كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

النخعي لو كان رأْيُ الناسِ مثلَ رأْيك ما ادِّيَ الأَرْيانُ وهو الخراجُ والإتاوةُ وهو اسم واحدٌ كالشيْطان قال الخطابي الأَشْبَهُ بكلام العرب أَن يكون الأُرْبانَ بضم الهمزة والباء المعجمة بواحدة وهو الزيادة على الحقّ يقال فيه أُرْبانٌ وعُرْبانٌ فإن كانت معجمة باثنتين فهو من التأْرية لأَنه شيء قُرّر على الناس وأُلْزِموه
( أره ) هذه ترجمة لم يترجم عليها سوى ابن الأَثير وأَورد ابن الأَثير وأَورد فيها حديث بلال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَعَكم شيء من الإرَةِ أَي القَدِيد وقيل هو أَن يُغْلَى اللحم بالخل ويُحْمَلَ في الأَسفار وسيأْتي هذا وغيره في مواضعه
( أري ) الأَصمعي أَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً إذا احترقت ولَصِقَ بها الشيء وأَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً وهو ما يَلْصَق بها من الطعام وقد أَرَتِ القِدْرُ أَرْياً لَزِقَ بأَسفلها شيء من الاحتراق مثل شاطَتْ وفي المحكم لَزِقَ بأَسفلها شِبْهُ الجُلْبَة السوداء وذلك إذا لم يُسَطْ ما فيها أو لم يُصَبَّ عليه ماء والأَرْيُ ما لَزِقَ بأَسفلها وبقِي فيه من ذلك المصدرُ والاسم فيه سواءٌ وأَرْيُ القِدْرِ ما الْتَزَقَ بجوانبها من الحَرَق ابن الأَعرابي قُرارَة القِدر وكُدادتُها وأَرْيُها والأَرْيُ العَسَلُ قال لبيد بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْن سَحابةٍ وأَرْيِ دَبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ وعَمَلُ النَّحْلِ أَرْيٌ أَيضاً وأَنشد ابن بري لأَبي ذؤيب جَوارِسُها تَأْري الشُّعُوفَ تَأْري تُعَسِّل قال هكذا رواه عليّ بن حمزة وروى غيره تَأْوي وقد أَرَتِ النَّحْلُ تَأْري أَرْياً وتَأَرَّتْ وأْتَرَتْ عَمِلَت العَسَل قال الطرماح في صفة دَبْر العسل إذا ما تَأَرَّتْ بالخَليِّ بَنَتْ به شَريجَيْنِ مِمّا تَأْتَري وتُتِيعُ
( * قوله « إذا ما تأرت » كذا في الأصل بالراء وفي التكملة بالواو )
شَريجَيْن ضربين يعني من الشَّهْدِ والعسل وتأْتري تُعَسِّلُ وتُتِيعُ أَي تقيء العسلَ والْتِزاقُ الأَرْي بالعَسَّالة ائْتِراؤه وقيل الأَرْيُ ما تجمعه من العسل في أَجوافِها ثم تَلْفِظه وقيل الأَرْيُ عَمَلُ النحل وهو أَيضاً ما التَزَقَ من العسل في جوانب العَسَّالة وقيل عَسَلُها حين تَرْمي به من أَفواهها وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر إنما هو مستعار من ذلك يعني ما جَمَعَتْ في أَجوافها من الغيظ كما تَفْعَلُ النَّحْلُ إذا جمَعَتْ في أَفواهها العَسَل ثم مَجَّتْه ويقال للَّبَنِ إذا لَصِق وَضَرهُ بالإناء قد أَرِيَ وهو الأَرْيُ مثل الرَّمْي والتَّأَرِّي جَمْع الرجل لِبَنِيه الطَّعامَ وأَرَتِ الريحُ الماءَ صَبَّته شيئاً بعد شيء وأَرْيُ السماءِ ما أَرَتْه الريح تَأْرِيه أَرْياً فصَبَّته شيئاً بعد شيء وقيل أَرْيُ الريح