اليَنْبِيثُ ضرب من سمك البحر قال أَبو منصور اليَنْبِيثُ بوزن فَيْعيلٍ غير البَيْنِيثِ قال ولا أَدري أَعَرَبيٌّ هو أَم دَخِيلٌ ؟ ( ينخ ) اليَنْخ من قولك أَينخ الناقة دعاها للضِّراب فقال لها إِينَخ إِينَخ قال الأَزهري هذا زجر لها كقولك إِخْ إِخْ
( ينع ) يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنَعاً ويُنْعاً ويُنُوعاً فهو يانِعٌ من ثَمَرٍ يَنْعٍ وأَيْنَعَ يُونِعُ إِيناعاً كلاهما أَدْرَكَ ونَضِجَ قال الجوهري ولم تسقط الياء في المتقبل لتقويها بأُختها وفي حديث خَيّابٍ ومِنّا مَنْ أَيْنَعَتْ له ثمرته فهو يَهْدِبُها أَيْنَعَ يُونِعُ ويَنَعَ يَيْنِعُ أَدْرَكَ ونَضِجَ وأَيْنَعَ أَكثر استعمالاً وقرئ ويَنْعِه ويُنْعِه ويانِعِه قال الشاعر في قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ حَوْلَها الزَّيْتُونُ قد يَنَعا قال ابن بري هو للأَحْوَصِ أَو يزيدَ معاوية أَو عبد الرحمن بن حسان وقال آخر لقد أَمَرَتْني أُمُّ أَوْفَى سَفاهةً لأَهْجُرَ هَجْراً حِينَ أَرطَبَ يانِعُهْ أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً واليَنْعُ

الصفحة 4971