كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

أَقُولُ وأَهلي مُؤْرِكُونَ وأَهلُها مُعِضُّون إِنْ سارتْ فكيف نَسِيرُ ؟
( * راجع في مادة عضض هذا البيت وتفسيره وتغليط أبي حنيفة في تخريجه وجه كلام الشاعر )
قال ابن سيده وهو بيت مَعنيٌّ قد وَهِم فيه أَبو حنيفة وردَّ عليه بعض حذاق المعاني وهو مذكور في موضعه وأَرَك الرجل بالمكان يَأْرُك ويأْرِك أُرُوكاً وأَرِك أَرَكاً كلاهما أَقام به وأَرَكَ الرجلُ لَجَّ وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقه أَلزمه إِيَّاه وأَرَكَ الجُرْحُ يأْرُكُ أُروكاً تَماثَل وبَرَأَ وصلَح وسكَن ورَمُه وقال شمر يَأْرِك ويَأْرُك أُرُوكاً لغتان ويقال ظهرت أَرِيكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِيثَتُه وظهر لحمه صحيحاً أَحمر ولم يَعْلُه الجلد وليس بعد ذلك إِلاّ علوّ الجلد والجُفوف والأَرِيكةُ سرير في حَجَلة والجمع أَرِيكٌ وأَرَائِك وفي التنزيل على الأَرائِك مُتَّكِئُون قال المفسرون الأَرائك السُّرُر في الحِجال وقال الزجاج الأَرَائك الفُرُش في الحِجَال وقيل هي الأَسرَّة وهي في الحقيقة الفُرُش كانت في الحِجَال أَو في غير الحِجَال وقيل الأَريكة سرير مُنَجَّد مُزَيَّن في قُبَّة أَو بيت فإِذا لم يكن فيه سرير فهو حَجَلة وفي الحديث أَلا هل عسى رجل يُبَلِّغه الحديث عني وهو مُتَّكٍ على أَرِيكَتِه فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ؟ الأَرِيكة السرير في الحَجَلة من دونه سِتْر ولا يسمَّى منفرداً أَريكةً وقيل هو كُلّ ما اتُّكِئَ عليه من سرير أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ وأَرَّكَ المرأَةَ سترها بالأَرِيكة قال تبيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنِينَا والأَرِيكُ اسم وادٍ أَبو تراب عن الأَصمعي هو آرَضُهُمْ أَن يفعل ذلك وآرَكُهُم أَن يفعله أَي أَخْلَقهم قال ولم يبلغني ذلك عن غيره وأُرُكٌ وأَرِيكٌ موضع قال النابغة عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ فَجَنْبَا أَرِيكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ
( * في ديوان النابغة عفا ذو حُساً بدل حُسْمٌ )
وأَرَك أَرض قريبة من تَدْمُر قال القطامي وقد تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً ذات الشِّمال وعن أَيْماننا الرِّجَلُ
( أرم ) أَرَمَ ما على المائدة يَأْرِمهُ أَكله عن ثعلب وأَرَمَتِ الإِبِلُ تَأْرِمُ أَرْماً أَكَلَتْ وأَرَمَ على الشيء يَأْرِمُ بالكسر أَي عَضَّ عليه وأَرَمَه أَيضاً أَكَلَه قال الكميت ويَأْرِمُ كلَّ نابِتَةٍ رِعاءً وحُشَّاشاً لهنَّ وحاطِبينا أَي من كثرتها قال ابن بري صوابه ونأْرِم بالنون لأَن قبله تَضِيقُ بنا الفِجاجُ وهُنَّ فِيجٌ ونَجْهَرُ ماءَها