كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

وهَبَّتِ الشامِلُ البَلِيلُ وإِذْ باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا وقال آخر ثم جَزاه اللهُ عَنَّا إِذْ جَزى جَنَّاتِ عَدْنٍ والعلالِيَّ العُلا أَراد إِذا جَزَى وروى الفراء عن الكسائي أَنه قال إِذاً منوّنة إِذا خَلت بالفعل الذي في أَوَّله أَحد حروف الاستقبال نصبته تقول من ذلك إِذاً أَكْرِمَك فإذا حُلْتَ بينها وبينه بحرف رَفَعْتَ ونصبت فقلت فإِذاً لا أُكْرِمُك ولا أُكْرِمَك فمن رفع فبالحائل ومن نصب فعلى تقدير أَن يكون مُقدَّماً كأَنك قلت فلا إِذاً أُكْرِمَك وقد خلت بالفعل بلا مانع قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى وهكذا يجوز أَن يُقرأَ فإِذاً لا يُؤتُون الناسَ نَقِيراً بالرفع والنصب قال وإِذا حُلت بينها وبين الفعل باسم فارْفَعه تقول إِذاً أَخُوك يُكْرِمُك فإِن جعلت مكان الاسم قسَماً نَصَبْتَ فقلت إِذاً والله تَنامَ فإِن أَدخلت اللام على الفعل مع القَسَم رفعت فقلت إِذاً واللهِ لَتَنْدَمُ قال سيبويه حكى بعض أَصحاب الخليل عنه أَنْ هي العامِلةُ في باب إِذاً قال سيبويه والذي نذهب إِليه ونحكيه عنه أَن إِذاً نَفسها الناصِبةُ وذلك لأَن إِذاً لما يُسْتَقبل لا غير في حال النصب فجعلها بمنزلة أَنْ في العمل كما جُعلت لكنّ نظيرة إِنَّ في العمل في الأَسماء قال وكلا القولين حَسَنٌ جَمِيل وقال الزَّجاج العامل عندي النصب في سائر الأَفعال أَنْ إِما أَن تقع ظاهرة أَو مضمرة قال أَبو العباس يكتب كَذَى وكَذَى بالياء مثل زكى وخَسَى وقال المبرد كذا وكذا يكتب بالأَلف لأَنه إِذا أُضيف قيل كذاك فأُخبر ثعلب بقوله فقال فتى يكتب بالياء ويضاف فيقال فتاك والقراء أَجمعوا على تفخيم ذا وهذه وذاك وذلك وكذا وكذلك لم يميلوا شيئاً من ذلك والله أَعلم
( إذا ) الجوهري إذا اسم يدل على زمان مستقبل ولم تستعمل إلاَّ مُضافة إلى جملة تقول أَجِيئُك إذا احْمَرّ البُسْرُ وإذا قَدِمَ فلان والذي يدل على أَنها اسم وقوعها موقع قولك آتِيكَ يومَ يَقْدَمُ فلان وهي ظرف وفيها مُجازاة لأَنّ جزاء الشرط ثلاثة أَشياء أَحدها الفعل كقولك إنْ تأْتِني آتِك والثاني الفاء كقولك إن تَأْتِني فأَنا مُحْسِنٌ إليك والثالث إذا كقوله تعالى وإنْ تُصِبْهم سيئة بما قدّمتْ أَيديهم إذا هُمْ يَقْنَطُون وتكون للشيء توافقه في حال أَنت فيها وذلك نحو قولك خرجت فإذا زَيْدٌ قائمٌ المعنى خرجت ففاجأَني زيد في الوقت بقيام قال ابن بري ذكر ابن جني في إعراب أَبيات الحماسة في باب الأدب في قوله بَيْنا نَسُوسُ النَّاسَ والأَمْرُ أَمْرُنا إذا نَحنُ فيهمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ قال إذا في البيت هي