كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

إِبَر والذي يُسوّي الإِبر يقال له الأَبّار وأَنشد شمر في صفة الرياح لابن أَحمر أَرَبَّتْ عليها كُلُّ هَوْجاء سَهْوَةٍ زَفُوفِ التوالي رَحْبَةِ المُتَنَسِّم
( * قوله « هوجاء » وقع في البيتين في جميع النسخ التي بأيدينا بلفظ واحد هنا وفي مادة هرع وبينهما على هذا الجناس التام )
إِبارِيّةٍ هَوْجَاء مَوْعِدُهَا الضُّحَى إِذا أَرْزَمَتْ بِورْدٍ غَشَمْشَمِ رَفُوفِ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفيّةٍ تَرى البِيدَ من إِعْصافِها الجَرْي ترتمي تَحِنُّ ولم تَرْأَمْ فَصِيلاً وإِن تَجِدْ فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّجْ وتَرْأَمِ إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً فليْسَ بدائم به وَتِدٌ إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وفي الحديث المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور وفي حديث مالك بن دينار ومثَلُ المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة أَي التي أَكلت الإِبرة في عَلَفها فَنَشِبَت في جوفها فهي لا تأْكل شيئاً وإِن أَكلت لم يَنْجَعْ فيها وفي حديث علي عليه السلام والذي فَلَقَ الحية وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه وأَشار إِلى لحيته ورأْسه فقال الناس لو عرفناه أَبَرْنا عِتْرته أَي أَهلكناهم وهو من أَبَرْت الكلب إِذا أَطعمته الإِبرة في الخبز قال ابن الأَثير هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسى الأَصفهاني في حرف الهمزة وعاد فأَخرجه في حرف الباء وجعله من البَوار الهلاك والهمزة في الأَوّل أَصلية وفي الثاني زائدة وسنذكره هناك أَيضاً ويقال للسان مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول وإِبرة العقرب التي تلدَغُ بها وفي المحكم طرف ذنبها وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً لسعته أَي ضربته بإِبرتها وفي حديث أَسماء بنت عُمَيْس قيل لعلي أَلا تتزوّج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال مالي صَفْراء ولا بيضاءُ ولست بِمأْبُور في ديني فيُوَرِّي بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عني إني لأَوّلُ من أَسلم المأْبور من أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها يعني لست غير الصحيح الدين ولا المُتّهَمَ في الإِسلام فَيَتَأَلّفني عليه بتزويجها إياي ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره قال ابن الأَثير ولو روي لست بمأْبون بالنون لكان وجهاً والإِبْرَة والمِئْبَرَة الأَخيرة عن اللحياني النميمة والمآبِرُ النمائم وإفساد ذاتِ البين قال النابغة وذلك مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه ومِنْ دَسِّ أَعدائي إِليك المآبرا والإِبْرَةُ فَسِيلُ المُقْل يعني صغارها وجمعها إِبَرٌ وإِبَرات الأَخيرة عن كراع قال ابن سيده وعندي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات وطُرُقات والمِئْبَر ما رَقّ من الرمل قال كثير عزة إِلى المِئْبَر الرّابي من الرّملِ ذي الغَضا تَراها وقد أَقْوَتْ حديثاً قديمُها وأَبَّرَ الأَثَر عَفّى عليه من التراب وفي حديث الشُّورى أَنَّ الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته لا تُؤبِّروا آثارَكم فَتُولِتُوا دينكم قال الأَزهري هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث طويل وقال الرياشي التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر قال وليس شيء من الدواب يُؤَبِّر أَثره حتى لا يُعْرف طريقه إِلا التُّفَّة وهي عَناق الأَرض حكاه الهروي في الغريبين وفي ترجمة بأَر وابْتَأَرَ الحَرُّ قدميه قال أَبو عبيد في الابتئار لغتان يقال ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابتئاراً وأْتِباراً قال القطامي فإِن لم تأْتَبِرْ رَشَداً قريشٌ فليس لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه
( ابريسم ) قال ابن الأَعرابي هو الإِبْرِيِسِم بكسر الراء وسنذكره في برسم إِن شاء الله تعالى
( أبز ) أَبَزَ الظَّبْيُ يأْبِزُ أَبْزاً وأُبوزاً وثَبَ وقَفَزَ في عَدْوِه وقيل تَطَلَّقَ في عَدْوه قال يَمُرُّ كَمَرِّ الآبِزِ المُتَطَلِّقِ والاسم الأَبَزَى وظبي أَبَّازٌ وأَبُوزٌ وكذلك الأُنثى ابن الأَعرابي الأَبوزُ القَفَّارُ من كل الحيوان وهو أَبوزٌ والأَبَّازُ الوَثَّابُ قال الشاعر يا رُبَّ أَبَّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ تَقَبَّضَ الذئبُ إِليه فاجْتَمَعْ لَمَّا رَأَى أَن لا دَعَهْ ولا شِبَعْ مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ قال ابن السكيت الأَبَّازُ القَفَّازُ قال ابن بري وصف ظيباً والعُفْر من الظباء التي يعلو بياضها حمرة وتَقَبَّضَ جمع قوائمه ليَثِبَ على الظبي فلما رأَى الذئب أَنه لا دَعَةَ له ولا شِبَعَ لكونه لا يصل إِلى الظبي فيأْكله مال إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ والأَرطاة واحدة الأَرْطَى وهو شجر يدبغ بورقه والحِقْفُ المُعْوَجُّ من الرمل وجمعه أَحقاف وحُقُوفٌ وقال جِرانُ العَوْدِ لقد صَبَحْتُ حَمَلَ بْنَ كُوزِ عُلالَةً من وَكَرَى أَبُوزِ تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إِراحَةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ قال أَبو الحسن محمد بن كَيْسان قرأْته على ثعلب جَمَلَ بن كُوز بالجيم وأَخذه عليٌّ بالحاء قال وأَنا إِلى الحاءِ أَميل وصبحته سقيته صبوحاً وجعل الصبوح الذي سقاه له عُلالَةً من عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرى وهي الشديدة العَدْوِ يقول سقيته عُلالَةَ عَدْوِ فَرَسٍ صباحاً يعني أَنه أَغار عليه وقت الصبح فجعل ذلك صَبوحاً له واسم جِرانِ العَوْدِ عامرُ
( * قوله « واسم جران العود عامر إلخ » في الصحاح واسمه المستورد ) بن الحرث وإِنما لقب جِرانَ العَوْدِ لقوله خُذَا حَذَراً يا خَِلَّتَيَّ فإِنَّنِي رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصْلُحُ

الصفحة 6