كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)
( * في رواية أخرى وإني زعيمٌ ) أَذينٌ فيه بمعنى مُؤْذِنٍ كما قالوا أَليم ووَجيع بمعنى مُؤْلِم ومُوجِع والأَذِين الكفيل وروى أَبو عبيدة بيت امرئ القيس هذا وقال أَذِينٌ أَي زَعيم وفَعَلَه بإِذْني وأَذَني أَي بِعلْمي وأَذِنَ له في الشيءِ إِذْناً أَباحَهُ له واسْتَأْذَنَه طَلَب منه الإذْنَ وأَذِنَ له عليه أَخَذَ له منه الإذْنَ يقال ائْذَنْ لي على الأمير وقال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث وإني إذا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه على الإذْنِ من نفْسي إذا شئتُ قادِرُ وقول الشاعر قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها تِيذَنْ فإني حَمْؤُها وجارُها قال أَبو جعفر أَراد لِتأْذَنْ وجائز في الشِّعر حذفُ اللام وكسرُ التاء على لغة مَن يقولُ أَنتَ تِعْلَم وقرئ فبذلك فَلْتِفْرَحوا والآذِنُ الحاجِبُ وقال تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى وأَذِنَ له أَذَناً اسْتَمَعَ قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ إن يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بها فَرَحاً منّي وما سَمعوا من صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذا سمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به وإنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنوا قال ابن سيده وأَذِنَ إليه أَذَناً استمع وفي الحديث ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآن قال أَبو عبيد يعني ما استمَعَ اللهُ لشيء كاستِماعِهِ لِنَبيٍّ يتغنَّى بالقرآن أَي يتْلوه يَجْهَرُ به يقال أَذِنْتُ للشيء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له قال عديّ أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ إنَّ همِّي في سماعٍ وأَذَنْ وقوله عز وجل وأَذِنَتْ لِرَبِّها وحُقَّتْ أَي اسْتَمعَتْ وأَذِنَ إليهِ أَذَناً استمع إليه مُعْجباً وأَنشد ابن بري لعمرو بن الأَهْيَم فلَمَّا أَنْ تسَايَرْنا قَليلاً أَذِنَّ إلى الحديثِ فهُنَّ صُورُ وقال عديّ في سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ له وحديثٍ مثْل ماذِيٍّ مُشار وآذَنَني الشيءُ أَعْجَبَنِي فاستَمعْتُ له أَنشد ابن الأَعرابي فلا وأَبيك خَيْر منْك إني لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ وأَذِنَ للَّهوْ اسْتَمع ومالَ والأُذْنُ والأُذُنُ يخفَّف ويُثَقَّل من الحواسّ أُنثى والذي حكاه سيبويه أُذْن بالضم والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك وتصغيرها أُذَيْنة ولو سَمَّيْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَيْن فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عنه بالنقل إلى المذكر فأَما قولهم أُذَيْنة في الاسم العلم فإنما سمي به مصغَّراً ورجل أُذْنٌ وأُذُنٌ مُسْتَمِع لما يُقال له قابلٌ له وصَفُو به كما قال مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَق فوصف به لأَن في مِئْبَرةٍ وأَشْفى معنى الحِدَّة قال أَبو علي قال أَبو زيد رجل أُذُنٌ ورجال أُذُنٌ فأُذُنٌ للواحد والجمع في ذلك سواء إذا كان يسمع مقالَ كلّ أَحد قال ابن بري ويقال رجل أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ ولا يثنى ولا يجمع قال وإنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْويلاً وتشنيعاً كما قالوا للمرأَة ما أَنتِ إلا بُطَين وفي التنزيل العزيز ويقولون هو أُذُنٌ قل أُذُنٌ خيرٍ لكم أَكثرُ القرّاء يقرؤون قل أُذُنٌ خير لكم ومعناه وتفْسيرُه أَن في المُنافِقينَ من كان يَعيب النبي صلى الله عليه وسلم ويقول إن بَلَغَه عني شيء حَلَفْت له وقَبِلَ مني لأَنه أُذُنٌ فأَعْلَمه الله تعالى أَنه أُذُنُ خيرٍ لا أُذُنُ شرٍّ وقوله تعالى أُذُنُ خيرٍ لكم أي مُسْتَمِعُ خيرٍ لكم ثم بيّن ممن يَقْبَل فقال تعالى يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين أََي يسمع ما أَنزَلَ الله عليه فيصدِّق به ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه به وقوله في حديث زيد بن أَرْقَم هذا الذي أَوْفَى الله بأُذُنِه أَي أَظهرَ صِدْقَه في إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه ورجل أُذانِيّ وآذَنُ عظيمُ الأُذُنَيْنِ طويلُهما وكذلك هو من الإبلِ والغنم ونَعْجةٌ أَذْناءُ وكَبْشٌ آذَنُ وفي حديث أَنس أَنه قال له يا ذا الأُذُنَيْنِ قالَ ابن الأَثير قيل معناه الحضُّ على حُسْنِ الاستِماعِ والوَعْي لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ ومَنْ خلَق الله له أُذُنَيْنِ فأََغْفَلَ الاستِماع ولم يُحْسِن الوَعْيَ لم يُعْذَرْ وقيل إن هذا القول من جملة مَزْحه صلى الله عليه وسلم ولَطيف أَخلاقه كما قال للمرأَة عن زوجها أَذاك الذي في عينِه بياضٌ ؟ وأَذَنَه أَذْناً فهو مأْذونٌ أَصاب أُذُنَه على ما يَطَّرِد في الأَعضاء وأَذَّنَه كأَذَنَه أَي ضرَب أُذُنَه ومن كلامهم لكل جابهٍ جَوْزةٌ ثم يُؤَذَّنُ الجابهُ الواردُ وقيل هو الذي يَرِدُ الماء وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ والجَوْزةُ السَّقْية من الماء يَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن يَسْقوه ماءً لأَهله وماشيتِه سَقَوْه سقْيةً واحدة ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه ليس عندهم أَكثرُ من ذلك وأُذِنَ شكا أُذُنَه وأُذُنُ القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ كلُّه على التشبيه ولذلك قال بعض المُحاجِين ما ذُو ثلاث آذان يَسْبِقُ الخَيْل بالرَّدَيان ؟ يعني السَّهمَ وقال أَبو حنيفة إذا رُكِّبت القُذَذُ على السهم فهي آذانُه وأُذُنُ كلّ شيء مَقْبِضُه كأُذُنِ الكوز والدَّلْو على التشبيه وكلُّه مؤنث وأُذُنُ العَرفج والثُّمام ما يُخَدُّ منه فيَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ وذلك لكونه على شكل الأُذُنِ وآذانُ الكيزانِ عُراها واحدَتها أُذُنٌ وأُذَيْنةُ اسم رَجُلٍ ليست مُحَقَّرة على أُذُن في التسمية إذ لو كان كذلك لم تلحق الهاء وإنما سُمّيَ بها مُحَقَّرة من العُضْو وقيل أُذَيْنة اسمُ ملِك من ملوك اليمن وبنو أُذُنٍ بطنٌ من هوازن وأُذُن النَّعْل ما أَطافَ منها بالقِبال وأَذَّنْتُها جعلتُ لها أُذُناً وأَذَّنْتُ الصبيَّ عرَكْتُ أُذُنَه وأُذُنُ الحمارِ نبتٌ له ورق عَرْضُه مثل الشِّبْر وله أَصل يؤكل أَعظم من الجَزرة مثل الساعد وفيه حلاوة عن أَبي حنيفة والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ النّداءُ إلى الصلاة وهو الإعْلام بها وبوقتها قال سيبويه وقالوا أَذَّنْت وآذَنْتُ فمن العرب من يجعلهما بمعنىً ومنهم من يقول أَذَّنْت للتصويت
الصفحة 52
4980