كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

جَفُول عظيمة وشَعَر جُفال كثير والجُفال بالضم الصُّوف الكثير وأَخذت جُفْلة من صوف أَي جُزَّة وهو اسم مفعول مثل قوله تعالى إِلا من اغترف غُرْفة والجُفال من الشعر المجتمع الكثير وقال ذو الرمة يصف شعر امرأَة وأَسْوَد كالأَساوِدِ مُسْبَكِرّاً على المَتْنَيْنِ مُنسَدِلاً جُفَالا قال ابن بري قوله وأَسود معطوف على منصوب قبل البيت وهو تُريكَ بياض لَبَّتها ووَجْهاً كقَرْن الشمس أَفْتَق ثم زالا ولا يوصف بالجُفَال إِلا في كثرة وفي صفة الدجال أَنه جُفال الشعر أَي كثيره وشَعَر جُفال أَي منتفش ويقال إِنه لَجافِل الشَّعَر إِذا شَعِثَ وتَنَصَّب شَعَره تَنَصُّباً وقد جَفَل شعره يَجْفِل جُفُولاً وفي الحديث أَن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين رأَيت قوماً جافلة جِبَاهُهم يقتلون الناس الجافل القائمُ الشَّعَر المُنْتَفِشُه وقيل الجافل المنزعج أَي منزعجةً جِباهُهم كما يَعْرض للصبيان وجَزَّ جَفِيلَ الغنم وجُفالها أَي صوفَها عن اللحياني ومنه قول العرب فيما تضعه على لسان الضائنة أُوَلَّد رُخالاً وأُحْلَب كُثَباً ثِقالاً وأُجَزُّ جُفالاً ولم تَرَ مِثْلي مالاً قوله جُفالاً أَي أُجَزّ بِمَرَّة واحدة وذلك أَن الضائنة إِذا جُزَّت فليس يسقط من صوفها إِلى الأَرض شيء حتى يُجَزّ كله ويسقط أَجمع والجُفال من الزَّبَد كالجُفاء وكان رؤبة يقرأُ فأَما الزَّبَد فيذهب جُفالاً لأَنه لم يكن من لغته جَفأَتِ القِدْرُ ولا جَفَأَ السَّيل والجُفالة الزَّبَد الذي يعلو اللبن إِذا حُلِب وقال اللحياني هي رَغْوة اللبن ولم يَخُصَّ وقت الحَلْب ويقال لرَغْوة القِدْر جُفال والجُفال ما نفاه السيل وجُفالة القِدْر ما أَخذته من رأْسها بالمِغْرَفة وضَرَبَة ضَرْبَةً فَجَفَله أَي صَرَعَه وأَلقاه إِلى الأَرض وفي حديث أَبي قتادة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فَنَعَس رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته حتى كاد يَنْجَفِل عنها أَي ينقلب ويسقط عنها قال أَبو النجم يصف إِبلاً يَجْفلُها كُلُّ سَنامٍ مُجْفِل لأَياً بِلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِل يريد يَقْلِبها سَنامها من ثِقَله إِذا تمرَّغت ثم أَرادت الاستواء قَلَبها ثِقَلُ أَسْنِمتها وقال في المحكم معناه أَن يصرعها سَنامُها لعِظَمه كأَنه أَراد سنام منها مجفل وبالَغَ بِكُلّ كما تقول أَنت عالم كُلُّ عالم وفي حديث الحسن أَنه ذكر النار فأَجْفَل مَغْشيّاً عليه أَي خرَّ إِلى الأَرض وفي حديث عمر أَن رجلاً يهوديّاً حَمَل امرأَة مسلمة على حِمار فلما خرج من المدينة جَفَلَها ثم تَجَثَّمها لينكحها فأُتِيَ به عمر فقتله أَي أَلقاها إِلى الأَرض وعلاها وفي حديث ابن عباس سأَله رجل فقال آتِي البحر فأَجدُه قد جَفل سَمَكاً كثيراً فقال كُلْ ما لم تَرَ شيئاً طافياً أَي أَلقاه وَرَمى به إِلى البَرِّ والساحل والجَفُول المرأَة الكبيرة العجوز قال سَتَلْقى جَفُولاً أَو فَتاةً كأَنَّها إِذا نُضِيَت عنها الثِّيابُ غَرِير أَي ظَبْيٌ غَرِير والجَفْل لُغَة في الجَثْل وهو ضَرب من النمل سُودٌ كِبار والجَفْل والجِفْل خِثْيُ الفيل وجمعه أَجْفَال عن ابن الأَعرابي وأَنشد ابن بري لجرير قَبَح الإِله بَني خَضافِ ونِسْوَةً بات الخَزِيرُ لَهُنَّ كالأَجْفال والجَفْل تَصْلِيع الفيل وهو سَلْحُه وقد جَفَل الفِيلُ إِذا بات يَجْفِل وجَيْفَل من أَسماء ذي القِعدة قال ابن سيده أُراها عادِيَّة والجُفُول اسم موضع قال الراعي تَرَوَّحْنَ من حَزْمِ الجُفُول فأَصْبَحَتْ هِضابُ شَرَوْرَى دُونَها والمُضَيَّحُ
( جفن ) الجَفْنُ جَفْنُ العَين وفي المحكم الجَفْنُ غطاءُ العين من أَعلى وأَسفل والجمع أَجْفُنٌ وأَجفان وجُفونٌ والجَفْنُ عمْدُ السيف وجَفْنُ السيف غِمده وقول حذيفة بن أَنس الهذلي نَجا سالمٌ والنفسُ منه بشِدْقِه ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئْزَرا نصبَ جَفْنَ سيف على الاستثناء المنقطع كأَنه قال نجا ولم يَنْجُ قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد ولم ينج إلا بجفن سيف ثم حذَف وأَُوْصَل وقد حكي بالكسر قال ابن دريد ولا أَدري ما صحتُه وفي حديث الخوارج سُلُّوا سيوفكم من جُفونها قال جفونُ السيوف أَغمادُها واحدها جَفْنٌ وقد تكرر في الحديث والجَفْنة معروفة أَعظمُ ما يكونُ من القِصاع والجمع جِفانٌ وجِفَنٌ عن سيبويه كهَضْبةٍ وهِضَب والعدد جفَنات بالتحريك لأَن ثانيَ فَعْلةٍ يُحَرَّك في الجمع إذا كان اسماً إلا أَن يكون ياءً أَو واواً فيُسَكَّنُ حينئذ وفي الصحاح الجَفْنة كالقَصْعة وجَفَنَ الجَزورَ اتخذ منها طعاماً وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه انكسَرتْ قلوصٌ من نَعَمِ الصَّدَقة فجَفَنها وهو من ذلك لأَنه يمْلأُ منها الجِفانَ وقيل معنى جَفَنَها أَي نَحرَها وطبَخَها واتخذ منها طعاماً وجعل لَحمها في الجفان ودعا عليها الناسَ حتى أَكلوها والجَفْنة ضرْبٌ من العنب والجَفْنة الكَرْم وقيل الأَصلُ من أُصول الكَرْم وقيل قضيب من قُضْبانه وقيل ورَقُه

الصفحة 644