إِذا صرموه ويقال أَجْزَرَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ ودنا فَنَاؤه كما يُجْزِرُ النخلُ وكان فِتْيانٌ يقولون لشيخ أَجْزَرْتَ يا شيخُ أَي حان لك أَن تموت فيقول أَي بَنِيَّ وتُحْتَضَرُونَ أَي تموتون شباباً ويروى أَجْزَزْتَ من أَجَزَّ البُسْرُ أَي حان له أَن يُجَزَّ الأَحمر جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُه إِذا صرمه وحَزَرَهُ يَحْزِرُهُ إِذا خرصه وأَجْزَرَ القومُ من الجِزارِ والجَزَار وأَجَزُّوا أَي صرموا من الجِزَازِ في الغنم وأَجْزَرَ النخلُ أَي أَصْرَمَ وأَجْزَرَ البعيرُ حان له أَن يُجْزَرَ ويقال جَزَرْتُ العسل إِذا شُرتَهُ واستخرجته من خَلِيَّتِه وإِذا كان غليظاً سَهُلَ استخراجُه وتَوَعَّدَ الحجاجُ بن يوسف أَنَسَ بن مالك فقال لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ الضَّرَبِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّك والعسل يسمى ضَرَباً إِذا غلظ يقال اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِيارُه على العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سال وفي حديث عمر اتَّقوا هذه المجازِرَ فإِن لها ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ أَراد موضع الجَزَّارين التي تنحر فيها الإِبل وتذبح البقر والشاء وتباع لُحْمانُها لأَجل النجاسة التي فيها من الدماء دماء الذبائح وأَرواثها واحدها مَجْزَرَةٌ
( * قوله « واحدها مجزرة إلخ » أي بفتح عين مفعل وكسرها إِذ الفعل من باب قتل وضرب ) ومَجْزِرَةٌ وإِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِهَ لهم إِدْمانَ أَكل اللحوم وجعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَي عادة كعادتها لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف في النفقة فجعل العادة في أَكل اللحوم كالعادة في شرب الخمر لما في الدوام عليها من سَرَفِ النفقة والفساد يقال أَضْرَى فلان في الصيد وفي أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة وفي الصحاح المَجازِرُ يعني نَدِيَّ القوم وهو مُجْتَمَعَهُم لأَن الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس قال ابن الأَثير نهى عن أَماكن الذبح لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النظر إِليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ويذهب الرحمة منه وفي حديث آخر أَنه نهى عن الصلاة في المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة والجِزَرُ والجَزَرُ معروف هذه الأَرُومَةُ التي تؤكل واحدتها جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ قال ابن دريد لا أَحسبها عربية وقال أَبو حنيفة أَصله فارسي الفرّاء هو الجَزَرُ والجِزَرُ للذي يؤكل ولا يقال في الشاء إِلا الجَزَرُ بالفتح الليث الجَزيرُ بلغة أَهل السواد رجل يختاره أَهل القرية لما ينوبهم من نفقات من ينزل به من قِبَل السلطان وأَنشد إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها
( جزز ) الجَزَزُ الصوف لم يستعمل بعدما جُزَّ تقول صوف جَزَزٌ وجَزَّ الصوفَ والشعر والنخل والحشيش يَجُزُّهُ جَزّاً وجِزَّةً حَسَنَةً هذه عن اللحياني فهو مَجْزُوزٌ وجَزِيزٌ واجْتَزَّه قطعه أَنشد ثعلب والكسائي ليزيد بن الطَّثَرِيَّةِ وقلتُ لصاحِبي لا تَحْبِسَنَّا بنَزْعِ أُصُولِهِ واجْتَزَّ شِيحَا ويروى واجْدَزَّ وذكر الجوهري أَن البيت ليزيد ابن الطثرية وذكره ابن سيده ولم ينسبه لأَحد بل قال وأَنشد ثعلب قال ابن بري ليس هو ليزيد وإِنما هو لمُضَرِّسِ بن رِبْعِيٍّ الأَسَدِي وقبله وفِتْيانٍ شَوَيْتُ لهم شِواءً سَرِيعَ الشَّيِّ كنت به نَجِيحا فَطِرْتُ بِمُنْصُلٍ في يَعْمَلاتٍ دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا وقلت لصاحبي لا تحبسنَّا بنزع أُصوله واجتزَّ شيحا قال والبيت كذا في شعره والضمير في به يعود على الشيء والنَّجِيحُ المُنْجِحُ في عمله والمنصل السيف واليعملات النوق والدوامي التي قد دَمِيَتْ أَيديها من شدّة السير والسريح خِرَقٌ أَو جلود تُشَدُّ على أَخفافها إِذا دَمِيَتْ وقوله لا تحبسنا بنزع أُصوله يقول لا تحبسنا عن شَيِّ اللحم بأَن تقلع أُصول الشجر بل خذ ما تيسر من قُضْبانِهِ وعيدانه وأَسْرِع لنا في شَيِّه ويروى لا تَحْبِسانا وقال في معناه إِن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين كما قال سُوَيْدُ بن كُراعٍ العُكْلِيُّ وكان سويد هذا هجا بني عبد الله بن دارم فاسْتَعْدَوْا عليه سعيدَ بن عثمان فأَراد ضربه فقال سويد قصيدة أَوّلها تقول ابْنَةُ العَوْفيّ لَيْلى أَلا تَرى إِلى ابن كُراعٍ لا يَزالُ مُفَزَّعا ؟ مَخافَةُ هذين الأَمِيرَيْنِ سَهَّدَتْ رُقادِي وغَشَّتْني بَياضاً مُقَزَّعا فإِن أَنتما أَحْكَمْتُمانيَ فازْجُرَا أَراهِطَ تُؤْذِيني من الناسِ رُضَّعا وإِن تَزْجُراني يا ابنَ عفَّانَ أَنْزَجِرْ وإِن تَدَعاني أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا قال وهذا يدل على أَنه خاطب اثنين سعيد بن عثمان ومن ينوب عنه أَو يَحْضُر معه وقوله فإِن أَنتما أَحكمتماني دليل أَيضاً على أَنه يخاطب اثنين وقوله أَحكمتماني أَي منعتماني من هجائه وأَصله من أَحْكَمْتُ الدابة إِذا جعلتَ فيها حَكَمَةَ اللّجام وقوله وإِن تدعاني أَحم عِرضاً ممنَّعا أَي إِن تركتماني حَمَيْتُ عِرْضِي ممن يؤذيني وإِن زجرتماني انزجرت وصبرت والرُّضَّعُ جمع راضع وهر اللئيم وخص ابن دُرَيْدٍ به الصُّوف والجَزَزُ والجُزَازُ والجُزَازَةُ والجِزَّةُ ما جُزَّ منه وقال أَبو حاتم الجِزَّةُ صوف نعجة