كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 6)

ابن بُزُرْج ناسٌ من بني أَسَدٍ يقولون يا هَيَاهُ أَقْبِلْ ويا هَيَاهُ أَقْبِلا ويا هَيَاهُ أَقْبِلُوا ويا هَيَاهُ أَقْبِلِي وللنساء كذلك ولغة أُخرى يقولون للرجل يا هَيَاهُ أَقْبِلْ ويا هَيَاهان أَقْبِلا ويا هَيَاهُونَ أَقبلُوا وللمرأَة يا هَيَاهَ أَقْبلي فينصبونها كأَنهم خالفوا بذلك بينها وبين الرجل لأَنهم أَرادوا الهاء فلم يدخلوها وللثنتين يا هَيَاهَتَانِ أَقْبِلا ويا هَيَاهَاتُ
( * قوله « ويا هياهات إلخ » كذا بالأصل والتهذيب والذي في التكملة وللجمع يا هيهات إلخ ) أَقْبِلْنَ ابن الأَعرابي يا هَيَاهُ ويا هَيَاهِ ويا هَيَاتَ ويا هَيَاتِ كل ذلك بفتح الهاء الأَصمعي العامة تقول يا هِيا وهو مولَّد والصواب يا هَياهُ بفتح الهاء ويا هَيا قال أَبو حاتم أَظن أَصله بالسريانية يا هَيا شَرَاهِيا قال وكان أَبو عمرو بن العَلاء يقول يا هَيَاهِ أَقْبِلْ ولا يقول لغير الواحد وقال يَهْيَهْتُ بالرجل من يا هَيَاهِ ابن بُزُرْج وقالوا يا هِيَا ويا هَيَا إِذا كلمته من قريبٍ والله تعالى أََعلم ( يهيا ) يَهْيا من كلام الرِّعاءِ قال ابن بري يَهْيا حكايةُ التَّثاؤب قال الشاعر تَعادَوْا بِيَهْيا مِنْ مُواصَلة الكرى على غائراتِ الطَّرْفِ هُدْلِ المَشافِر ( يوح ) ابن سيده يُوحُ الشمسُ عن كراع لا يدخله الصرف ولا الأَلف واللام والذي حكاه يعقوب بُوحُ قال ابن بري لم يذكر الجوهري في فصل الياء شيئاً وقد جاءَ منه قولهم يُوحُ اسم للشمس قال وكان ابن الأَنباري يقول هو بُوحُ بالباءِ وهو تصحيف وذكره أَبو علي الفارسي في الحَلَبِيَّات عن المبرد بالياءِ المعجمة باثنتين وكذلك ذكره أَبو العَلاءِ بن سليمان في شعره فقال وأَنت مَتى سَفَرْتَ رَدَدْتَ يُوحا قال ولما دخل بغداد اعترض عليه في هذا البيت فقيل له صحفته وإِنما هو بوح بالباءِ واحتجوا عليه بما ذكره ابن السكيت في أَلفاظه فقال لهم هذه النسخ التي بأَيديكم غيّرها شيوخكم ولكن أَخرجوا النسخ العتيقة فأَخرجوا النسخ العتيقة فوجدوها كما ذكره أَبو العلاء وقال ابن خالويه هو يُوحُ بالياء المعجمة باثنتين وصحفه ابن الأَنباري فقال بُوح بالباء المعجمة بواحدة وجرى بين ابن الأَنباري وبين أَبي عمر الزاهد كل شيءٍ حتى قالت الشعراء فيهما ثم أَخرجنا كتاب الشمس والقمر لأَبي حاتم السجستاني فإِذا هو يوح بالياء المعجمة باثنتين وأَما البُوحُ بالباءِ فهو النَّفْس لا غير وفي حديث الحسن بن علي عليهما السلام هل طلعت يُوحِ ؟ يعني الشمس وهو من أَسمائها كبَراحِ وهما مبنيان على الكسر قال ابن الأَثير وقد يقال فيه يُوحى على مثال فعلى وقد يقال بالباء الموحدة لظهورها من قولهم باحَ بالأَمر يَبُوحُ
( يوس ) الْيَاس السِّل وإِلْيَاس بن مُضَر معروف وقول أَبي العاصِيَة السُّلَمي فلَوْ أَنَّ داءَ اليَاسِ بي فأَعانَني طَبِيب بأَرْواح العَقِيقِ شَفانِيَا قال ثعلب داءٌ الْيَاس يعني إِلْيَاس بن مُضَر كان أَصابه السِّل فكانت العرب تسمي السِّل داءَ اليَاس ( يوم ) اليَوْمُ معروفٌ مِقدارُه من طلوع الشمس إِلى غروبها والجمع أَيّامٌ لا يكسَّر إِلا على ذلك وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم ولم يستعملوا فيه جمعَ الكثرة وقوله عز وجل وذكِّرْهم بأَيامِ الله المعنى ذكِّرْهم بِنِعَمِ الله التي أَنْعَمَ فيها عليهم وبِنِقَمِ الله التي انْتَقَم فيها من نوحٍ وعادٍ وثمودَ وقال الفراء معناه خَوِّفْهم بما نزلَ بعادٍ وثمود وغيرِهم من العذاب وبالعفو عن آخرين وهو في المعنى كقولك خُذْهُم بالشدّة واللِّين وقال مجاهد في قوله لا يَرْجُونَ أَيّامَ الله قال نِعَمَه وروي عن أَُبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وذكِّرْهم بأَيام الله قال أَيامُه نِعَمُه وقال شمر في قولهم يَوْماهُ يومُ نَدىً ويومُ طِعان ويَوْماه يوم نُعْمٍ ويومُ بُؤْسٍ فاليومُ ههنا بمعنى الدَّهْر أَي هو دَهْرَه كذلك والأَيّام في أَصلِ البِناء أَيْوامٌ ولكن العرب إِذا وَجَدُوا في كلمة ياءً وواواً في موضع والأُولى منهما ساكنةٌ أَدْغَموا إِحداهما في الأُخرى وجعلوا الياء هي الغالبةَ كانت قبلَ الواو أَو بعدَها إِلاَّ في كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مثل الفُتُوّة والهُوّة وقال ابن كيسان وسُئل عن أَيّامٍ لمَ ذهبَت الواوُ ؟ فأَجاب أَن كلّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ بسكونٍ فإِن الواو تصير ياءً في ذلك الموضع وتُدْغَم إِحداهما في الأخرى من ذلك أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ ومثلُها سيّدٌ وميّت الأَصلُ سَيْوِدٌ ومَيْوِت فأكثر الكلام على هذا إِلا حرفين صَيْوِب وحَيْوة ولو أَعلُّوهما لقالوا صَيِّب وحيّة وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً والأَصل شَوْياً ولَوْياً وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن قول العرب اليَوْم اليَوْم فقال يريدون اليَوْم اليَوِمَ ثم خفّفوا الواو فقالوا اليَوْم اليَوْم وقالوا أَنا اليومَ أَفعلُ كذا لا يريدون يوماً بعينه ولكنهم يريدون الوقتَ الحاضرَ حكاه سيبويه ومنه قوله عز وجل اليومَ أَكْمَلتُ لكم دِينكم وقيل معنى اليومَ أَكملتُ لكم دِينَكم أَي فَرَضْتُ ما تحتاجون إِليه في دِينِكم وذلك حسَنٌ

الصفحة 4974