كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

معاذ أَنه وجد أَهل مكة يُجَمِّعُون في الحِجْر فنهاهم عن ذلك يُجمِّعون أَي يصلون صلاة الجمعة وإِنما نهاهم عنه لأَنهم كانوا يَستظِلُّون بفَيْء الحِجْر قبل أَن تزول الشمس فنهاهم لتقديمهم في الوقت وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنه قال إِنما سمي يوم الجمعة لأَنَّ الله تعالى جَمَع فيه خَلْق آدم صلى الله على نبينا وعليه وسلم وقال أَقوام إِنما سميت الجمعة في الإِسلام وذلك لاجتماعهم في المسجد وقال ثعلب إِنما سمي يوم الجمعة لأَن قريشاً كانت تجتمع إِلى قُصَيّ في دارِ النَّدْوةِ قال اللحياني كان أَبو زياد
( * كذا بياض بالأصل ) وأَبو الجَرّاح يقولان مضَت الجمعة بما فيها فيُوَحِّدان ويؤنّثان وكانا يقولان مضى السبت بما فيه ومضى الأَحد بما فيه فيُوَحِّدان ويُذَكِّران واختلفا فيما بعد هذا فكان أَبو زياد يقول مضى الاثْنانِ بما فيه ومضى الثَّلاثاء بما فيه وكذلك الأَربعاء والخميس قال وكان أَبو الجراح يقول مضى الاثنان بما فيهما ومضى الثلاثاء بما فيهنّ ومضى الأَرْبعاء بما فيهن ومضى الخميس بما فيهن فيَجْمع ويُؤنث يُخْرج ذلك مُخْرج العدد وجَمَّع الناسُ تَجْمِيعاً شَهِدوا الجمعة وقَضَوُا الصلاة فيها وجَمَّع فلان مالاً وعَدَّده واستأْجرَ الأَجِيرَ مُجامعة وجِماعاً عن اللحياني كل جمعة بِكراء وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي لانك جُمَعِيّاً بفتح الميم أَي ممن يصوم الجمعة وحْده ويومُ الجمعة يومُ القيامة وجمْعٌ المُزْدَلِفةُ مَعْرفة كعَرَفات قال أَبو ذؤيب فباتَ بجَمْعٍ ثم آبَ إِلى مِنًى فأَصْبَحَ راداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْلِ ويروى ثم تَمّ إِلى منًى وسميت المزدلفة بذلك لاجتماع الناس بها وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثَّقَل من جَمْعٍ بليل جَمْعٌ علم للمُزْدلفة سميت بذلك لأَن آدمَ وحوّاء لما هَبَطا اجْتَمَعا بها وتقول اسْتَجْمَعَ السيْلُ واسْتَجْمَعَتْ للمرء أُموره ويقال للمَسْتَجِيش اسْتَجْمَع كلَّ مَجْمَعٍ واسْتَجْمَع الفَرَسُ جَرْياً تكَمَّش له قال يصف سراباً ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً وليس ببارِحٍ تُبارِيهِ في ضاحِي المِتانِ سَواعدُه يعني السراب وسَواعِدُه مَجارِي الماء والجَمْعاء الناقة الكافّة الهَرِمَةُ ويقال أَقمتُ عنده قَيْظةً جَمْعاء وليلة جَمْعاء والجامِعةُ الغُلُّ لأَنها تَجْمَعُ اليدين إِلى العنق قال ولو كُبِّلَت في ساعِدَيَّ الجَوامِعُ وأَجْمَع الناقةَ وبها صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ وكذلك أَكْمَشَ بها وجَمَّعَت الدَّجاجةُ تَجْمِيعاً إِذا جَمَعَت بيضَها في بطنها وأَرض مُجْمِعةٌ جَدْب لا تُفَرَّقُ فيها الرِّكاب لِرَعْي والجامِعُ البطن يَمانِيةٌ والجَمْع الدَّقَلُ يقال ما أَكثر الجَمْع في أَرض بني فلان لنخل خرج من النوى لا يعرف اسمه وفي الحديث أَنه أُتِيَ بتمر جَنِيب فقال من أَين لكم هذا ؟ قالوا إِنا لنأْخُذُ الصاعَ من هذا بالصاعَيْنِ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا بِعِ الجَمْع بالدّراهم وابتع بالدراهم جَنِيباً قال الأَصمعي كلّ لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جَمع يقال قد كثر الجمع في أَرض فلان لنخل يخرج من النوى وقيل الجمع تمر مختلط من أَنواع متفرقة وليس مرغوباً فيه وما يُخْلَطُ إِلا لرداءته والجَمْعاء من البهائم التي لم يذهب من بَدَنِها شيء وفي الحديث كما تُنتَجُ البَهِيمةُ بَهِيمةً جَمْعاء أَي سليمة من العيوب مُجتمِعة الأَعضاء كاملتها فلا جَدْعَ بها ولا كيّ وأَجْمَعْت الشيء جعلته جميعاً ومنه قول أَبي ذؤيب يصف حُمراً وأُولاتِ ذِي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَع وقد تقدم وأُولاتُ ذي العرجاء مواضعُ نسبها إِلى مكان فيه أَكمةٌ عَرْجاء فشبه الحُمر بإِبل انْتُهِبتْ وخُرِقتْ من طَوائِفها وجَمِيعٌ يؤكّد به يقال جاؤوا جميعاً كلهم وأَجْمعُ من الأَلفاظ الدالة على الإِحاطة وليست بصفة ولكنه يُلَمّ به ما قبله من الأَسماء ويُجْرَى على إِعرابه فلذلك قال النحويون صفة والدليل على أَنه ليس بصفة قولهم أَجمعون فلو كان صفة لم يَسْلَم جَمْعُه ولكان مُكسّراً والأُنثى جَمْعاء وكلاهما معرفة لا ينكَّر عند سيبويه وأَما ثعلب فحكى فيهما التنكير والتعريف جميعاً تقول أَعجبني القصرُ أَجمعُ وأَجمعَ الرفعُ على التوكيد والنصب على الحال والجَمْعُ جُمَعُ معدول عن جَمعاوات أَو جَماعَى ولا يكون معدولاً عن جُمْع لأَن أَجمع ليس بوصف فيكون كأَحْمر وحُمْر قال أَبو علي بابُ أَجمعَ وجَمْعاء وأَكتعَ وكتْعاء وما يَتْبَع ذلك من بقيته إِنما هو اتّفاق وتَوارُدٌ وقع في اللغة على غير ما كان في وزنه منها لأَن باب أَفعلَ وفَعلاء إِنما هو للصفات وجميعُها يجيء على هذا الوضع نَكراتٍ نحو أَحمر وحمراء وأَصفر وصفراء وهذا ونحوه صفاتٌ نكرات فأَمَّا أَجْمع وجمعاء فاسمانِ مَعْرفَتان ليسا بصفتين فإِنما ذلك اتفاق وقع بين هذه الكلمة المؤكَّد بها ويقال لك هذا المال أَجْمعُ ولك هذه الحِنْطة جمعاء وفي الصحاح وجُمَعٌ جَمْعُ جَمْعةٍ وجَمْعُ جَمْعاء في تأْكيد المؤنث تقول رأَيت النسوة جُمَعَ غير منون ولا مصروف وهو معرفة بغير الأَلف واللام وكذلك ما يَجري مَجراه منه التوكيد لأَنه للتوكيد للمعرفة وأَخذت حقّي أَجْمَعَ في توكيد المذكر وهو توكيد مَحْض وكذلك أَجمعون وجَمْعاء وجُمَع وأَكْتعون وأَبْصَعُون وأَبْتَعُون لا تكون إِلا تأْكيداً تابعاً لما قبله لا يُبْتَدأُ ولا يُخْبر به ولا عنه ولا يكون فاعلاً ولا مفعولاً كما يكون غيره من التواكيد اسماً مرةً وتوكيداً أُخرى مثل نفْسه وعيْنه وكلّه

الصفحة 682