السَّدِمَ الدَّفِينا ومنه سنَةٌ آرِمةٌ أَي مُسْتأْصِلة ويقال أَرَمَتِ السنَةُ بأَموالنا أَي أَكَلت كل شيء وقال أَبو حنيفة أَرَمَتِ السائمة المَرْعَى تَأْرِمُه أَتَتْ عليه حتى لم تَدَعْ منه شيئاً وما فيه إِرْمٌ وأَرْمٌ أَي ضِرس والأُرَّمُ الأَضراس قال الجوهري كأَنه جمع آرِمٍ ويقال فلان يَحْرُقُ عليك الأُرَّم إِذا تغَيَّظ فَحكَّ أَضْراسه بعضها ببعض وقيل الأُرّمُ أَطراف الأَصابع ابن سيده وقالوا هو يَعْلُك عليه الأُرَّم أَي يَصْرِف بأَنيابه عليه حَنَقاً قال أُنْبِئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمَى إِنَّما أَضْحَوا غِضاباً يَحْرُقُونَ الأُرَّما أَنْ قُلْت أَسْقَى الحَرَّتَيْنِ الدِّيمَا قال ابن بري لا يصحُّ فتح أَنَّما إِلاّ على أَن تجعل أَحْماء مفعولاً ثانياً بإِسقاط حرف الجر تقديره نُبّئتُ عن أَحْماء سُلَيمْى أَنَّهم فَعلوا ذلك فإِن جعلت أَحْماء مفعولاً ثانياً من غير إِسقاط حرف الجر كسرت إِنَّما لا غير لأَنها المفعولُ الثالثُ وقال أَبو رياش الأُرَّمُ الأَنيابُ وأَنشد لعامر بن شقيق الضبيّ بِذِي فِرْقَيْنِ يَوْمَ بَنُو حَبيبٍ نُيُوبَهم علينا يَحْرُقُونَا قال ابن بري كذا ذكره الجوهري في فصل حَرَق فقال حَرَقَ نابَه يَحْرُقه ويَحْرِقُه إِذا سَحَقَه حتى يسمع له صَرِيف الجوهري ويقال الأُرَّم الحِجارة قال النضر بن شميل سأَلت نوحَ بن جرير بن الخَطَفَى عن قول الشاعر يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا قال الحَصَى قال ابن بري ويقال الأُرَّم الأَنياب هنا لقولهم يَحْرُق عَليَّ الأُرَّمَ من قولهم حَرَقَ نابُ البعير إِذا صوَّت والأَرْمُ القطع وأَرَمَتْهم السنَةُ أَرْماً قطعتهم وأَرَمَ الرجلَ يَأْْرِمهُ أَرْماً ليَّنَه عن كُراع وأَرْض أَرْماءُ ومَأْرُومَةٌ لم يُتْرَك فيها أَصل ولا فَرْعٌ والأَرُومةُ الأَصْل وفي حديث عُمير بن أَفْصى أَنا من العرب في أَرُومة بِنائها قال ابن الأَثير الأَرُومةُ بوزن الأَكولة الأَصْل وفيه كيف تَبْلُغك صَلاتُنا وقد أَرِمْتَ أَي بَلِيت أَرِمَ المالُ إِذا فَنِيَ وأَرض أَرِمةٌ لا تنبت شيئاً وقيل إِنما هو أُرِمْتَ من الأَرْمِ الأَكل ومنه قيل للأَسْنان الأُرَّم وقال الخطابي أَصله أَرْمَمْت أَي بَلِيت وصرت رَمِيماً فحذف إِحدى الميمين كقولهم ظَلْت في ظَلِلْت قال ابن الأَثير وكثيراً ما تروى هذه اللفظة بتشديد الميم وهي لغة ناسٍ من بكر بن وائل وسنذكره في رمم والإِرَمُ حِجارة تنصب عَلَماً في المَفازة والجمع آرامٌ وأُرُومٌ مثل ضِلَع وأَضْلاع وضُلوع وفي الحديث ما يوجَد في آرامِ الجاهليَّة وخِرَبها فيه الخُمْس الآرام الأَعْلام وهي حجارة تُجْمَع وتنصَب في المَفازة يُهْتَدَى بها واحدها إِرَم كعِنَب قال وكان من عادة

الصفحة 65