كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

والمُجامعةُ والجِماع كناية عن النكاح وجامَعه على الأَمر مالأَه عليه واجْتمع معه والمصدر كالمصدر وقِدْرٌ جِماعٌ وجامعةٌ عظيمة وقيل هي التي تجمع الجَزُور قال الكسائي أَكبر البِرام الجِماع ثم التي تليها المِئكلةُ ويقال فلان جماعٌ لِبني فلان إِذا كانوا يأْوُون إِلى رأْيه وسودَدِه كما يقال مَرَبٌّ لهم واسَتَجمع البَقْلُ إِذا يَبِس كله واستجمع الوادي إِذا لم يبق منه موضع إِلا سال واستجمع القوم إِذا ذهبوا كلهم لم يَبْق منهم أَحد كما يَستجمِع الوادي بالسيل وجَمَعَ أَمْرَه وأَجمعه وأَجمع عليه عزم عليه كأَنه جَمَع نفسه له والأَمر مُجْمَع ويقال أَيضاً أَجْمِعْ أَمرَك ولا تَدَعْه مُنْتشراً قال أَبو الحَسْحاس تُهِلُّ وتَسْعَى بالمَصابِيح وسْطَها لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفرَّق مُجْمَع وقال آخر يا ليْتَ شِعْري والمُنى لا تَنفعُ هل أَغْدُوَنْ يوماً وأَمْري مُجْمَع ؟ وقوله تعالى فأَجمِعوا أَمركم وشُرَكاءكم أَي وادْعوا شركاءكم قال وكذلك هي في قراءة عبد الله لأَنه لا يقال أَجمعت شركائي إِنما يقال جمعت قال الشاعر يا ليتَ بَعْلَكِ قد غَدا مُتَقلِّداً سيْفاً ورُمحا أَراد وحاملاً رُمْحاً لأَن الرمح لا يُتقلَّد قال الفرّاء الإِجْماعُ الإِعْداد والعزيمةُ على الأَمر قال ونصبُ شُركاءكم بفعل مُضْمر كأَنك قلت فأَجمِعوا أَمركم وادْعوا شركاءكم قال أَبو إِسحق الذي قاله الفرّاء غَلَطٌ في إِضْماره وادْعوا شركاءكم لأَن الكلام لا فائدة له لأَنهم كانوا يَدْعون شركاءهم لأَن يُجْمعوا أَمرهم قال والمعنى فأَجْمِعوا أَمرَكم مع شركائكم وإِذا كان الدعاء لغير شيء فلا فائدة فيه قال والواو بمعنى مع كقولك لو تركت الناقة وفَصِيلَها لرضَعَها المعنى لو تركت الناقة مع فصيلِها قال ومن قرأَ فاجْمَعوا أَمركم وشركاءكم بأَلف موصولة فإِنه يعطف شركاءكم على أَمركم قال ويجوز فاجْمَعوا أَمرَكم مع شركائكم قال الفراء إَذا أَردت جمع المُتَفرّق قلت جمعت القوم فهم مجموعون قال الله تعالى ذلك يوم مجموع له الناسُ قال وإِذا أَردت كَسْبَ المالِ قلت جَمَّعْتُ المالَ كقوله تعالى الذي جَمَّع مالاً وعدَّده وقد يجوز جمَع مالاً بالتخفيف وقال الفراء في قوله تعالى فأَجْمِعوا كيْدَكم ثم ائتُوا صفًّا قال الإِجماعُ الإِحْكام والعزيمة على الشيء تقول أَجمعت الخروج وأَجمعت على الخروج قال ومن قرأَ فاجْمَعوا كيدَكم فمعناه لا تدَعوا شيئاً من كيدكم إِلاّ جئتم به وفي الحديث من لم يُجْمِع الصِّيامَ من الليل فلا صِيام له الإِجْماعُ إِحكامُ النيةِ والعَزيمةِ أَجْمَعْت الرأْي وأَزْمَعْتُه وعزَمْت عليه بمعنى ومنه حديث كعب بن مالك أَجْمَعْتُ صِدْقَه وفي حديث صلاة المسافر ما لم أُجْمِعْ مُكْثاً أَي ما لم أَعْزِم على الإِقامة وأَجْمَعَ أَمرَه أَي جعلَه جَميعاً بعدَما كان متفرقاً قال وتفرّقُه أَنه جعل يديره فيقول مرة أَفعل كذا ومرَّة أَفْعل كذا فلما عزم على أَمر محكم أَجمعه أَي جعله جَمْعاً قال وكذلك يقال أَجْمَعتُ النَّهْبَ والنَّهْبُ إِبلُ القوم التي أَغار عليها اللُّصُوص وكانت متفرقة في مراعيها فجَمَعوها من كل ناحية حتى اجتمعت لهم ثم طَرَدوها وساقُوها فإِذا اجتمعت قيل أَجْمعوها وأُنشد لأَبي ذؤيب يصف حُمُراً فكأَنها بالجِزْعِ بين نُبايِعٍ وأُولاتِ ذي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَعُ قال وبعضهم يقول جَمَعْت أَمرِي والجَمْع أَن تَجْمَع شيئاً إِلى شيء والإِجْماعُ أَن تُجْمِع الشيء المتفرِّقَ جميعاً فإِذا جعلته جميعاً بَقِي جميعاً ولم يَكد يَتفرّق كالرأْي المَعْزوم عليه المُمْضَى وقيل في قول أَبي وجْزةَ السَّعْدي وأَجْمَعَتِ الهواجِرُ كُلَّ رَجْعٍ منَ الأَجْمادِ والدَّمَثِ البَثاء أَجْمعت أَي يَبَّسَتْ والرجْعُ الغديرُ والبَثاءُ السهْل وأَجْمَعْتُ الإِبل سُقْتها جميعاً وأَجْمَعَتِ الأَرضُ سائلةً وأَجمعَ المطرُ الأَرضَ إِذا سالَ رَغابُها وجَهادُها كلُّها وفَلاةٌ مُجْمِعةٌ ومُجَمِّعةٌ يَجتمع فيها القوم ولا يتفرّقون خوف الضلال ونحوه كأَنها هي التي تَجْمَعُهم وجُمْعةٌ من أَي قُبْضة منه وفي التنزيل يا أَيها الذين آمنوا إِذا نُودِي للصلاةِ من يوم الجمعة خففها الأَعمش وثقلها عاصم وأَهل الحجاز والأَصل فيها التخفيف جُمْعة فمن ثقل أَتبع الضمةَ الضمة ومن خفف فعلى الأَصل والقُرّاء قرؤوها بالتثقيل ويقال يوم الجُمْعة لغة بني عُقَيْلٍ ولو قُرِئ بها كان صواباً قال والذين قالوا الجُمُعَة ذهبوا بها إِلى صِفة اليومِ أَنه يَجْمع الناسَ كما يقال رجل هُمَزةٌ لُمَزَةٌ ضُحَكة وهو الجُمْعة والجُمُعة والجُمَعة وهو يوم العَرُوبةِ سمّي بذلك لاجتماع الناس فيه ويُجْمع على جُمُعات وجُمَعٍ وقيل الجُمْعة على تخفيف الجُمُعة والجُمَعة لأَنها تجمع الناس كثيراً كما قالوا رجل لُعَنة يُكْثِر لعْنَ الناس ورجل ضُحَكة يكثر الضَّحِك وزعم ثعلب أَن أَوّل من سماه به كعبُ بن لؤيّ جدُّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقال له العَرُوبةُ وذكر السهيلي في الرَّوْض الأُنُف أَنَّ كعب بن لؤيّ أَوّلُ من جَمَّع يوم العَرُوبةِ ولم تسمَّ العَروبةُ الجُمعة إِلا مُذ جاء الإِسلام وهو أَوَّل من سماها الجمعة فكانت قريش تجتمِعُ إِليه في هذا اليوم فيَخْطُبُهم ويُذَكِّرُهم بمَبْعَث النبي صلى الله عليه وسلم ويُعلمهم أَنه من ولده ويأْمرهم باتِّبَاعِه صلى الله عليه وسلم والإِيمان به ويُنْشِدُ في هذا أَبياتاً منها يا ليتني شاهِدٌ فَحْواء دَعْوَتِه إِذا قُرَيْشٌ تُبَغِّي الحَقَّ خِذْلانا وفي الحديث أَوَّلُ جُمُعةٍ جُمِّعَت بالمدينة جُمّعت بالتشديد أَي صُلّيت وفي حديث

الصفحة 681