كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

جَمادِ لها جَمادِ ولا تَقُولَنْ لها أَبداً إِذا ذُكِرت حَمادِ ويروى ولا تقولي ويقال للبخيل جَمادِ له أَي لا زال جامد الحال وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر أَي الجمود كقولهم فَجارِ أَي الفجرة وهو نقيض قولهم حَمادِ بالحاء في المدح وأَنشد بيت المتلمس وقال معناه أَي قولي لها جُموداً ولا تقولي لها حمداً وشكراً وفي نسخة من التهذيب حَمادِ لها حَمادِ ولا تَقُولي طُوالَ الدَّهْر ما ذُكِرَت جَمادِ وفسر فقال احمدها ولا تذمها والمُجْمِدُ البَرِمُ وربما أَفاض بالقداح لأَجل الإِيسار قال ابن سيده والمجمد البخيل المتشدّد وقيل هو الذي لا يدخل في الميسر ولكنه يدخل بين أَهل الميسر فيضرب بالقداح وتوضع على يديه ويؤتمن عليها فيلزم الحق من وجب عليه ولزمه وقيل هو الذي لم يفز قدحه في الميسر قال طرفة بن العبد في المجمد يصف قِدْحاً وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَويرَه على النار واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِد قال ابن بري ويروى هذا البيت لعدي بن زيد قال وهو الصحيح وأَراد بالأَصفر سهماً والمضبوح الذي غيرته النار وحويرُه رجوعه يقول انتظرت صوته على النار حتى قوّمته وأَعلمته فهو كالمحاورة منه وكان الأَصمعي يقول هو الداخل في جمادى وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد وقال ابن الأَعرابي سمي الذي يدخل بين أَهل الميسر ويضرب بالقداح ويؤتمن عليها مُجْمِداً لأَنه يُلْزِمُ الحق صاحبه وقيل المجمد هنا الأمين التهذيب أَجْمَدَ يُجْمِدُ إِجْماداً فهو مُجْمد إِذا كان أَميناً بين القوم أَبو عبيد رجل مُجْمِد أَمين مع شح لا يخدع وقال خالد رجل مُجْمِد بخيل شحيح وقال أَبو عمرو في تفسير بيت طَرفة استودعت هذا القدح رجلاً يأْخذه بكلتا يديه فلا يخرج من يديه شيء وأَجْمَد القوم قلَّ خيرهم وبخلوا والجَماد ضرب من الثياب قال أَبو دواد عَبَقَ الكِباءُ بهنّ كل عشية وغَمَرْنَ ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جَماد ابن الأَعرابي الجوامد الأُرَفُ وهي الحدود بين الأَرضين واحدها جامد والجامد الحد بين الدارين وجمعه جَوامد وفلان مُجامدي إِذا كان جارك بيتَ بيتَ وكذلك مُصاقِبي ومُوارِفي ومُتاخِمِي وفي الحديث إِذا وقعت الجَوامِدُ فلا شُفْعَة هي الحدود الفراء الجِماد الحجارة واحدها جَمَد أَبو عمرو سيف جَمَّاد صارم وأَنشد والله لو كنتم بأَعْلَى تَلْعَة من رأْسِ قُنْفُذٍ آو رؤوسِ صِماد لسمعتم من حَرِّ وَقْعِ سيوفنا ضرباً بكل مهنَّد جَمَّاد والجُمُدُ مكان حزن وقال الأَصمعي هو المكان المرتفع الغليظ وقال ابن شميل الجُمُد قارة ليست بطويلة في السماء وهي غليظة تغلظ مرة وتلين أُخرى تنبت الشجر ولا تكون إِلا في أَرض غليظة سميت جُمُداً من جُمُودها أَي من يبسها والجُمُد أَصغر الآكام يكون مستديراً صغيراً والقارة مستديرة طويلة في السماء ولا ينقادان في الأَرض وكلاهما غليظ الرأْس ويسميان جميعاً أَكمة قال وجماعة الجُمُد جِماد ينبت البقل والشجر قال وأَما الجُمُود فأَسهل من الجُمُد وأَشد مخالطة للسهول ويكون الجُمُود في ناحية القُفِّ وناحية السهول وتجمع الجُمُد أَجْماداً أَيضاً قال لبيد فأَجْمادُ ذي رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق والجُمُد جبل مثل به سيبويه وفسره السيرافي قال أُمية بن أَبي الصلت سُبحانه ثم سبحاناً يَعود له وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُوديُّ والجُمُد والجُمُد بضم الجيم والميم وفتحهما جبل معروف ونسب ابن الأَثير عجز هذا البيت لورقة بن نوفل ودارة الجُمُد موضع عن كراع وجُمْدان موضع بين قُدَيْد وعُسْفان قال حسان لقد أَتى عن بني الجَرْباءِ قولُهُمُ ودونهم دَفُّ جُمْدانٍ فموضوعُ وفي الحديث ذكر جُمْدان بضم الجيم وسكون الميم وفي آخره نون جبل على ليلة من المدينة مر عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا جُمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون
( جمر ) الجَمْر النار المتقدة واحدته جَمْرَةٌ فإِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ والمِجْمَرُ والمِجْمَرَةُ التي يوضع فيها الجَمْرُ مع الدُّخْنَةِ وقد اجْتَمَرَ بها وفي التهذيب المِجْمَرُ قد تؤنث وهي التي تُدَخَّنْ بها الثيابُ قال الأَزهري من أَنثه ذهب به إِلى النار ومن ذكَّره عنى به الموضع وأَنشد ابن السكيت لا يَصْطَلي النَّارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجا أَراد إِلا عُوداً أَرِجاً على النار ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ

الصفحة 674