كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

ذلك قد جاء في إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ فالنون فيها بعضُ حرفٍ فجاز ذلك في نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد ونون الصرف وأَما النونُ في حَسَن ورَسَن ونحوهما فهي أَصلٌ من اسم متمكن يجري عليه الإعرابُ فالنون في ذلك كالدال من زيدٍ والراء من نكيرٍ ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصرف ساكنتان فهي لهذا ولِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإسم المتمكن الجوهري إذنْ حرفُ مُكافأَة وجوابٍ إن قدَّمْتَها على الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غير وأَنشد ابن بري هنا لسَلْمى بن عونة الضبِّيّ قال وقيل هو لعبد الله ابن غَنَمة الضبِّيّ ارْدُدْ حِمارَكَ لا يَنْزِعْ سوِيَّتَه إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروبُ قال الجوهري إذا قال لك قائلٌ الليلةَ أَزورُكَ قلتَ إذَنْ أُكْرمَك وإن أَخَّرْتها أَلْغَيْتَ قلتَ أُكْرِمُكَ إذنْ فإن كان الفعلُ الذي بعدها فعلَ الحال لم تعمل لأَن الحال لا تعمل فيه العواملُ الناصبة وإذا وقفتَ على إذَنْ قلت إذا كما تقول زيدَا وإن وسَّطتها وجعلتَ الفعل بعدها معتمداً على ما قبلها أَلْغَيْتَ أَيضاً كقولك أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها في عوامل الأَفعال مُشبَّهةٌ بالظنّ في عوامل الأَسماء وإن أَدخلت عليها حرفَ عطفٍ كالواو والفاء فأَنتَ بالخيارِ إن شئت أَلغَيْتَ وإن شئت أَعملْتَ
( أذي ) الأَذَى كل ما تأَذَّيْتَ به آذاه يُؤذِيه أَذىً وأَذاةً وأَذِيَّةً وتَأَذَّيْت به قال ابن بري صوابه آذاني إيذاءً فأَما أَذىً فمصدر أَذِيَ أَذىً وكذلك أَذاة وأَذِيَّة يقال أَذِيْت بالشيء آذَى أَذىً وأَذاةً وأَذِيَّةً فأَنا أَذٍ قال الشاعر لقَدْ أَذُوا بِكَ وَدُّوا لو تُفارِقُهُم أَذَى الهَراسةِ بين النَّعلِ والقَدَم وقال آخر وإذا أَذِيتُ ببَلْدَةٍ فارَقْتُها ولا أُقيم بغَيرِ دَارِ مُقام ابن سيده أَذِيَ به أَذىً وتَأَذّى أَنشد ثعلب تَأَذِّيَ العَوْدِ اشْتكى أن يُرْكَبا والاسم الأَذِيَّةُ والأَذاة أَنشد سيبويه ولا تَشْتُم المَوْلى وتَبْلُغْ أَذاتَهُ فإنَّك إن تَفْعَلْ تُسَفَّهْ وتَجْهَل وفي حديث العَقيقة أَمِيطوا عنه الأَذى يريد الشعر والنجاسة وما يخرج على رأْس الصبي حين يولد يُحْلَق عنه يوم سابعه وفي الحديث أَدْناها إماطةُ الأَذَى عن الطريق وهو ما يؤْذِي فيها كالشوك والحجر والنجاسة ونحوها وفي الحديث كلُّ مُؤْذٍ في النار وهو وعيد لمن يُؤْذِي الناس في الدنيا بعقوبة النار في الآخرة وقيل أَراد كلّ مُؤذٍ من السباع والهوام يُجْعَل في النار عقوبةً لأَهلها التهذيب ورجل أَذيٌّ إذا كان شديد التأَذِّي فِعْلٌ له لازمٌ وبَعيرٌ أَذيٌّ وفي الصحاح بَعيرٌ أَذٍ على فَعِلٍ وناقة أَذِيَةٌ لا تستقر في مكان من غير وجع ولكن خِلْقَةً كأَنها تشكو أَذىً والأَذِيُّ من الناس وغيرهم كالأَذِي قال يُصاحِبُ الشَّيطانَ مَنْ يُصاحِبُه فَهْوَ أَذيٌّ حَمَّةٌ مَصاوِبُه
( * قوله « حمة » كذا في الأصل بالحاء المهملة مرموزاً لها بعلامة الإهمال ) وقد يكون الأَذِيٌّ وقوله عز وجل وَدَعْ أَذاهم تأْويلُه أَذى المنافقين لا تُجازِهِمْ عليه إلى أَن تُؤْمَرَ فيهم بأَمر وقد آذَيْتُه إيذاءً وأَذِيَّةً وقد تَأَذَّيْتُ به تَأَذِّياً وأَذِيتُ آذى أَذىً وآذى الرجلُ فَعَل الأَذى ومنه قوله صلى الله عليه وسلم للذي تَخَطَّى رِقاب الناس يَوْم الجُمُعَة رأَيْتُك آذَيْتَ وآتَيْتَ والآذيُّ المَوْجُ قال امرؤ القيس يصف مطراً ثَجَّ حَتَّى ضاق عن آذِيِّه عَرْضُ خِيمٍ فحِفاف فَيُسُر ابن شميل آذيُّ الماء الأَطباق التي تراها ترفعها من مَتْنهِ الريحُ دونَ المَوْج والآذيُّ المَوْجُ قال المُغِيرة بن حَبْناء إذا رَمى آذِيُّهُ بالطِّمِّ تَرى الرِّجالَ حَوْلَه كالصُّمِّ من مُطْرِقٍ ومُنْصِتٍ مُرِمِّ الجوهري الآذيُّ مَوْجُ البحر والجمع الأَواذيُّ وأَنشد ابن بري للعَجّاج طَحْطَحَهُ آذيُّ بَحْرٍ مُتْأَقِ وفي حديث ابن عباس في تفسير قوله تعالى وإذ أَخَذَ رَبُّك من بَني آدم من ظُهورهم ذُرِّيَّاتِهم قال كأَنَّهم الذَّرُّ في آذِيِّ الماء الآذيُّ بالمد والتشديد المَوْجُ الشديد وفي خُطْبَة علي عليه السلام تَلْتَطِمُ أَو اذيُّ مَوْجِها وإذا وإذْ ظَرْفان من الزمان فإذا لِمَا يأْتي وإذْ لِمَا مضى وهي محذوفة من إذا
( أرب ) الإِرْبَةُ والإِرْبُ الحاجةُ وفيه لغات إِرْبٌ وإِرْبَةٌ وأَرَبٌ ومَأْرُبةٌ ومَأْرَبَة وفي حديث عائشة رضي اللّه تعالى عنها كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِه أَي لحاجَتِه تعني أَنه صلى اللّه عليه وسلم كان أَغْلَبَكم لِهَواهُ وحاجتِه أَي كان يَمْلِكُ نَفْسَه وهَواهُ وقال السلمي الإِرْبُ الفَرْجُ ههنا قال وهو غير معروف قال ابن الأَثير أَكثر المحدِّثين يَرْوُونه بفتح الهمزة والراءِ يعنون الحاجة وبعضهم يرويه بكسر الهمزة وسكون الراءِ وله تأْويلان أَحدهما أَنه الحاجةُ والثاني أَرادت به العُضْوَ وعَنَتْ به من الأَعْضاءِ الذكَر خاصة وقوله في حديث المُخَنَّثِ

الصفحة 54