كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)
ذلك الوقت قال وأَمّا قول أَبي ذؤيب وأَنت إِذ صحيح فإِنما أَصل هذا أَن تكون إِذ مضافة فيه إِلى جملة إِما من مبتدإِ وخبر نحو قولك جئتك إِذ زيد أَمير وإِما من فعل وفاعل نحو قمت إِذ قام زيد فلما حُذِف المضافُ إِليه إِذ عُوِّضَ منه التنوين فدخل وهو ساكن على الذال وهي ساكنة فكُسِرَت الذالُ لالتقاء الساكنين فقيل يومئذ وليست هذه الكسرةُ في الذال كسرةَ إِعراب وإِن كانت إِذ في موضع جر بإِضافة ما قبلها إِليها وإِنما الكسرة فيها لسكونها وسكون التنوين بعدها كقوله صَهٍ في النكرة وإِن اختلفت جهتا التنوين فكان في إِذٍ عوضاً من المضاف إِليه وفي صَهٍ علماً للتنكير ويدل على أَنَّ الكسرة في ذال إِذٍ إِنما هي حركة التقاء الساكنين هما هي والتنوين قوله « وأَنت إِذٍ صحيح » أَلا ترى أَنَّ إِذٍ ليس قبلها شيء مضاف إِليها ؟ وأَما قول الأَخفش إِنه جُرَّ إِذٍ لأَنه أَراد قبلها حين ثم حذفها وبَقِيَ الجر فيها وتقديره حينئذ فساقط غير لازم أَلا ترى أَن الجماعة قد أَجمعت على أَن إِذْ وكَمْ من الأَسماء المبنية على الوقف ؟ وقول الحُصينِ بن الحُمام ما كنتُ أَحسَبُ أَن أُمِّي عَلَّةٌ حتى رأَيتُ إِذِي نُحازُ ونُقْتَلُ إِنما أَراد إِذ نُحازُ ونُقتل إِلا أَنه لما كان في التذكير إِذي وهو يتذكر إِذ كان كذا وكذا أَجرى الوصلَ مُجرَى الوقف فأَلحقَ الياء في الوصل فقال إِذي وقوله عز وجل َولن ينفعكم اليوم إِذ ظلمتم أَنكم في العذاب مشتركونْ قال ابن جني طاولت أَبا علي رحمه الله تعالى في هذا وراجعته عوداً على بدءٍ فكان أَكثَرَ ما بَرَدَ منه في اليدِ أَنه لما كانت الدارُ الآخرةُ تلي الدارَ الدنيا لا فاصل بينهما إِنما هي هذه فهذه صار ما يقعُ في الآخرةِ كأَنه واقع في الدنيا فلذلك أُجْرِيَ اليومُ وهي للآخرة مُجْرى وقت الظلم وهو قوله إِذ ظلمتم ووقت الظلم إِنما كان في الدنيا فإِن لم تفعل هذا وترتكبه بَقِيَ إِذ ظلمتم غيرَ متعلق بشيء فيصير ما قاله أَبو علي إِلى أَنه كأَنه أَبدل إِذ ظلمتم من اليوم أَو كرره عليه وقول أَبي ذؤيب تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْه ولم نَشْعُرْ إِذاً اني خَلِيفُ قال ابن جني قال خالد إِذاً لغة هذيل وغيرهم يقولون إِذٍ قال فينبغي أَن يكون فتحة ذال إِذاً في هذه اللغة لسكونها وسكون التنوين بعدها كما أَن من قال إِذٍ بكسرها فإِنَّما كسرها لسكونها وسكون التنوين بعدها بمن فهرب إِلى الفتحة استنكاراً لتوالي الكسرتين كما كره ذلك في من الرجل ونحوه
( أذرب ) ابن الأَثير في حديث أَبي بكر رضي عنه لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ على الصُّوفِ الأَذْرَبِيِّ يَأْلَمُ أَحَدُكم النَّوْمَ على حَسَكِ السَّعْدانِ الأَذْرَبِيّ منسوب إِلى أَذْرَبِيجانَ على غير قياس هكذا تقول العرب والقياس أَن يقال أَذَرِيٌّ بغير باء كما يقال في النَّسَب إِلى رامَهُرْمُزَ راميٌّ قال وهو مُطَّرِد في النسب إِلى الاسماءِ المركبة
