كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

الجاهلية أَنهم إِذا وجدوا شيئاً في طريقهم ولا يمكنهم اسْتِصْحابُه تركوا عليه حجارةً يعرفُونه بها حتى إِذا عادوا أَخذوه وفي حديث سلمة بن الأَكْوَع لا يطرحون شيئاً إِلاَّ جَعَلْت عليه آراماً ابن سيده الإِرَمُ والأَرِمُ الحجارة والآرامُ الأَعْلام وخص بعضهم به أَعْلام عادٍ واحدُها إِرَمٌ وأَرِمٌ وأَيْرَمِيٌّ وقال اللحياني أَرَمِيّ ويَرَمِيّ وإِرَمِيّ والأُرومُ أَيضاً الأَعْلام وقيل هي قُبُور عادٍ وعَمَّ به أَبو عبيد في تفسير قول ذي الرمة وساحِرة العُيون من المَوامي تَرَقَّصُ في نَواشِرِها الأُرُومُ فقال هي الأَعْلام وقوله أَنشده ثعلب حتى تَعالى النِّيُّ في آرامها قال يعني في أَسْنِمَتِها قال ابن سيده فلا أَدْري إِن كانت الآرام في الأَصل الأَسْمة أو شبَّهها بالآرام التي هي الأَعْلام لعِظَمِها وطُولها وإِرَمٌ والِدُ عادٍ الأُولَى ومن ترَك صرف إِرَمٍ جعله اسماً للقبيلة وقيل إِرَمُ عادٌ الأَخيرة وقيل إرَم لبَلْدَتِهم التي كانوا فيها وفي التنزيل بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ العِمادِ وقل فيها أَيضاً أَرامٌ قال الجوهري في قوله عز وجل إِرَمَ ذاتِ العِمادِ قال من لم يُضِف جعل إِرَم اسمَه ولم يَصْرِفه لأَنه جعل عاداً اسم أَبيهم ومن قرأَة بالإِضافة ولم يَصْرف جعله اسم أُمّهم أَو اسم بَلدةٍ وفي الحديث ذكر إِرَمَ ذاتِ العِماد وقد اختلف فيها فقيل دِمَشق وقيل غيرها والأَرُوم بفتح الهمزة أَصْل الشجرة والقَرْن قال صخر الغيّ يهجو رجلاً تَيْسَ تُيُوسٍ إِذا يُناطِحُها يَأْلَمُ قَرْناً أَرُومه نَقِدُ قوله يَأْلَمُ قَرْناً أَي يَأْلَمُ قَرْنَه وقد جاء على هذا حروف منها قولهم يَيْجَع ظَهراً ويَشْتكي عيناً أَي يَشْتَكي عَينَه ونصب تَيْسَ على الذَّمِّ وأَنشد ابن بري لأَبي جندب الهذلي أَولئك ناصري وهُمُ أُرُومِي وبَعْضُ القوم ليس بذِي أُرُومِ وقولهم جارية مَأْرُومَةٌ حسَنة الأَرْمِ إِذا كانت مَجْدُولة الخَلْق وإِرَمٌ اسم جبل قال مُرَقِّش الأَكْبَرُ فاذْهَبْ فِدىً لك ابن عَمّك لائحا
( * هنا بياض في الأصل ) الأَشيبة وإِرَمْ والأُرُومةُ والأَرُومة الأَخيرة تميمة الأَصلُ والجمع أُرُومٌ قال زهير لَهُم في الذّاهِبِينَ أُرُومُ صِدْقٍ وكان لِكُلِّ ذي حَسَب أُرُومُ والأَرامُ مُلْتقى قَبائِلِ الرأْس ورَأْس مُؤَرَّمٌ ضخْم القَبائل وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمةٌ واسِعَةُ الأَعْلى وما بالدَّارِ أَرِمٌ وأَرِيمٌ وإِرَميٌّ وأَيْرَميّ وإِيْرَمِيّ عن ثعلب وأَبي عبيد أَي ما بها أَحَدٌ لا يستعمل إِلا في الجَحْد قال زهير دارٌ لأَسْماء بالغَمْرَيْنِ ماثِلةٌ كالوَحْيِ ليس بها من أَهْلِها أَرِمُ ومثله قول الآخر تلك القُرونُ وَرِثْنا الأَرضَ بَعْدَهُمُ فما يُحَسُّ عليها منهمُ أَرِمُ قال ابن بري كان ابن دَرَسْتَوَيْه يُخالف أَهل اللغة فيقول ما بها آرِم على فاعل قال وهو الذي يَنْصِب الأَرَمَ وهو العَلَم أَي ما بها ناصِبُ عَلَم قال والمشهور عند أَهل اللغة ما بها أَرِمٌ على وزن حَذِرٍ وبيتُ زهير وغيره يشهد بصحة قولهم قال وعلى أَنه أَيضاً حكى القَزَّاز وغيره آرِم قال ويقال ما بها أَرَمٌ أَيضاً أَي ما بها علَم وأَرَمَ الرجلَ يَأْرِمُه أَرْماً لَيَّنه وأَرَمْتُ الحَبْل آرِمُه أَرْماً إِذا فَتَلْتَه فَتْلاً شديداً وأَرَمَ الشيءَ يَأْرِمُه أَرْماً شدَّه قال رؤبة يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ ويروى بالزاي وقد ذكر في أَجم وآرام موضع قال مِن ذاتِ آرامٍ فجَنبَي أَلعسا
( * قوله « فجني ألعسا » هكذا في الأصل وشرح القاموس )
وفي الحديث ذِكْر إِرَمٍ بكسر الهمزة وفتح الراء الخفيفة وهو موضع من ديار جُذام أَقْطَعَه سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني جِعال بن رَبيعة
( أرن ) الأَرَنُ النشاطُ أَرِنَ يأْرَنُ أَرَناً وإرِاناً وأَرِيناً أَنشد ثعلب للحَذْلميّ مَتى يُنازِعْهُنَّ في الأَرِينِ يَذْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعونِ وهو أَرِنٌ وأَرُونٌ مثل مَرِحٍ ومروحٍ قال حُميد الأَرْقَط أقَبَّ ميفاءٍ على الرُّزون حدّ الرَّبيع أَرِنٍ أَرُونِ والجمع آرانٌ التهذيب الأَرَنُ البطَرُ وجمعه آرانٌ والإرانُ النَّشاطُ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر يصف ثَوْراً فانْقَضَّ مُنْحَدِباً كأَنَّ إرانَه قَبَسٌ تَقَطَّع دون كفِّ المُوقِد وجمعه أُرُنٌ وأَرِنَ البعيرُ بالكسر يأْرَنُ أَرَناً إذا مَرِحَ مَرَحاً فهو أَرِنٌ أَي نشيطٌ والإرانُ الثورُ وجمعه أُرُنٌ غيره الإرانُ الثورُ الوحشيُّ لأنه يُؤارِنُ البقرةَ أَي يطلبُها قال الشاعر وكم من إرانٍ قد سَلَبْتُ مقِيلَه إذا ضَنَّ بالوَحْشِ العِتاقِ مَعاقِلُه وآرَنَ الثورُ البقرةَ مُؤارَنَةً وإراناً طلبَها وبه سُمِّي الرجل إراناً وشاةُ إرانٍ الثورُ لذلك قال لبيد فكأَنها هي بعدَ غِبِّ كلالِها أَو أَسْفعِ الخَدَّيْنِ شاةُ إرانِ وقيل إرانٌ موضعٌ ينسب إليه البقرُ كما قالوا ليْثُ خفيَّةٍ وجنُّ عَبْقَر والمِئْرانُ كِناسُ الثورِ الوحشيّ وجمعُه الميَارينُ والمآرينُ

الصفحة 66