كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

للسَّيْلِ والبعير الهائج الأَيْهَمانِ لأَنهما يَتَجَرْثَمانِ كلَّ شيء كتَجَرْثُم الأَعْمى ويقال لهما الأَعْمَيان واليَهْماءُ التي لا مَرْتَع بها أَرضٌ يَهْماء واليَهْماءُ الأَرضُ التي لا أَثر فيها ولا طَرِيقَ ولا عَلَمَ وقيل هي الأَرض التي لا يُهتَدى فيها لطريقٍ وهي أَكثر استعمالاً من الهَيْماء وليس لها مذَكَّر من نوعها وقد حكى ابن جني بَرٌّ أَيْهَمُ فإِذا كان ذلك فلها مُذكَّر والأَيْهَمُ من الرجال الجريء الذي لا يُستطاعُ دَفْعُه وفي التهذيب الشجاعُ الذي لا يَنْحاشُ لشيء وقيل الأَيْهَمُ الذي لا يَعي شيئاً ولا يحفظُه وقيل هو الثَّبْتُ العِناد جهلاً لا يَزِيغُ إِلى حجّةٍ ولا يَتَّهِمُ رأْيَه إِعجاباً والأَيْهَمُ الأَصَمُّ وقيل الأَعْمى الأَزهري والأَيْهَمُ من الناس الأَصمُّ الذي لا يَسمع بيِّنُ اليَهَمِ وأَنشد كأَني أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَيْهَما وسَنَةٌ يَهْماء ذات جُدوبةٍ وسِنون يُهْمٌ لا كلأَ فيها ولا ماءَ ولا شجر أَبو زيد سَنةٌ يَهْماءُ شديدةٌ عَسِرَةٌ لا فَرَحَ فيها والأَيْهَمُ المُصابُ في عقله والأَيَهمُ الرجلُ الذي لا عقلَ له ولا فَهْمَ قال العجاج إِلاَّ تَضالِيلُ الفُؤادِ الأَيِْهَمِ أَراد الأَهْيم فقلبه وقال رؤبة كأَنما تَغْريدُه بعد العَتَمْ مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ أَوحادٍ نَهَمْ أَو راجزٌ فيه لَجاجٌ ويَهَمْ أَي لا يَعْقِل والأَيْهَمانِ عند أَهل الحَضَر السيلُ والحريقُ وعند الأَعراب الحريقُ والجملُ الهائجُ لأَنه إِذا هاجَ لم يُستَطَعْ دَفْعُه بمنزلة الأَيهَمِ من الرجال وإِنما أَيْهَمَ لأَنه ليسَ مما يُسْتطاعُ دَفْعُه ولا يَنْطِق فيُكلَّم أَو يُسْتَعْتَب ولهذا قيل للفلاة التي لا يُهْتَدَى بها للطريق يَهْماء والبَرُّ أَيْهم قال الأَعشى ويَهْماء بالليل عَطْشَى الفَلا ةِ يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيّادِها قال ابن جني ليس أَيْهَم ويَهْماء كأَدْهَم ودَهْماء لأَمْرَين أَحدهما أَن الأَيهَمَ الجملُ الخائجُ أَو السيلُ واليَهْماءُ الفلاة والآخر أَن أَيْهم لو كان مذكر يَهْماء لوجب أَن يأْتي فيهما يُهْمٌ مثل دُهْمٍ ولم يسمع ذلك فعُلم لذلك أَن هذا تَلاقٍ بين اللفظ وأَن أَيْهَم لا مؤنَّث له وأَن يَهْماء لا مذكَّر له والأَيْهَمانِ عند أَهل الأَمْصارِ السيلُ والحَريقُ لأَنه لا يُهْتَدى فيهما كيف العملُ كما لا يُهْتَدى في اليَهْماءِ والسَّيلُ والجملُ الهائجُ الصَّؤُولُ يُتعوَّذُ منهما وهُما الأَعْمَيانِ يقال نَعُوذ بالله من الأَيْهَمَيْنِ وهما البعيرُ المُغْتَلِم الهائجُ والسيلُ وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتعوَّذُ من الأَيْهَمَيْنِ قال وهما السيلُ والحريق أَبو زيد أَنت أَشدُّ وأَشجعُ من الأَيْهَمَيْنِ وهما الجملُ والسَّيْلُ ولا يقال لأَحدِهما أَيْهَم والأَيْهَمُ الشامخُ من الجبالِ والأَيْهمُ من الجبال الصَّعْبُ الطويلُ الذي لا يُرْتَقَى وقيل هو الذي نبات فيه وأَيْهم اسمٌ وجبلةُ بن الأَيْهم آخرُ ملوك غسّان
( يهيه ) ياهٍ ياهٍ وياهِ ياهِ من دعاء الإِبل ويَهْيَه بالإِبل يَهْيَهةً ويَهْياهاً دعاها بذلك وقال لها ياهِ ياهِ والأَقْيَسُ يِهْياهاً بالكسر ويَهْ حكاية الداعي بالإِبل المُيَهْيَهِ بها يقول الراعي لصاحبه من بعيد ياهٍ ياهٍ أَقْبِلْ وفي التهذيب يقول الرجل لصاحبه ولم يخص الراعي قال ذو الرُّمَُةِ يُنادِي بِيَهْياهٍ وياهٍ كأَنه صُوَيْتُ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحبُهْ ويروى تَلَوَّمَ يَهْياهٍ يقول إِنه يناديه يا هِياهِ ثم يسكت منتظراً الجواب عن دعوته فإِذا أَبطأَ عنه قال ياهٍ قال وياهِ ياهِ نداءَان قال وبعض العرب يقول يا هَياهِ فينصب الهاء الأُولى وبعض العرب يقول يا هَياهِ فينصب الهاء الأُولى وبعض يكره ذلك ويقول هَياهِ من أَسماء الشياطين وتقول يَهْيَهْتُ به الأَصمعي إِذا حَكَوْا صوت الداعي قالوا يَهْياهٍ وإِذا حكوا صوت المُجِيبِ قالوا ياهٍ والفعل منهما جميعاً يَهْيَهْتُ وقال في تفسير بيت ذي الرمة إِن الداعي سمع صوتاً يا هَياهٍ فأَجاب بياهٍ رجاء أَن يأْتيه الصوت ثانيةً فهو مُتَلَوِّمٌ بقول ياهٍ صوتاً يا هِياهٍ قال ابن بري الذي أَنشده أَبو علي لذي الرُّمَّةِ تَلَوَّمَ يَهْياهٍ إِليها وقد مضَى من الليل جَوْزٌ واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ وقال حكايةً عن أَبي بكر اليَهْياهُ صوت الراعي وفي تَلَوَّمَ ضمير الراعي ويَهياه محمول على إِضمار القول قال ابن بري والذي في شِعره في رواية أَبي العباِس الأَحْوَلِ تَلَوَّمَ يَهْياهٍ بياهٍ وقد بَدَا من الليل جَوْزٌ واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ وكذا أَنشده أَبو الحسن الصَّقَلِّي النحوي وقال اليَهْياهُ صوت المُجِيبِ إِذا قيل له ياهٍ وهو اسم لاسْتَجِبْ والتنوين تنوين التنكير وكأَنَ يَهياه مقلوب هَيْهاه قال ابن بري وأَما عجز البيت الذي أَنشده الجوهري فهو لصدر بيت قبل البيت الذي يلي هذا وهو إِذا ازْدَحَمَتْ رَعْياً دعا فَوَقَهُ الصَّدَى دُعاءَ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحِبُهْ الأَزهري قال أَبو الهيثم في قول ذي الرمة تَلَوَّم يَهْياهٍ بياهٍ قال هو حكاية الثُّوَباءٍ

الصفحة 4973