وفي التنزيل العزيز « وجعلوا له مِنْ عباده جُزْءاً » قال أَبو إِسحق يعني به الذين جعَلُوا الملائكة بناتِ اللّهِ تعالى اللّهُ وتقدَّس عما افْتَرَوْا قال وقد أُنشدت بيتاً يدل على أَنّ معنى جُزْءاً معنى الاناث قال ولا أَدري البيت هو قَديمٌ أَم مَصْنُوعٌ
إِنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يَوْماً فلا عَجَبٌ ... قد تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْيانا
والمعنى في قوله وجَعَلُوا له من عِباده جُزْءاً أَي جَعَلوا نصيب اللّه من الولد الإِناثَ قال ولم أَجده في شعر قَديم ولا رواه عن العرب الثقاتُ وأَجْزَأَتِ المرأَةُ ولَدتِ الاناث وأَنشد أَبو حنيفة
زُوِّجْتُها مِنْ بَناتِ الأَوْسِ مُجْزِئةً ... للعَوْسَجِ اللَّدْنِ في أَبياتِها زَجَلُ
يعني امرأَة غزَّالةً بمغازِل سُوِّيَت من شجر العَوْسَج الأَصمعي اسم الرجل جَزْء وكأَنه مصدر جَزَأَتْ جَزْءاً وجُزْءٌ اسم موضع قال الرَّاعي
كانتْ بجُزْءٍ فَمَنَّتْها مَذاهِبُه ( 1 ) ... وأَخْلَفَتْها رِياحُ الصَّيْفِ بالغُبَرِ
( 1 قوله « مذاهبه » في نسخة المحكم مذانبه )
والجازِئُ فرَس الحَرِث بن كعب
وأَبو جَزْءٍ كنية وجَزْءٌ بالفتح اسم رجل قال حَضْرَمِيُّ بن
عامر إِنْ كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً ... جَزْءُ فلاقيْتَ مِثْلَها عَجَلا
والسبب في قول هذا الشعر أَنَّ هذا الشاعر كان له تسعةُ إِخْوة فَهَلكوا وهذا جَزْءٌ هو ابن عمه وكان يُنافِسه فزَعَم أَن حَضْرَمِياً سُرَّ بموتِ اخوته لأَنه وَرِثَهم فقال حَضْرَميُّ هذا البيت وقبله
أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا
يريد أَأَفْرَحُ فحذَف الهمزة وهو على طريق الانكار أَي لا وجْهَ للفَرَح بموت الكِرام من اخوتي لإِرثِ شَصائصَ لا أَلبانَ لها واحدَتُها شَصُوصٌ ونَبَلاً [ ص 48 ] صِغاراً وروى أَنَّ جَزْءاً هذا كان له تسعة إِخوة جَلسُوا على بئر فانْخَسَفَتْ بهم فلما سمع حضرميٌّ بذلك قال إِنَّا للّه كلمة وافقت قَدَرا يريد قوله فلاقَيْتَ مثلها عجلاً وفي الحديث أَنه صلى اللّه عليه وسلم أُتِيَ بقِناعِ جَزْءٍ قال الخطابي زَعَم راويه أَنه اسم الرُّطَبِ عند أَهل المدينة قال فإِن كان صحيحاً فكأَنَّهم سَمَّوْه بذلك للإِجْتِزاء به عن الطَّعام والمحفوظ بقِناعِ جَرْو بالراء وهو صِغار القِثَّاء وقد ذكر في موضعه
( جزب ) الجِزْبُ النَّصيبُ من المال والجمع أَجْزابٌ ابن المستنير الجِزْبُ والجِزْمُ النَّصِيبُ قال والجُزْبُ العَبِيدُ وبنو جُزَيْبةَ مأْخوذ من الجُزْبِ وأَنشد
ودُودانُ أَجْلَتْ عن أَبانَيْنِ والحِمَى ... فِراراً وقد كُنَّا اتَّخَذْناهُمُ جُزْبا
ابن الأَعرابي المِجْزَب الحَسَنُ السَّبْر ( 2 )