( أذربج ) أَذْرَبِيجَانُ موضع أَعجمي معرَّب قال الشماخ تَذَكَّرْتُها وَهْناً وقد حالَ دُونها قُرَى أَذْرَبِيجانَ المَسَالِحُ والحالي
( * قوله « والحالي » كذا بالأَصل بالحاء المهملة وبعد اللام ياء تحتية بوزن عالي ومثله في مادة سلح وذكر البيت هناك وفسر المسالح بالمواضع المخوفة وحذا حذوه شارح القاموس في الموضعين لكن ذكر ياقوت في معجم البلدان عند ذكر أَذربيجان هذا البيت وفيه والجال بالجيم بوزن المال بدل الحالي وقال عند ذكر الجال باللام موضع بأذربيجان )
وجعله ابن جني مركباً قال هذا اسم فيه خمسة موانع من الصرف وهي التعريف والتأْنيث والعجمة والتركيب والأَلف والنون
( أذف ) قال في ترجمة أَدف عن الذكر وما شرحه فيه ويروى بالذال المعجمة
( أذن ) أَذِنَ بالشيء إذْناً وأَذَناً وأَذانةً عَلِم وفي التنزيل العزيز فأْذَنوا بحَرْبٍ من الله ورسوله أَي كونوا على عِلْمٍ وآذَنَه الأَمرَ وآذَنه به أَعْلَمَه وقد قُرئ فآذِنوا بحربٍ من الله معناه أَي أَعْلِمُوا كلَّ مَن لم يترك الرِّبا بأَنه حربٌ من الله ورسوله ويقال قد آذَنْتُه بكذا وكذا أُوذِنُه إيذاناً وإذْناً إذا أَعْلَمْته ومن قرأَ فأْذَنُوا أَي فانْصِتُوا ويقال أَذِنْتُ لفلانٍ في أَمر كذا وكذا آذَنُ له إِذْناً بكسر الهمزة وجزمِ الذال واسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً وأَذَّنْتُ أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء والأَذانُ الإعْلامُ وآذَنْتُكَ بالشيء أَعْلمتُكه وآذَنْتُه أَعْلَمتُه قال الله عز وجل فقل آذَنْتُكم على سواءٍ قال الشاعر آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ وأَذِنَ به إِذْناً عَلِمَ به وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي كونوا على إِذْنِهِ أَي على عِلْمٍ به ويقال أَذِنَ فلانٌ يأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ وقوله عز وجل وأَذانٌ من الله ورسولِهِ إلى الناسِ أَي إعْلامٌ والأَذانُ اسمٌ يقوم مقامَ الإيذانِ وهو المصدر الحقيقي وقوله عز وجل وإِذ تأَذَّنَ ربُّكم لئن شَكرتُم لأَزيدنَّكم معناه وإِذ عَلِمَ ربُّكم وقوله عز وجل وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحدٍ إلاَّ بإِذْنِ الله معناه بِعلْمِ الله والإذْنُ ههنا لا يكون إلاَّ من الله لأَن الله تعالى وتقدَّس لا يأْمر بالفحشاء من السحْرِ وما شاكَلَه ويقال فَعلْتُ كذا وكذا بإِذْنِه أَي فعلْتُ بعِلْمِه ويكون بإِذْنِه بأَمره وقال قومٌ الأَذينُ المكانُ يأْتيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ وأَنشدوا طَهُورُ الحَصَى كانت أَذيناً ولم تكُنْ بها رِيبةٌ مما يُخافُ تَريبُ قال ابن بري الأَذِينُ في البيت بمعنى المُؤْذَنِ مثل عَقِيدٍ بمعنى مُعْقَدٍ قال وأَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً على الأَذِينِ بمعنى الأَذانِ قال ابن سيده وبيت امرئ القيس وإني أَذِينٌ إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً بسَيْرٍ ترَى فيه الفُرانِقَ أَزْوَارَا
الصفحة 51
4980