المَكانِيَّة التي تَجِيء للمُفاجأَة قال وكذلك إذْ في قول الأَفوه بَيْنَما الناسُ عَلى عَلْيائِها إذْ هَوَوْا في هُوَّةٍ فيها فَغارُوا فإذْ هنا غير مضافة إلى ما بعدها كَإذا التي للمفاجأة والعامل في إذْ هَوَوْا قال وأَمّا إذْ فهي لما مضى من الزمان وقد تكون للمُفاجأة مثل إذا ولا يَلِيها إلا الفِعلُ الواجب وذلك نحو قولك بينما أَنا كذا إذْ جاء زيد وقد تُزادَان جميعاً في الكلام كقوله تعالى وإذْ واعَدْنا مُوسى أَي وَواعَدْنا وقول عبد مناف بن رِبْع الهُذَليّ حتَّى إذا أَسْلَكُوهم في قُتائِدةٍ شَلاٌّ كما تَطْردُ الجمَّالةُ الشُّرُدا أَي حتى أَسلكوهم في قُتائدة لأَنه آخر القصيدة أو يكون قد كَفَّ عن خبره لعلم السامع قال ابن بري جواب إذا محذوف وهو الناصب لقوله شَلاًّ تقديره شَلُّوهم شَلاًّ وسنذكر من معاني إذا في ترجمة ذا ما ستقف عليه إن شاء الله تعالى
( أذج ) أَبو عمرو أَذَجَ إِذا أَكثر من الشراب
( أذذ ) أَذَّ يَؤُذُّ قطع مثل هذَّ وزعم ابن دريد أَن همزة أَذَّ بدل من هاء هذَّ قال يَؤُذُّ بالشَّفْرة أَيّ أَذِّ مِنْ قَمَعٍ ومَأْنَةٍ وفلْذِ وشَفْرَةٌ أَذُوذٌ قاطعة كَهَذوذٍ وإِذْ كلمة تدل على ما مضى من الزمان وهو اسم مبني على السكون وحقه أَن يكون مضافاً إِلى جملة تقول جئتك إِذ قام زيد وإِذ زيد قائم وإِذ زيد يقوم فإِذا لم تُضَفْ نُوِّنت قال أَبو ذؤيب نَهَيْتُكَ عن طِلابِك أُمَّ عَمْرٍو بِعاقِبةٍ وأَنت إِذٍ صحِيحُ أَراد حينئذ كما تقول يومئذ وليلتئذ وهو من حروف الجزاء إِلا أَنه لا يجازى به إِلا مع ما تقول إِذ ما تأْتني آتك كما تقول إن تأْتني وقتاً آتِك قال العباسُ بن مِرادسٍ يمدحُ النبيّ صلى الله عليه وسلم يا خيرَ مَن رَكِبَ المَطِيَّ ومن مَشى فوق الترابِ إِذا تُعَدُّ الأَنْفُسُ بكل أَسلَم الطاغُوتُ واتُّبِعَ الهُدَى وبك انجلى عنا الظلامُ الحِنْدِسُ إِذ ما أَتيتَ على الرسولِ فقل له حقًّا عليك إِذا اطمأَن المجلِسُ وهذا البيت أَورده الجوهريُّ إِذ ما أَتيتَ على الأَمير قال ابن بري وصواب إِنشاده إِذ ما أَتيتَ على الرسول كما أَوردناه قال وقد تكونُ للشيءِ توافِقُه في حالٍ أَنتَ فيها ولا يليها إِلا الفعلُ الواجبُ تقول بينما أَنا كذا إِذ جاء زيد ابن سيده إِذ ظرف لما مضى يقولون إِذ كان وقوله عز وجل وإِذ قال ربك للملائكة إِني جاعل في الأَرض خليفة قال أَبو عبيدة إِذ هنا زائدة قال أَبو إِسحق هذا إِقدام من أَبي عبيدة لأَن القرآن العزيز ينبغي أَن لا يُتكلم فيه إِلا بغاية تحري الحق وإِذ معناها الوقت فكيف تكون لغواً ومعناه الوقت والحجة في إِذ أَنّ الله تعالى خلق الناس وغيرهم فكأَنه قال ابتداء خلْقكم إِذ قال ربك للملائكة إِني جاعل في الأَرض خليفة أَي في

الصفحة 50