عَمَلُها وسَوْقُها السحابَ قال زهير يَشِمْنَ بُرُوقَها ويَرُشُّ أَرْيَ الْ جَنُوب على حَواجِبها العَماءُ قال الليث أَرادَ ما وقع من النَّدى والطَّلِّ على الشجر والعُشْب فلم يَزَلْ يَلْزَقُ بعضهُ ببعض ويَكْثُرُ قال أَبو منصور وأَرْيُ الجَنوبِ ما اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ من الغَمام إذا مَطَرَت وأَرْيُ السحاب دِرَّتُه قال أَبو حنيفة أَصل الأَرْيِ العَمَل وأَرْيُ النَّدى ما وقع منه على الشجر والعُشْب فالتزَق وكَثُر والأَرْيُ لُطاخةُ ما تأْكله وتَأَرَّى عنه تَخَلَّف وتَأَرَّى بالمكان وأْتَرى احْتَبَس وأَرَتِ الدابَّةُ مَرْبَطَها ومَعْلَفَها أرْياً لَزِمَتْه والآرِيُّ والآري الأَخِيَّةُ وأَرَّيْتُ لها عَمِلْتُ لها آريّاً قال ابن السكيت في قولهم للمَعْلَف آرِيٌّ قال هذا مما يضعه الناس في غير موضعه وإنما الآرِيُّ مَحْبِس الدابة وهي الأَواري والأَواخِي واحدتها آخِيِّةٌ وآرِيٌّ إنما هو من الفعل فاعُولٌ وتَأَرَّى بالمكان إذا تَحَبَّس ومنه قول أَعشى باهِلة لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفهِ الصَّفَر
( * قوله « لا يتأرى البيت » قال الصاغاني هكذا وقع في أكثر كتب اللغة وأخذ بعضهم عن بعض والرواية لا يتأرى لما في القدر يرقبه ولا يزال أمام القوم يقتفر لا يغمز الساق من أين ولا نصب ولا يعض على شرسوفه الصفر )
وقال آخر لا يَتَأَرَّوْنَ في المَضِيق وإنْ نادَى مُنادٍ كَيْ يَنْزِلوا نَزَلوا يقول لا يَجْمَعون الطعام في الضِّيقة وقال العجاج واعْتَادَ أَرباضاً لها آرِيُّ من مَعْدِن الصِّيرانِ عُدْمُليُّ قال اعْتادَها أَتاها ورَجَع إليها والأَرْباضُ جمع رَبَضٍ وهو المأْوى وقوله له آرِيٌّ أَي لها آخِيَّةٌ من مَكانِس البقر لا تزول ولها أَصل ثابت في سكون الوحش بها يعني الكِناس قال وقد تسمى الآخِيَّة أَيضاً آرِيّاً وهو حبل تُشَدُّ به الدابة في مَحْبِسها وأَنشد ابن السكيت للمُثَقِّب العبدي يصف فرساً داوَيْتُه بالمحْض حتَّى شَتا يَجْتَذِبُ الآرِيَّ بالمِرْوَد أي مع المِرْوَدِ وأَرادَ بآرِيِّه الرَّكاسَةَ المدفونةَ تحت الأَرض المُثْبتةَ فيها تُشَدُّ الدابةُ من عُرْوتَها البارزة فلا تَقْلَعُها لثباتها في الأَرض قال الجوهري وهو في التقدير فاعُولٌ والجمع الأَوارِي يخفف ويشدّد تقول منه أَرَّيْتُ للدابة تَأْريَةً والدابة تَأْري إلى الدابَّة إذا انضمت إليها وأَلِفَتْ معها مَعْلَفاً واحداً وآرَيْتُها أَنا وقول لبيد يصف ناقته تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها شُعْبَة السَّاقِ إذا الظِّلُّ عَقَل قال الليث لم يُوأَرْ بها أَي لم يُذْعَرْ ويروى لم يُورأْ بها أَي لم يُشْعَرْ بها قال وهو مقلوب من أَرَيْتُه أَي أَعلمته قال ووزنه الآن لم يُلْفَعْ ويروى لم يُورَا على تخفيف الهمزة ويروى لم يُؤرَ بها بوزن لم يُعْرَ من الأَرْي أي لم يَلْصَق بصدره الفَزَعُ ومنه قيل إن في صَدْرِكَ عَليَّ

الصفحة 68