كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

وهَيَّجْتَ مثل أَرَّشْتَ قال أَبو سعيد ومنه سمي المُؤَرِّجُ الذُّهْلِيُّ جَدُّ المُؤَرِّج الراوية وذلك أَنه أَرَّجَ الحرب بين بكر وتغلب وفي الحديث لمَّا جاءَ نَعِيُّ عمر رضي الله عنه إِلى المدائن أَرِجَ النَّاسُ أَي ضَجُّوا بالبكاء قال وهو من أَرِجَ الطيبُ إِذا فاح وأَرَّجْتُ الحربَ إِذا أَثَرْتَها والأَرَجَانُ الإِغْراءُ بَينَ الناس وقد أَرَّجَ بينهم وأَرَّجَ بالسَّبُعِ كَهَرَّجَ إِما أَن تكون لغة وإِما أَن تكون بدلاً وأَرَجَ الحَقَّ بالباطل يَأْرِجُه أَرْجاً خَلَطه ورجل أَرَّاجٌ ومِئْرَجٌ وأَرَّجَ النارَ وأَرَّثَها أَوْقَدَها مشدد عن ابن الأَعرابي والتَّأْرِيجُ والإِرَاجَةُ شيءٌ من كُتُبِ أَصحاب الدواوين التهذيب والأَوَارِجَةُ من كُتُب أَصحاب الدواوين في الخَرَاج ونحوه ويقال هذا كتابُ التَّأْرِيج ورَوَّجْتُ الأَمرَ فَرَاجَ يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه وأَرَّجانُ موضعٌ حكاه الفارسي وأَنشد أَرادَ اللهُ أَن يُخْزِي بُجَيْراً فسَلَّطَني عليه بأَرَّجانِ وقيل هو بلد بفارس وخففه بعض متأَخري الشعراء فأَقْدَم على ذلك لعُجْمته والأَيارِجَةُ دواء وهو معرَّب
( أرخ ) التَّأْريخُ تعريف الوقت والتَّوْريخُ مثله أَرَّخَ الكتابَ ليوم كذا وَقَّته والواو فيه لغة وزعم يعقوب أَن الواو بدل من الهمزة وقيل إِن التأْريخ الذي يُؤَرِّخُه الناس ليس بعربي محض وإِن المسلمين أَخذوه عن أَهل الكتاب وتأْريخ المسلمين أَُرِّخَ من زمن هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كُتِبَ في خلافة عمر رضي الله عنه فصار تاريخاً إلى اليوم ابن بُزُرْج آرَخْتُ الكتابَ فهو مُؤَارخ وفَعَلْتُ منه أَرَخْتُ أَرْخاً وأَنا آرِخٌ الليث والأَرْخُ والإِرْخُ والأُرْخِيُّ البقر وخص بعضهم به الفَتِيّ منها والجمع آراخٌ وإِراخ والأُنثى أَرْخَة وإِرْخَة والجمع إِراخٌ لا غير والأَرْخُ الأُنثى من البقر البِكْرُ التي لم يَنْزُ عليها الثيران قال ابن مقبل أَو نعجة من إِراخ الرملِ أَخْذَلها عن إِلْفِها واضِحُ الخَدَّينِ مَكْحولُ قال ابن بري هذا البيت يقوي قول من يقول إِن الأَرخ الفتية بكراً كانت أَو غير بكر أَلا تراه قد جعل لها ولداً بقوله واضح الخَدّين مكحول ؟ والعرب تُشَبّه النساءَ الخَفِرات في مشيهن بالإِراخ كما قال الشاعر يَمْشِينَ هَوْناً مِشْيَةَ الإِراخِ والأُرْخِيَّةُ ولد الثَّيْتَل قال أَبو حنيفة الأَرْخُ والإِرْخُ الفتية من بقر الوحش فأَلقى الهاءَ من الأَرْخَة والإِرْخَةُ وأَثبته في الفتيَّة وخص بالأَرْخ الوَحْشَ كما ترى وقد ذكر أَنه الأَزْخُ بالزاي وقال ابن السكيت الأَرْخُ بقر الوحش فجعله جنساً فيكون الواحد على هذا القول أَرْخَة مثل بَطٍّ وبَطَّةٍ وتكون الأَرْخَة تقع على الذكر والأُنثى يقال أَرْخَة ذكر وأَرْخَة أُنثى كما يقال بَطَّةٌ ذكر وبَطَّة أَنثى وكذلك ما كان من هذا النوع جنساً وفي واحده تاء التأْنيث نحو حمام وحمامة تقول