ومنه الحديث من أَخَذ أَرضاً بِجِزْيَتِها أَراد به الخراج الذي يُؤَدَّى عنها كأَنه لازم لصاحب الأَرض كما تَلْزَم الجِزْىةُ الذميَّ قال ابن الأَثير هكذا قال أَبو عبيد هو أَن يسلم وله أَرض خراج فتُرْفَعُ عنه جِزْيَةُ رأْسه وتُتْرَكُ عليه أَرضُه يؤدي عنها الخراجَ ومنه حديث علي رضوان الله عليه أَن دِهْقاناً أَسْلَم على عَهْدِه فقال له إِن قُمْتَ في أَرضك رفعنا الجِزْْيةَ عن رأْسك وأَخذناها من أَرضك وإِن تحوّلت عنها فنحن أَحق بها وحديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنه اشترى من دهْقان أَرضاً على أَن يَكْفِيَه جِزْيَتَها قيل اشترَى ههنا بمعنى اكْتَرَى قال ا بن الأَثير وفيه بُعْدٌ لأَنه غير معروف في اللغة قال وقال القُتَيْبي إِن كان محفوظاً وإِلا فَأَرى أَنه اشتري منه الأَرضَ قبل أَن يُؤَدِّيَ جِزْيَتَها للسنة التي وقع فيها البيعُ فضمّنه أَن يقوم بخَراجها وأَجْزَى السِّكِّينَ لغة في أَجْزَأَها جعل لها جُزْأَةً قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك لأَن قياس هذا إِنما هو أَجْزَأَ اللهم إِلا أَن يكون نادراً
( جسأ ) جَسَأَ الشيءُ يَجْسَأُ جُسُوءاً وجُسأَةً فهو جاسئٌ صلُبَ وخَشُنَ والجاسِياء الصَّلابةُ والغِلَظُ وجبل جاسئٌ وأَرض جاسِئةٌ ونبتٌ جاسئٌ يابس ويدٌ جَسْآء مُكْنِبةٌ من العمل وجَسأَتْ يدُه من العمل تَجسَأُ جَسْأً صَلُبَت والاسم الجُسْأَةُ مثل الجُرعة وجَسَأَتْ يد الرجل جُسوءاً إِذا يَبِست وكذلك النَّبتُ إِذا يبِس فهو جاسئٌ فيه صَلابة وخشونة وجُسِئَتِ الأَرضُ فهي مَجْسُوءةٌ من الجَسْءِ وهو الجلد الخَشِنُ الذي يُشبِه الحَصا الصِّغار ومكان جاسِئٌ وشاسِئٌ غليظ والجُسْأَةُ في الدّواب يُبْس المَعْطِف ودابة جاسئةُ القوائِم
( جسد ) الجسد جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية ولا يقال لغير الإِنسان جسد من خلق الأَرض والجَسَد البدن تقول منه تَجَسَّد كما تقول من الجسم تجسَّم ابن سيده وقد يقال للملائكة والجنّ جسد غيره وكل خلق لا يأْكل ولا يشرب من نحو الملائكة والجنّ مما يعقل فهو جسد وكان عجل بني إِسرائيل جسداً يصيح لا يأْكل ولا يشرب وكذا طبيعة الجنّ قال عز وجل فأَخرج لهم عجلاً جسداً له خوار جسداً بدل من عجل لأَن العجل هنا هو الجسد وإِن شئت حملته على الحذف أَي ذا جسد وقوله له خُوار يجوز أَن تكون الهاء راجعة إِلى العجل وأَن تكون راجعة إِلى الجسد وجمعه أَجساد وقال بعضهم في قوله عجلاً جسداً قال أَحمر من ذهب وقال أَبو إِسحق في تفسير الآية الجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز إِنما معنى الجسد معنى الجثة فقط وقال في قوله وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعام قال جسد واحد يُثْنَى على جماعة قال ومعناه وما جعلناهم ذوي أَجساد إِلاَّ ليأْكلوا الطعام وذلك أَنهم قالوا ما لهذا الرسول يأْكل الطعام ؟ فأُعلموا أَن الرسل أَجمعين يأْكلون الطعام وأَنهم يموتون المبرد وثعلب العرب إِذا جاءت بين كلامين بجحدين كان الكلام إِخباراً قالا ومعنى الآية إِنما جعلناهم جسداً ليأْكلوا الطعام قالا ومثله في الكلام ما سمعت منك ولا أَقبل منك معناه إِنما سمعت منك لأَقبل منك قالا وإِن كان الجحد في أَول الكلام كان الكلام مجحوداً جحداً حقيقياً قالا وهو كقولك ما زيد بخارج قال الأَزهري جعل الليث قول الله عز وجل وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعام كالملائكة قال وهو غلط ومعناه الإِخبار كما قال النحويون أَي جعلناهم جسداً ليأْكلوا الطعام قال وهذا يدل على أَن ذوي الأَجساد يأْكلون الطعام وأَن الملائكة روحانيون لا يأْكلون الطعام وليسوا جسداً فإِن ذوي الأَجساد يأْكلون الطعام وحكى اللحياني إِنها لحسنة الأَجساد كأَنهم جعلوا كل جزء منها جسداً ثم جمعوه على هذا والجاسد من كل شيءٍ ما اشتدّ ويبس والجَسَدُ والجَسِدُ والجاسِدُ والجَسِيد الدم اليابس وقد جَسِدَ ومنه قيل للثوب مُجَسَّدٌ إِذا صبغَ بالزعفران ابن الأَعرابي يقال للزعفران الرَّيْهُقانُ والجاديُّ والجِساد الليث الجِساد الزعفران ونحوه من الصبغ الأَحمر والأَصفر الشديد الصفرة وأَنشد جِسادَيْنِ من لَوْنَيْنِ ورْسٍ وعَنْدَم والثوب المُجَسَّد وهو المشبع عصفراً أَو زعفراناً والمُجَسَّد الأَحمر ويقال على فلان ثوب مشبع من الصبغ وعليه ثوب مُفْدَم فإِذا قام قياماً من الصبغ قيل قد أُجسِدَ ثَوْبُ فلان إِجساداً فهو مُجْسَد وفي حديث أَبي ذر إِنَّ امرأَته ليس عليها أَثر المجاسد ابن الأَثير هو جمع مُجسد بضم الميم وهو المصبوغ المشبع بالجَسَد وهو الزعفران والعصفر والجسد والجساد الزعفران أَو نحوه من الصبغ وثوب مُجْسَد ومُجَسَّد مصبوغ بالزعفران وقيل هو الأَحمر والمجسد ما أُشبع صبغه من الثياب والجمع مجاسد وأَما قول مليح الهذلي