كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

بإعْلانٍ وآذَنْتُ أََعلمْت وقوله عز وجل وأَذِّنْ في الناس بالحجّ روي أَنَّ أَذان إبراهيم عليه السلام بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادى أَيّها الناس أَجيبُوا الله يا عباد الله أَطيعوا الله يا عباد الله اتقوا الله فوَقَرَتْ في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأَسْمَعَ ما بين السماء والأَرض فأَجابه مَن في الأَصْلاب ممّن كُتِب له الحج فكلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهيم عليه السلام وروي أَن أَذانه بالحجّ كان يا أَيها الناس كتب عليكم الحجّ والأَذِينُ المُؤذِّنُ قال الحُصَينُ بن بُكَيْر الرَّبْعيّ يصف حمارَ وحش شَدَّ على أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ السَّحْقُ الطَّرْدُ والمِئْذنةُ موضعُ الأَذانِ للصلاة وقال اللحياني هي المنارةُ يعني الصَّومعةَ أَبو زيد يقال للمنارة المِئْذَنة والمُؤْذَنة قال الشاعر سَمِعْتُ للأَذانِ في المِئْذَنَهْ وأَذانُ الصلاة معروف والأَذِينُ مثله قال الراجز حتى إذا نُودِيَ بالأَذِين وقد أذَّنَ أَذاناً وأَذَّنَ المُؤذِّن تأْذيناً وقال جرير يهجو الأَخطل إنّ الذي حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً جعلَ الخِلافةَ والنُّبوَّةَ فينا مُضَرٌ أَبي وأَبو الملوكِ فهل لكم يا خُزْرَ تَغْلِبَ من أَبٍ كأَبِينا ؟ هذا ابنُ عمِّي في دِمَشْقَ خليفةٌ لو شِئْتُ ساقَكمُ إليّ قَطينا إنّ الفَرَزْدَقَ إذ تَحَنَّفَ كارِهاً أَضْحَى لِتَغْلِبَ والصَّلِيبِ خَدِينا ولقد جَزِعْتُ على النَّصارى بعدما لَقِيَ الصَّليبُ من العذاب معِينا هل تَشْهدون من المَشاعر مَشْعراً أَو تسْمَعون من الأَذانِ أََذِينا ؟ ويروى هذا البيت هل تَمْلِكون من المشاعِرِ مشعراً أَو تَشْهدون مع الأَذان أذينا ؟ ابن بري والأَذِينُ ههنا بمعنى الأَذانِ أَيضاً قال وقيل الأَذينُ هنا المُؤَذِّن قال والأَذينُ أيضاً المُؤذّن للصلاة وأَنشد رجز الحُصَين بن بُكَير الرَّبعي سَحْقاً وما نادَى أَذينُ المَدَرَهْ والأَذانُ اسمُ التأْذين كالعذاب اسم التّعذيب قال ابن الأَثير وقد ورد في الحديث ذكر الأَذان وهو الإعلام بالشيء يقال منه آذَنَ يُؤْذِن إيذاناً وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِيناً والمشدّدُ مخصوصٌ في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة والأَذانُ الإقامةُ ويقال أَذَّنْتُ فلاناً تأْذيناً أَي رَدَدْتُه قال وهذا حرفٌ غريب قال ابن بري شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق وحتى علا في سُور كلِّ مدينةٍ مُنادٍ يُنادِي فَوْقَها بأَذان وفي الحديث أَنّ قوماً أَكلوا من شجرةٍ فحمَدوا فقال عليه السلام قرِّسُوا الماء في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذانَيْن أَراد بهما أَذانَ الفجر والإقامَة التَّقْريسُ التَّبْريدُ والشِّنان القِرَبْ الخُلْقانُ وفي الحديث بين كلّ أَذانَيْن صلاةٌ يريد بها السُّنَن الرواتبَ التي تُصلَّى بين الأَذانِ والإقامةِ قبل الفرض وأَذَّنَ الرجلَ ردَّه ولم يَسْقِه أَنشد ابن الأَعرابي أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَي رَدَّنا فلم يَسْقِنا قال ابن سيده وهذا هو المعروف وقيل أَذَّنه نَقَر أُذُنَه وهو مذكور في موضعه وتَأَذَّنَ لَيَفعَلنَّ أَي أَقسَم وتَأَذَّنْ أَي أعْلم كما تقول تَعَلَّم أَي اعْلَم قال فقلتُ تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْد غرّةً وإلاّ تُضَيِّعْها فإنك قاتِلُهْ وقوله عز وجل وإذ تأَذَّنَ ربُّك قيل تَأَذَّن تأَلَّى وقيل تأَذَّنَ أَعْلَم هذا قول الزجاج الليث تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كذا وكذا يراد به إيجابُ الفعل وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعنًى كما يقال أَيْقَن وتَيَقَّنَ ويقال تأَذَّنَ الأَميرُ في الناس إذا نادى فيهم يكون في التهديد والنَّهيْ أَي تقدَّم وأَعْلمَ والمُؤْذِنُ مثل الذاوي وهو العودُ الذي جَفَّ وفيه رطوبةٌ وآذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ يجِفّ فتَرى بعضَه رطْباً وبعضه قد جَفّ قال الراعي وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ التهذيب والأذَنُ التِّبْنُ واحدته أَذَنةٌ وقال ابن شُميل يقال هذه بقلةٌ تجِدُ بها الإبلُ أَذَنةً شديدة أَي شَهْوةً شديدة والأََذَنَةُ خوصةُ الثُّمامِ يقال أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه ابن شميل أَذِنْتُ لحديث فلان أَي اشتهيته وأَذِنْتُ لرائحة الطعام أَي اشتهيته وهذا طعامٌ لا أَذَنة له أَي لا شهوة لريحه وأَذَّن بإرسالِ إبلِه أَي تكلمّ به وأَذَّنُوا عنِّي أَوَّلها أَي أَرسلوا أَوَّلها وجاء فلانٌ ناشراً أُذُنَيْه أَي طامعاً ووجدت فلاناً لابساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً ابن سيده وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ وتأْويلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَو كما جرى وقالوا ذَنْ لا أَفعلَ فحذفوا همزة إذَنْ وإذا وقفت على إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً وإنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالَهما في ذلك حالُ النون التي هي علَمُ الصرف وإن كانت نونُ إذنْ أصلاً وتانِك النونانِ زائدتين فإنْ قلت فإذا كانت النون في إذَنْ أَصلاً وقد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجيز في نحو حَسَن ورَسَن ونحو ذلك مما نونه أَصل فيقال فيه حسا ورسَا ؟ فالجواب إن ذلك لا يجوز في غير إذَنْ مما نونه أَصلٌ وإن كان

الصفحة 53