كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

النضجُ وفي التنزيل انْظُرُوا إِلى ثَمَرِه إِذا أَثْمَرَ ويَنْعِه وثَمَرٌ يَنِيعٌ وأَيْنَعُ ويانِعٌ واليَنِيعُ واليانِعُ مثل النَّضِيجِ والناضِجِ قال عمرو بن معديكرب كأَنَّ على عَوارِضِهِنَّ راحاً يُفَضُّ عليه رُمّانٌ يَنِيعٌ وقال أَبو حَيّةَ النُّمَيْري له أَرَجٌ مِنْ طِيبِ ما يُلْتَقَى به لأَيْنَعَ يَنْدَى مِن أَراكٍ ومِن سِدْرِ وجمع اليانِعِ يَنْعٌ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ عن ابن كيسان ويقال أَيْنَعَ الثَّمَرُ فهو يانِعٌ ومُونِعٌ كما يقال أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ وقد يكنى بالإِيناعِ عن إِدْراكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ ومنه قول أَبي سَمّالٍ للنجاشي هل لكَ في رُؤُوسِ جُذْعانٍ في كَرِشٍ من أَوّلِ الليلِ إِلى آخره قد أيْنَعَتْ وتَهَرَّأَتْ ؟ وكان ذلك في رمضان قال له النجاشي أَفي رمضان ؟ قال له أَبو السمّال ما شَوّالٌ ورمضانُ إِلا واحداً أَو قال نَعَمْ قال فما تَسْقيني عليها ؟ قال شراباً كالوَرْس يُطيِّبُ النفْس يُكَثِّر الطِّرْق ويُدِرُّ في العِرْق يَشُدُّ العِظام ويُسَهِّلُ للفَدْمِ الكلام قال فثنى رجله فلما أَكَلا وشَرِبا أَخذ فيهما الشراب فارتفعت أَصواتهما فَنَذِرَ بهما بعضُ الجيران فأَتَى عليَّ بن أَبي طالب كرم الله وجهه فقال هل لك في النَّجاشِيِّ وأَبي سمّال سَكْرانَيْنِ من الخمر ؟ فبعث إِليهما عليّ رحمه الله فأَما أَبو سمّال فسَقط إِلى جِيرانٍ له وأَما النجاشيُّ فأُخِذَ فأُتِيَ به عليُّ بن أَبي طالب رضي الله عنه فقال أَفي رمضانَ وصِبْيانُنا صِيامٌ ؟ فأَمر به فجلد ثمانين وزاده عشرين فقال أَبا حسن ما هذه العِلاوةُ ؟ فقال لِجُرْأَتِكَ على الله تعالى فجعل أَهل الكوفة يقولون ضَرطَ النجاشِيُّ فقال كلا إِنها يَمانِيةٌ ووِكاؤُها شَهْر كل ذلك حكاه ابن الأَعرابي وأَما قول الحجاج إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها فإِنما أَراد قد قَرُبَ حِمامُها وحانَ انْصِرامُها شبه رؤُوسهم لاستحقاقهم القتل بثمار قد أَدركت وحان أَن تُقْطَفَ واليانِعُ الأَحمر من كمل شيء وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ وامرأَة يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ وقال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريّ ونَحْراً عليه الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه تَرائبَ لا شُقْراً ينَعْنَ ولا كُهْبا قال ابن بري واليُنُوعُ الحُمْرةُ من الدَّمِ قال المرّار وإِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ تَرَكْنَ جَنادِلاً منه يُنُوعا قال ابن الأَثير ودمٌ يانِعٌ مُحْمارٌّ واليَنَعةُ خَرَزَةٌ حَمْراء وفي حديث الملاعنة أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ابن الملاعنة إِنْ جاءتْ به أُمّه أُحَيْمِرَ مِثْلَ اليَنَعةِ فهو لأَبيه الذي انْتَفَى منه قيل اليَنَعةُ خَرَزة حَمْراء وجمعه يَنَعٌ واليَنَعةُ أَيضاً ضَرْبٌ من العَقِيق معروف وفي التهذيب اليَنَعُ بغير هاء ضرب من العقيق معروف والله أَعلم ( ينم ) اليَنَمةُ عُشبةٌ طَيِّبةٌ واليَنَمةُ عشبةُ إِذا رَعَتْها الماشيةُ كثُرَ رغوةُ أَلْبانها في قِلَّة ابن سيده اليَنَمةُ نَبْتةٌ من أَحْرار البقول تَنْبت في السَّهل ودَكادِكِ الأَرض لها ورقٌ طِوالٌ لطافٌ محَدَّبُ الأَطرافِ عليه وبَرٌ أَغْبَرُ كأَنه قطع الفِراءِ وزَهْرَتُها مثلُ سُنْبلةِ الشعير وحبُّها صغيرٌ وقال أَبو حنيفة اليَنَمةُ ليس لها زهرٌ وفيها حبٌّ كثير يَسْمَن عليها الإِبلُ ولا تَغْزُرُ قال ومن كلام العرب قالت اليَنَمةُ أَنا اليَنَمه أَغْبُقُ الصبيَّ بعد العَتَمه وأَكُبُّ ا لثُّمالَ فوق الأَكَمَه تقول دَرِّي يُعَجّل للصبي وذلك أَن الصبيّ لا يَصْبر والجمع يَنَمٌ قال مُرَقِّش ووصف ثورَ وحش بات بغَيْثٍ مُعْشِبٍ نبْتُه مُخْتَلِطٍ حُرْبُثُه واليَنَمْ ويقال يَنَمةٌ خذْواء إِذا استَرْخى ورقها عند تمامه قال الراجز أَعْجَبَها أَكْلُ البعير اليَنَمهْ
( يهب ) في الحديث ذكر يِهَابٍ ويروى إِهابٍ ( 1 )
( 1 قوله « يهاب واهاب » قال ياقوت بالكسر اه وكذا ضبطه القاضي عياض وصاحب المراصد كما في شرح القاموس وضبطه المجد تبعاً للصاغاني كسحاب ) قال ابن الأَثير هو موضع قرب المدينة شرفها اللّه تعالى ( يهت ) أَيْهَتَ الجُرْحُ يُوهِتُ وكذلك اللحم أَنْتَنَ ( يهر ) اليَهْيَرُّ اللجاجة والتمادي في الأَمر وقد اسْتَيْهَرَ والمُسْتَيْهِرُ الذاهب العقل عن ثعلب وأَنشد يَسْعَى ويَجْمَعُ دائباً مُسْتَيْهِراً جِدًّا وليس بآكِلٍ يَجْمَعُ واسْتَيْهَرَتِ الحُمُرُ فَزِعَتْ عنه أَيضاً والله أَعلم ( يهم ) اليَهْماءُ مفازةٌ لا ماء فيها ولا يُسْمع فيها صوتٌ وقال عُمارة الفَلاة التي لا ماء فيها ولا عَلَمَ فيها ولا يُهتدَى لطُرُقِها وفي حديث قُسٍّ كلُّ يَهماء يَقْصُرُ الطَّرْفُ عنها أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا ويقال لها هَيْماء وليلٌ أَيْهَمُ لا نجُومَ فيه واليَهْماء فلاةٌ مَلْساء ليس بها نبتٌ والأَيْهَمُ البلدُ الذي لا عَلَم به واليَهْماءُ العَمْياء سميت به لِعَمَى مَن يَسْلُكها كما قيل

الصفحة 4972