حمامة ذكر وحمامة أُنثى قال ابن بري وهذا ظاهر كلام الجوهري لأَنه جعل الإِراخ بقر الوحش ولم يجعلها إِناث البقر فيكون الواحد أَرْخة وتكون منطلقة على المذكر والمؤَنث الصَّيْداويّ الإِرْخُ ولد البقرة الوحشية إِذا كان أُنثى مصعب بن عبدالله الزُّبَيْريّ الأَرخ ولد البقرة الصغير وأَنشد الباهليّ لرجل مَدَنيّ كان بالبصرة ليتَ لي في الخَميسِ خَمْسين عَيْناً كلُّها حَوْلَ مسجدِ الأَشْياخِ
( * قوله « عيناً » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس عاماً )
مسجدٍ لا تزال تَهْوي إِليه أُمُّ أَرْخٍ قِناعُها مُتَراخِي وقيل إِن التأْريخ مأْخوذ منه كأَنه شيء حَدَث كما يَحْدُثُ الولد وقيل التاريخ مأْخوذ منه لأَنه حديث الأَزهري أَنشد محمد بن سَلام لأُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت وما يَبْقى على الحِدْثانِ غُفْرٌ بشاهقةٍ لهُ أُمٌّ رَؤومُ تَبِيتُ الليلَ حانِيةً عليه كما يَخْرَمِّسُ الأَرْخُ الأَطُومُ قال الغُفْرُ ولد الوَعِلِ والأَرْخُ ولد البقرة ويَخْرَمِّسُ أَي يَسْكُتُ والأَطُومُ الضَّمَّامُ بين شفتيه ابن الأَعرابي من أَسماءِ البقرة اليَفَنَة والأَرخ بفتح الهمزة والطَّغْيا واللِّفْتُ قال أَبو منصور الصحيح الأَرْخ بفتح الأَلف والذي حكاه الصيداوي فيه نظر والذي قاله الليث إِنه يقال له الأُرْخيّ لا أَعرفه وقالوا من الأَرْخِ ولدِ البقرة أَرَخْتُ أَرْخاً وأَرَخَ إِلى مكانه يأْرَخُ ( قوله « وأَرخ الى مكانه يأرخ » كذا بضبط الأصل من باب منع ومقتضى اطلاق القاموس أنه من باب كتب ) أُرُوخاً حَنَّ إِليه وقد قيل إِن الأَرْخَ من البقر مشتق من ذلك لحنينه إِلى مكانه ومأْواه
( أردخل ) ابن الأَثير في حديث أَبي بكر بن عياش قيل له من انتخب هذه الأَحاديث ؟ قال انتخبها رجل إِرْدَخْلٌ الإِرْدَخْلُ الضَّخْم يريد أَنه في العلم والمعرفة بالحديث ضَخَم كبير والإِرْدَخْلُ النَّارُّ
( أرر ) الإِرَارُ والأَرُّ غُصْنٌ من شوك أَو قَتادٍ تُضْرَبُ به الأَرضُ حتى تلينَ أَطرافُه ثم تَبُلُّه وتَذُرُّ عليه مِلحاً ثم تُدخِلُه في رَحِم الناقةِ إِذا مارَنَتْ فلم تَلْقَحْ وقد أَرَّها يَؤُرُّها أَرّاً قال الليث الإِرارُ شِبهُ ظُؤُرَةٍ يَؤُرُّ بها الراعي رَحِمَ الناقةِ إِذا مارَنَتْ وممارَنَتُها أَنَ يَضْرِبَها الفَحلُ فلا تَلْقَحَ قال وتفسيرُ قوله يَؤُرُّها الراعي هو أَن يُدْخِلَ يَدَه في رَحمِها أَو يَقْطَعَ ما هناك ويعالجه والأَرُّ أَن يَأْخُذَ الرجلُ إِراراً وهو غصنٌ من شوك القَتادِ وغيره ويفعَلَ به ما ذكرناه والأَرُّ الجماع وفي خطبة عليّ كرّم الله تعالى وجهه يُفْضي كإِفضْاءٍ الدِّيَكةِ ويَؤُرُّ بِملاقِحِه الأَرُّ الجماع وأَرَّ المرأَةَ يَؤُرُّها أَرّاً نَكحها غيره وأَرَّ فلان إِذا شَفْتَنَ ومنه قوله وما النَّاسُ إِلاَّ آئِرٌ ومَئِيرُ قال أَبُو منصور معنى شَفْتَنَ ناكَحَ وجامَع جعل أَرَّ وآرَ بمعنًى واحِد أَبو عبيد أَرَرْتُ المرأَةَ أَوُرُّها أَرّاً إِذا نكحتها ورجل مِئَرُّ كثير

الصفحة 58