( 2 قوله « السبر » ضبط في التكملة بفتح السين وكسرها ) الطَّاهِرُه
( جزح ) الجَزْحُ العطية جَزَحَ له جَزْحاً أَعطاه عطاء جزيلاً وقيل هو أَن يُعْطِي ولا يُشاوِرَ أَحداً كالرجل يكون له شريك فيغيب عنه فيُعْطِي من ماله ولا ينتظره وجَزَحَ لي من ماله يَجْزَحُ جَزْحاً أَعطاني منه شيئاً وأَنشد أَبو عمرو لتميم بن مُقْبِل وإِني إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ بِرِفْدِه لَمُخْتَبِطٌ من تالدِ المالِ جازِحُ وقال بعضهم جازح أَي قاطع أَي أَقطع له من مالي قطعة وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه وإِني له من تالدِ المالِ جازِحُ وقال ابن بري صوابه « لمختبط من تالد المال » كما أَورده الأَزهري وابن سيده وغيرهما واسم الفاعل جازِحٌ وأَنشد أَبو عُبيدة لعَدِيِّ بن صُبْحٍ يمدح بَكَّاراً ما زِلْتَ من ثَمَرِ الأَكارِمِ تُصْطَفَى من بينِ واضِحةٍ وقَرْمٍ واضِحِ حتى خُلِقْتَ مُهَذَّباً تَبْني العلى سَمْحَ الخَلائقِ صالحاً من صالِحِ يَنْمِي بك الشَّرَفُ الرفيعُ وتَتَّقِي عَيْبَ المَذَمَّة بالعَطاءِ الجازِحِ وجَزَحَ الشجرةَ ضربها ليَحُتَّ وَرَقَها وجِزِحْ زجر للعَنْزِ المُتَصَعِّبَة عند الحَلْب معناه قِرِّي
( جزر ) الجَزْرُ ضِدُّ المَدِّ وهو رجوع الماء إلى خلف قال الليث الجَزْرُ مجزوم انقطاعُ المَدِّ يقال مَدَّ البحرُ والنهرُ في كثرة الماء وفي الإِنقطاع
( * قوله « وفي الانقطاع » لعل هنا خذفاً والتقدير وجزر في الانقطاع أَي اِنقطاع المد لان الجزر ضد المد ) ابن سيده جَزَرَ البحرُ والنهر يَجْزِرُ جَزْراً انْجَزَرَ الصحاح جزر الماءُ يَجْزُرُ ويَجْزِرُ جَزْراً أَي نَضَب وفي حديث جابر ما جَزَرَ عنه البحرُ فَكُلْ أَي ما انكشف عنه من حيوان البحر يقال جَزَرَ الماءُ يَجْزُِرُ جَزْراً إِذا ذهب ونقص ومنه الجَزْر والمَدُّ وهو رجوع الماء إِلى خَلْف والجزِيرةُ أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المدُّ التهذيب الجزِيرةُ أَرض في البحر يَنُفَرِجُ منها ماء البحر فتبدو وكذلك الأَرض التي لا يعلوها السيل ويُحْدقُ بها فهي جزيرة الجوهري الجزيرة واحدة جزائر البحر سميت بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض والجزيرة موضع بعينه وهو ا بين دِجْلَة والفُرات والجزيرة موضع بالبصرة أَرض نخل بين البصرة والأُبُلَّة خصت بهذا الاسم والجزيرة أَيضاً كُورَةٌ تتاخم كُوَرَ الشام وحدودها ابن سيده والجزيرة إِلى جَنْبِ الشام وجزيرة العرب ما بين عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطوارِ الشام وقيل إِلى أَقصى اليمن في الطُّول وأَما في العَرْضِ فمن جُدَّةَ وما والاها من شاطئ البحر إِلى رِيفه العراق وقيل ما بين حفر أَبي موسى إِلى أَقصى تهامة في الطول وأَما